Friday 5th November, 1999 G No. 9899جريدة الجزيرة الجمعة 27 ,رجب 1420 العدد 9899


دعوة للتسامح والصبر
مسيرة الحياة,, ونسيان هموم الماضي

اثق تماما في ان اي كلام يقال من القلب لابد ان يصل الى القلب مباشرة وكلمتي اليوم اتمنى ان تصل الى كل شاب وشابة للمرأة والرجل الى الزوجة والزوج,.
ايضا للحبيب والحبيبة,, الى كل ابن وابنة وكل اب مسؤول عن اسرته وكل ام مسؤولة عن اسرتها من اجلكم جميعا اكتب هذه السطور وسأظل اكتب بإذن الله تعالى من كل قلبي حتى نسعد جميعا بالحياة والحب والسعادة والامل فالحياة رغم مشاغلها ورغم متاعبها وقسوتها علينا احيانا الا انها جميلة ولابد ان نحياها ونسعد بها وننعم بكل لحظة فيها ونسعد كل من حولنا ونحمد الله ليلا ونهارا على ما نحن فيه من نعم مهما قابلنا من متاعب ومهما صادفنا من عقبات فالحياة تزخر بذوي النفوس التعبة بفعل ظروف لا حصر لها وكثيرون من هؤلاء لا يستسلمون لليأس والخوف والفزع والضعف ولا يصلون الى هوة الخصام مع الدنيا، انهم يغيرون الصورة المأساوية الى اخرى وردية بفضل من الله ثم بالتمسك بتعاليم الدين الاسلامي ثم بفضل ارادتهم القوية واصرارهم على تخطي العقبات مهما كان الجرح قاسيا والتجربة مرة، ولو قدر لكل فرد ان يعود بذاكرته الى الوراء ويقوم باسترجاع احداث بعينها في طياته لوقع بكل تأكيد في دائرة الندم وقرر ان يتصرف بطريقة اخرى وفعل ما يمكن ان يعتبر من وجهة نظره الحالية تصرفا سليما صائبا وهذه هي ميزة الخبرة التي تكسبها لنا الحياة والنضج الذي نصل اليه من خلال معايشة الناس والمجتمع لكن كم من البشر يضع نفسه في هذا الموضع ويحاول ان يعترف مجرد اعتراف حتى ولو بينه وبين نفسه بأنه اخطأ وانه كان يجب ان يتصرف بطريقة اكثر نضجا واكثر وعيا, ان الكثيرين للاسف يصرون دائما حتى ولو كانوا مخطئين كل الخطأ على انهم هم الصواب بعينه وانهم تصرفوا دائما بطريقة مثالية ومن هنا فان مراجعتهم للنفس لا تجدي من قريب او بعيد ولا توصل الى اي شيء مما يجب ان يصلوا اليه وهؤلاء في الواقع يضعون بينهم وبين الواقع سدا منيعا ويخسرون انفسهم قبل اي احد آخر فلا يمكن بأي حال من الاحوال ان يتصور انسان أنه لا يعرف الخطأ وانه تصرف ويتصرف دائما بوحي العقل والمنطق والاصول,, فما اكثر القرارات الخاطئة التي يتخذها البعض وما اكثر التصرفات الهوجاء التي يمكن ان تصدر عن البعض الآخر لكن كل ما يميز العاقل من هؤلاء عن الاهوج هو مراجعة النفس والاستفادة من الاخطاء ويبقى الفاصل في النهاية كبيرا وعميقا ومميزا,.
ما أحوجنا جميعا الى معرفة كل الاشارات الضوئية حتى نسير على هداها وافضل شخص من وجهة نظري هو من يعترف صادقا بأنه اخطأ وانه كان واقعا تحت تأثير الغرور او الضعف او العناد,, وافضل شخص ايضا في رأيي هو من تدارك الخطأ وحاول اصلاحه ان كانت هناك فرصة ومن قدم الاعتذار كل الاعتذار لهؤلاء الذين اخطأنا في حقهم دون ذنب او دون قصد وما احوجنا جميعا ونحن نمضي في مسيرة الحياة تشغلنا الهموم والمتاعب وتكبلنا الاخطاء بقيودها الثقيلة ان نراجع النفس ونعود الى هؤلاء الذين اخطأنا في حقهم نطلب منهم السماح ونقدم لهم الاعتذار ونمسح من نفوسهم اي اثر لما بدر منا في حقهم ان هذا التصرف من جانبنا هو الذي يجب ان يكون موضع اهتمامنا واسلوبا من اساليب حياتنا فما اجمل تأثيره على الناس وما اعمق اثره على الآخرين وما اكبر قيمته المعنوية والنفسية لقد عادت السعادة المفقودة الى حياة الكثيرين بفضل كلمة اعتذار بسيطة لا تكلف شيئا واضاء الهناء النفوس والبيوت في كثير من الاحوال والمواقع لمجرد مبادرة من نفس صافية لا تعرف الحقد ولا الكراهية ولا تضع حاجزا بينها وبين الاعتراف بالخطأ ولا يعني ذلك في الواقع الاقلال من مكان الشخص اي شخص ولا يمثل في الواقع ضعفا في شخصيته وانما هو يحمل كثيرا من العلامات المضيئة ويؤكد أنه كبير بخلقه وتصرفاته ويثبت ان الدنيا ما زالت بخير ما دام فيها من يراجع نفسه ويصر على ان يغلّب الجانب المضيء في النفس البشرية على الجانب المعتم وان الاصل في الانسان هو الخير مهما اضطرته الظروف في احيان قليلة ونادرة ان يكون شيئا آخر وصورة مغايرة.
ان ما فات لا يصح ان يكون له مكان في حياتنا وحياة الآخرين، وان التحسر على ما مضى لن يجدي اطلاقا وكل ما يمكن عمله في مواجهة الحاضر والمستقبل ما دامت النية متوفرة لاصلاح ما كان لابد ان نواجه النفس بالشجاعة المطلوبة ونطرد من حياتنا شبحا يطاردنا بلا مبرر يصر على ان الخطأ لا يمكن اصلاحه او يوحي الينا بأن ما فعلناه هو الصواب بعينه ولكن لا احد يفهم ان الامل في ان نكون غير ما كنا لابد ان يظل باقيا حتى نستطيع تحقيق ما نريده دون ان نقع في مصيدة الخطأ القاتل او نتصور ألا فائدة من استرجاع الماضي والاستفادة منه دون خجل.
وتبقى بعد ذلك لي كلمة اود قولها لكل زوج وزوجة لكل اب وكل ام وكل اخ وكل اخت ايضا لكل ابن وابنة لنا جميعا لابد من وقفة مع النفس قبل التسرع في اتخاذ اي قرار قد يفسد حياتنا ومستقبلنا وفي النهاية نندم اشد الندم ولا ينفعنا آنذاك.
علينا بالتسامح ثم التسامح والصبر والله عز وجل قال في كتابه العزيز: إن الله مع الصابرين .
خواطر
* ما احوجنا احيانا الى من يقول لنا ان ما يصدر عنا ليس هو الصواب بعينه ان هذا افضل من ان نستمع دائما الى قصائد مدح لنا ولاعمالنا دون سند من الحقيقة او الواقع.
* ارجو كل الرجاء من كل زوج وزوجة اذا حدثت خلافات زوجية بينهما لابد من التفكير الف مرة قبل الانفصال حتى لا يكون الابناء هم الضحية مزيدا من التنازل بينهما يدل على قوة الايمان وقوة الشخصية ويمحو الندم من حياتنا حتى لا نضيع ونضيع فلذات اكبادنا.
* اجمل اللحظات في حياة الام عندما يناقشها ابنها الذي كان صغيرا لا يستطيع النطق ولا الحركة ويصر على رأيه ويحاول شرح وجهة نظره ومحاولته اقناع الام بها بكل الوسائل,, حقا انها لحظات من السعادة لا تقدر بثمن وما نقول الا الحمد لله على ما وهبنا من نعم.
* ما احوجنا احيانا الى الكلمة الطيبة الصادقة النابعة من القلب لنسعد بها ونسعد الآخرين من حولنا.
سامية محمد العباسي

رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved