Friday 5th November, 1999 G No. 9899جريدة الجزيرة الجمعة 27 ,رجب 1420 العدد 9899


لماذا تعطونها بطاقة عنوسة مبكرة؟
عذراً أختاه,, فلا تكوني سحابة صيف

عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
اليك ايتها المنطلقة فوق متن الرياح بحثا عن موقع نجاح المبحرة في مركب الكفاح تمهلي وترفقي واقرئي خطوات دربك العامر بالبذل عذرا ايتها الجامعية المسافرة في اعماق الانتظار الصعب بشتى صوره انتظار التخرج ,, انتظار التعيين,, انتظار النقل,, انتظار بديلة لك في حركة النقل انتظار عريس ملائم,, مؤلم هو الانتظار لك بل هو مساحة واسعة مزروعة بدوائر الملل والسأم وما زلت اختاه تعزفين على وتر الانتظار دون ان تدركي انك تبددين اغصان الوقت وانك تواجهين سهاما شرسة ورؤية جائرة من قبل فئة من الشباب الذين يرون تأخرك في الزواج وان قطاره فاتك,, مضى زمنك وولى نصيبك وتلاشى ربيعك فما عليك الا ان تقبلي كبير السن او ياتي اليك شاب قادته اليك ظروفه المادية المحدودة ان كنت موظفة,, هكذا يرونك عانسا مع سبق الاصرار.
انما النظرة القاصرة الظالمة التي يعتقدها بعض الشباب الذين يعتبرونك قد خسرت السباق مع الزمن وانك حتى وانت في سن الخامسة او السادسة والعشرين بدأت تلامسين آفاق العنوسة فأنت من في الصيف ضيعت اللبن .
هكذا التحقت بقافلة القابضات على الجمر الممسكات بغصن الصبر عجبا لكم وانتم تعطونها بطاقة عنوسة مبكرة وترددون اسطوانة زاحفة على شفاهكم ما سئمتم تكرارها انها اسطوانة العنوسة المزعومة.
ان تلك السن التي تتحرجون من قبول الفتاة فيها انما تمثل مرحلة النضج الانثوي بكل اشكاله وفيه تكون المرأة قادرة على استيعاب مسؤوليات المنزل ومقومات الاسرة واساليب التربية والالمام بسبل تكوين البيت الزوجي الناجح وتحقيق عناصر الحياة الزوجية الصافية.
الا ترون معشر الشباب انكم تظلمون فتياتنا بموقفكم الجامح وان نظرتكم تلك تأتي امتدادا لموجة استبداد الرجل وصورة من صور قسوته الدائمة على المرأة؟ انكم تحرّمون عليها حتى مساحة زمنية قصيرة لالتقاط النفس بعد مشوار جامعي حافل بالبذل والمثابرة, ولم تزل العنوسة هاجسا يقلق اذهان بناتنا الجامعيات خاصة ويكرس سحب الهموم في اعينهن ذلك ان الفتاة ستجد نفسها وهي على عتبة التخرج او عندما تحصل عليه بين امرين احلاهما مر اما ان تضحي بمستقبلها الوظيفي وطموحاتها الذاتية وتمسك بهوية الزواج مباشرة واما ان تتكىء على جدار الانتظار املا في التعيين او النقل مما يعرض مشروعها الزوجي للاهتزاز او التأخر.
وربما اصابها الندم والتحسر عندما ترى ركب الزوجية المشرفة قد فاتها لتظل تقاسي آلام المقارنة بين حالها وحال زميلاتها المتزوجات مبكرا, وبرغم قسوة التحديات التي قد تواجه المرأة وصعوبة الظروف الا ان حواء كثيرا ما تثبت انها بمستوى التحدي وبحجم الامل المعقود عليها في تربية الاجيال واعداد النشء الصالح ولم يكن حافظ ابراهيم مجانبا للحقيقة وهو يشهد بدورها الريادي في تصويره الام مدرسة .
عفوا ايتها الفتاة الطموحة حاولي ان تمسكي بكل الخيوط وان تختصري سني الانتظار وتطرقي جميع ابواب النجاح لا تطيلي الوقوف او تتعلقي بأهداب الانتظار لأنك لن تستطيعي ان تجبري الرجل على الانتظار معك ولن توقفي عربة الزمن وانت دائما من يدفع الثمن.
واعلمي ان الرجل من حقه ايضا ان يبحث عمن تمتلك مقومات الزوجية الناجحة وهو لن يجردك من طموحك او يقف في طريق تفوقك, اثبتي انك لست احادية النجاح ليتجلى دورك كاملا تردين به على من يقول ان حواء لا يمكن ان تبدع الا في مجال واحد وانما اذا انصرفت لشيء فانها تنسى بقية الاشياء.
عذرا اختاه لا تكوني سحابة صيف واستحيلي الى ديمة تهل على كل الحقول في كل الفصول وما زلنا ننتظر منك عطاء مشرفا لن يحول الزواج دون تدفقه لتشكلي مواقع حضورك الفاعل في خريطة المجتمع.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة

رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved