الممثلون فيه طواويس كأنهم في مدبلج,. القصر مسلسل يكشف المستور المخرج حاول تقليد مشية الحمامة * رؤية وتحليل : سامي عبدالعزيز العثمان |
* منذ فترة قريبة جداً كتبت في نفس الصفحة عن مسلسل القصر تحت عنوان الهواية أم العالمية وكان ذلك عندما كان العمل مجرد فكرة ونص وقبل ان يشرع في تصويره وكنت آنذاك اجزم بأن هذا العمل لن يحالفه التوفيق وسيفشل فشلاً ذريعاً,,! وبعد ان تم عرض العديد من حلقات المسلسل عبر القناة الاولى بالتلفزيون السعودي تحققت تلك التوقعات وسقط العمل بكل المقاييس ولعلي ايها السادة من خلال هذه العجالة اوجز لكم اهم الملاحظات التي سجلتها على هذا العمل والتي تبدو من خلال التالي:
أولاً: النص والسيناريو جاء هزيلاً وافتقد لعناصر عدة منها الربط والحبكة الدرامية وتوالي المشاهد بشكل عشوائي وغير مفهوم في أحيان كثيرة مما افقد العمل عناصر الوضوح والتشويق والجذب,,؟!
ثانياً: يبدو ان الأخوين الزميلين ناصر القصيبي وعبدالله السدحان ايقظتهما تجارب العمالقة من صفوة النجوم اللبنانيين وبعد مرور سنوات عديدة والذين كانوا يقدمون العديد من الروايات العالمية بشكل احترافي ينم عن مايتمتعون به من امكانات ثقافية وابداعية عالية جداً فمن منا لا يذكر احدب نوتر دام ولمن تقرع الأجراس عازف الليل وغيرها,, وتلك الادوار الرائعة التي كان يقدمها عبدالمجيد مجذوب ورشيد علامة وابراهيم مرعشلي واحمد الزين ومحمود سعيد وغيرهم,, حاول الزميلان تكرار تلك التجارب الغنية مع فارق الامكانيات بشكل عام,,,؟! كذلك اختفت الرؤية تماماً فهل هذا العمل كلاسيكي ام معاصر ام الاثنان معاً,,,؟!
ثالثاً: في شارة العمل كان هناك مسمى غير مسبوق ولأول مرة يطرح على الشاشات العربية والعالمية,,؟! ويتضح ذلك من خلال مسمى مهد له فيصل مرعي والسؤال من أي ناحية تم التمهيد له,,,؟!
رابعاً: بالرغم من ان النجوم السوريين ومنهم عبدالرحمن آل رشي كانوا كومبارساً إلا انهم تفوقوا وبكل المقاييس على الابطال مما تسبب في احراجهم كثيراً,,؟!
خامساً: لا اتفق على الاطلاق مع الزملاء الاخوة الاعزاء ناصر القصيبي ومحمد العلي وعبدالله السدحان في الخوض في هذه النوعية من التجارب لعدة اعتبارات، اولها اننا في أمس الحاجة لتأكيد محليتنا ثم ان الدراما السعودية الواعدة والمجتهدة كثيرة ومن خلال هويتها هي اكثر صدقاً واقناعاً ولم نصل بعد لمرحلة تجاوز المحلية والانطلاق للعالمية,, فلايزال امامنا الكثير,,!
سادساً: اذا كانت القضية الهروب من الشكل الدرامي المعتاد لمسلسل طاش ماطاش ومحاولة الهرولة للعبث العالمي ومن خلال نصوص تجارية تفتقد لكل العناصر الفنية فهذا موضوع آخر,,؟! فالافضل وبعد التجربة القاسية العودة السريعة وارتداء عباءة طاش وبلاش فضائح ياشباب؟!
سابعاً: حاول المخرج ان يضع بصمته ولكنه انساق خلف بصمات الآخرين دون تركيز وبذلك فقد العمل رؤية المخرج الحقيقية اذا كانت هناك رؤية في الاصل,, كذلك لم يتعود المخرج محمد عزيزية ان يقدم مثل هذه الاعمال الكلاسيكية وهذا مما جعل نقلاته للمشاهد سريعة ومشوهة ومشوشة كالنص تماماً,, اضافة للتصوير الخارجي الذي كان محصوراً بين موقعين وكأن احداث العمل جميعها تدور بين هذين الموقعين فقط,.
ثامناً: بالرغم من عدم وجود تفاهم بين عنصري التصوير والاضاءة من جهة والاخراج من جهة أخرى إلا ان التصوير والاضاءة من افضل العناصر التي وظفت بشكل جيد في العمل واظهرت لنا مهارات المصور الخاصة به بعيداً عن رؤية المخرج كذلك الاضاءة والتي كان يتحكم في توزيعها مهندسها صاحب اللمسات الابداعية الجميلة,.
تاسعاً: الموسيقى التصويرية كموسيقى اكثر من جيدة ولكنها لم توظف بشكل يتناسب مع المشاهد لذلك نلاحظ بعض المشاهدبعيدة عن الايقاع الموسيقي الذي يوحي بما يقوله المشهد,.
عاشراً: تم استبعاد العنصر السعودي بشقيه الرجالي والنسائي وتم حرمانه من المشاركة العالمية,, حيث تم استبدالهم بعناصر اقل تكلفة وهذا يأتي من باب ترشيد الانفاق وخفض المصروفات,.
حادي عشر: لم تتح الفرصة للكفاءات السعودية الشابة في المجالات الفنية المختلفة بالرغم من ان هناك قدرات جيدة يمكنها ان تشارك بدون إضافة اعباء مالية تذكر,, فلم يشارك في هذا الجانب سوى الزميل هلال البلوي الذي زج به كمساعد مخرج في العمل والجميع يعرف ان الزميل البلوي من افضل مديري الانتاج السعوديين وليس له علاقة البتة بالاخراج,, فهل القصد من ذلك كان الاساءة له ام ان القضية شكلية وتكملة عدد ليس إلا,.
ثاني عشر: التكلف في الاداء والحركة وافتعال التجانس والتفاعل مع روح النص كان سمة رئيسية من سمات الفنان محمد العلي وعبدالله السدحان ومن خلال هذا الافتعال كانت مشاهدهما باهتة جداً.
ثالث عشر: اثبت الفنان عبدالله السدحان بالصوت والصورة والاداء والحركة عدم سيطرته على الدور الذي يؤديه مما جعله غير قادر على التعامل مع هذا الدور بشكل مقنع,,!!,, الفنان ناصر القصبي كان محاولاً جيداً في تقمص الشخصية التي لعبها وقد تكون اللغة خانته في بعض الأحيان,, إلا ان مشاهده كانت بين المد والجزر في احياناً كثيرة,,!!
رابع عشر: الملابس والاكسسوارات والشعور الطويلة كانت جيدة ولكنها اعاقت كثيراً ممثلينا فأصبحوا كطواويس في بريقهم,,؟!
خامس عشر: اثبت الفنان الكبير عبد الإله السناني انه كفنان لا يستهان به حيث كان له حضور قوي جداً واستطاع التميز وكشف اوراق العديد من الممثلين الذين شاركوا في العمل حيث الاداء واجادة اللغة العربية,, وقد استطاع هذا الفنان المتمكن بما يملكه من قدرات حقيقية ان يرفع من مستوى العديد من الحلقات وربما هذه هي الايجابية الوحيدة في هذا المسلسل والتي كشفت لنا بشكل واضح الامكانيات العالية للفنان السناني الذي سيتواجد بقوة على الساحة الفنية في الايام القادمة بإذن الله تعالى,.
سادس عشر: رحم الله سيبويه فلو شاهد هذا المسلسل لاعتقد انه باللغة البرتغالية والتي تحتاج بطبيعة الحال لترجمة فورية ولا اعتقد ايضاً ان هذا المسلسل ربما كان مكسيكياً او فنزويليا مدبلجاً مثل تك الاعمال التي تتحفنا بها الفضائيات بين حين وآخر؟
كل هذه الملاحظات التي أتيت عليها هي في الواقع غيض من فيض، كما ارجو ان يتأكد الاخوة الزملاء انني احترم وبشدة مايقدموه من اعمال تصب في مصلحة الدراما السعودية المجتهدة والواعدة والتي تحتاج منا جميعاً الالتفات لها ودعمها ومساندتها وحتى نستطيع في النهاية ان نحاكي الآخرين ونحن متوهجين من خلال تأكيد هويتنا وبصمتنا والتي سيسجلها التاريخ لنا وستبقى راسخة وخالدة ينهل منها الاجيال القادمة، كذلك مايزال الوقت مبكراً جداً للقفز للعالمية الحقيقية، اذ يجب ان نتوجه لها ونحن قادرون على التعامل معها وإلا صار حالنا كما حدث في مسلسل القصر الذي لا يحمل شيئا على الاطلاق,,؟!
|
|
|