Friday 5th November, 1999 G No. 9899جريدة الجزيرة الجمعة 27 ,رجب 1420 العدد 9899


بنادر
رق الدول الفقيرة
علي الشرقاوي

نحن كأفراد
حينما تضطرنا الظروف المعيشية الغاية في السوء للاقتراض من احد البنوك لا نستيطع انهاء هذه القروض إلا بقروض جديدة تجعلنا في حالة من الاستعباد المستمر لهذا أو ذاك من البنوك واغلبنا يشعر في قرارة نفسه ان عهد الرق الذي نقرأ عنه في الكتب او نشاهده في الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية لم ينته إلا من حيث المظهر فقط اما من حيث المضمون فهو باق كما كان عليه منذ عهد الفراعنة الذين ارغموا العبيد على بناء الاهرامات أو الرومان الذين كانوا يتمتعون بمشاهدة العبيد وهم يتصارعون حتى الموت.
فما بالنا ونحن نرى الدول الفقيرة الحالمة بلقمة الخبز الكريمة محاصرة بالجفاف أو جالسة على كف البراكين او هي في انتظار دائم لزيارات قوافل الزلازل او هي تنام في امان الاطفال وتصحو على عويل الفيضانات التي تجرف الارواح قبل الاجساد, هذا غير الحروب الاهلية القبلية الطائفية التي تقضي على روح من اعطتهم الكوارث الطبيعية فرصة للنجاة.
كيف تواصل هذه الدول ادارة شؤونها الاقتصادية ودون معونات مالية من الدول التي تمنح مثل هذه المعونات ودون دعم مالي من الدول الاكثر ثراء على شكل قروض.
ولان هذه الدول ونتيجة لاسباب كثيرة لاتستطيع تسديد هذه القروض تلجأ للاقتراض من دول اخرى او من نفس هذه الدول فتزداد اسعار الفائدة مما يؤدي في نهاية المطاف الى تخبط هذه الدول في ادارة حكوماتها وشؤونها الاقتصادية فاتحة المجال واسعا لتحركات القوى المضادة لها لتفجير الاوضاع الداخلية التي لا تحتاج إلا إلى مبررات لتخريب الحياة لهذه او تلك من الدول.
السؤال الى متى سوف تعاني هذه الدول من الديون الخارجية التي من الطبيعي جدا تجعل الدول الفقيرة تابعة للدول الغنية غير قادرة على التحرك بنفسها خاصة وان مصالح الدول الغنية تفرض عليها مراقبة كل صغيرة او كبيرة امامها.
سبق لي ان قلت في اكثر من مجال ومقال انه لا يمكن ان يكون الانسان حراً ما دام على وجه الارض انسان آخر يعاني العبودية ولا يمكن ان تكون الدول الغنية حرة مادامت هناك الكثير من الدول الفقيرة التي تعيش حافة الفقر.
إن الدول الغنية بمواردها الطبيعية واقتصادها المتقدم وتقنياتها المتطورة عليها الآن ان تلغي الديون المستحقة على الدول الفقيرة وتدعمها دعما حقيقيا وسحبها من مستنقعات التخلف وان لم تفعل وفي اسرع وقت ممكن فإن الدول الفقيرة سوف تسحب الدول الغنية إلى حروب قد تهلك من جرائها اكثر الدول قوة وثراء, على الدول الغنية ان تقرأ التاريخ جيداً وتعرف الاسباب التي أدت إلى انتهاء حضارات وسقوط امبراطوريات وان لم تفعل ذلك سيكون مستقبلها على كف عفريت.
لو تعرفت الدول الغنية على اسباب سقوط امبراطورية الاتحاد السوفييتي السابقة بصورة جيدة ستكون في مأمن من السقوط في نفس المستنقع.
رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved