* لا يختلف اثنان على ان الصحافة رسالة سامية ذات دور حيوي فاعل في المجتمع,, وبالتالي فان الصحفي النابه يمثل احد الاركان الاساسية التي تقوم عليها هذه الرسالة ولذلك فان الصحافة الواعية خصوصا في هذه المرحلة يفترض فيها ان تكون جامعة للحسنين (المتعة والخدمة).
* فإلي جانب كونها نافذة مشرعة يطل من خلالها القارىء على جديد الاحداث وطريف الافكار,, ومائدة عامرة يجد فيها ما يشبع رغباته ويلبي ميوله ابداعا وامتاعا في جميع المجالات فانه يطالبها في الوقت نفسه بتقديم معلومات ومواد صحفية (خدماتية) تعينه على شق طريقه في مجتمعه ومقر عمله كما توفر عليه الجهد والوقت لتحقيق طموحاته وقضاء حاجاته وحتى اداء دوره الاسري في منزله.
* وما دمنا على مشارف الالفية الثالثة ومقبلين على عالم حافل بالتغيرات والثورات العلمية والاليات الجديدة للتعامل مع كل شيء فاننا نتطلع الى صحافة مؤثرة تواكب هذه النقلة على الاقل من الناحية الاجتماعية,, وبعبارة أدق تخدم مجتمعها بشكل اكثر مساسا باحتياجات قارئها مهما كان مستواه وتوجهه,, وان لم تفعل ذلك فانها ستتلقى هزيمة بالضربة القاضية على يد الضيف الجديد (الانترنيت).
* وهذا لا يعني بطبيعة الحال ان تنسلخ الصحافة من جلدها وتصبح مجرد معلومات جافة,,لكن المرحلة تتطلب آلية جديدة لعمل صحفي فاعل,, فمجتمعنا بحاجة الى من يضيء امامه نور الوعي ويفتح له ابواب التجارب ويرشده الى ما يفيده في كافة شؤون الحياة,, ومن ذلك حقوقه وواجباته وفي المقابل حقوق وواجبات الاخرين عليه من الناحية النظامية,, والاجراءات التي يحتاجها في معاملاته فضلا عن تغيير نظرته الاجتماعية تجاه بعض المهن والوسائل الكفيلة بتحقيق السلامة له ولاسرته باذن الله وغير ذلك مما يجعله مواطنا صالحا يساهم في خدمة دينه ومليكه ووطنه بخطى ثابتة ورؤية حضارية واسعة الافق ,, !
* اكتب ذلك بعد تجربة طويلة مع مهنة المتاعب التي علمتني ان ما يخدم القارىء هو الذي يظل في ذهنه وسولكه مدى الحياة,, ومما يدعو للاطمئنان ان صحافتنا المحلية ولله الحمد ادركت ذلك وتعمل على تجسيده! حسب امكاناتها وامكانات العاملين فيها ,,!!