نحن كأفراد
حينما تضطرنا الظروف المعيشية الغاية في السوء للاقتراض من احد البنوك لا نستيطع انهاء هذه القروض إلا بقروض جديدة تجعلنا في حالة من الاستعباد المستمر لهذا أو ذاك من البنوك واغلبنا يشعر في قرارة نفسه ان عهد الرق الذي نقرأ عنه في الكتب او نشاهده في الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية لم ينته إلا من حيث المظهر فقط اما من حيث المضمون فهو باق كما كان عليه منذ عهد الفراعنة الذين ارغموا العبيد على بناء الاهرامات أو الرومان الذين كانوا يتمتعون بمشاهدة العبيد وهم يتصارعون حتى الموت.
فما بالنا ونحن نرى الدول الفقيرة الحالمة بلقمة الخبز الكريمة محاصرة بالجفاف أو جالسة على كف البراكين او هي في انتظار دائم لزيارات قوافل الزلازل او هي تنام في امان الاطفال وتصحو على عويل الفيضانات التي تجرف الارواح قبل الاجساد, هذا غير الحروب الاهلية القبلية الطائفية التي تقضي على روح من اعطتهم الكوارث الطبيعية فرصة للنجاة.
كيف تواصل هذه الدول ادارة شؤونها الاقتصادية ودون معونات مالية من الدول التي تمنح مثل هذه المعونات ودون دعم مالي من الدول الاكثر ثراء على شكل قروض.
ولان هذه الدول ونتيجة لاسباب كثيرة لاتستطيع تسديد هذه القروض تلجأ للاقتراض من دول اخرى او من نفس هذه الدول فتزداد اسعار الفائدة مما يؤدي في نهاية المطاف الى تخبط هذه الدول في ادارة حكوماتها وشؤونها الاقتصادية فاتحة المجال واسعا لتحركات القوى المضادة لها لتفجير الاوضاع الداخلية التي لا تحتاج إلا إلى مبررات لتخريب الحياة لهذه او تلك من الدول.
السؤال الى متى سوف تعاني هذه الدول من الديون الخارجية التي من الطبيعي جدا تجعل الدول الفقيرة تابعة للدول الغنية غير قادرة على التحرك بنفسها خاصة وان مصالح الدول الغنية تفرض عليها مراقبة كل صغيرة او كبيرة امامها.
سبق لي ان قلت في اكثر من مجال ومقال انه لا يمكن ان يكون الانسان حراً ما دام على وجه الارض انسان آخر يعاني العبودية ولا يمكن ان تكون الدول الغنية حرة مادامت هناك الكثير من الدول الفقيرة التي تعيش حافة الفقر.
إن الدول الغنية بمواردها الطبيعية واقتصادها المتقدم وتقنياتها المتطورة عليها الآن ان تلغي الديون المستحقة على الدول الفقيرة وتدعمها دعما حقيقيا وسحبها من مستنقعات التخلف وان لم تفعل وفي اسرع وقت ممكن فإن الدول الفقيرة سوف تسحب الدول الغنية إلى حروب قد تهلك من جرائها اكثر الدول قوة وثراء, على الدول الغنية ان تقرأ التاريخ جيداً وتعرف الاسباب التي أدت إلى انتهاء حضارات وسقوط امبراطوريات وان لم تفعل ذلك سيكون مستقبلها على كف عفريت.
لو تعرفت الدول الغنية على اسباب سقوط امبراطورية الاتحاد السوفييتي السابقة بصورة جيدة ستكون في مأمن من السقوط في نفس المستنقع.
|