Friday 5th November, 1999 G No. 9899جريدة الجزيرة الجمعة 27 ,رجب 1420 العدد 9899


صديقي

صديق هذه الكلمة التي تتكون من اربعة احرف ولكن لها ابعادا كثيرة وفي نفس الوقت كبيرة لانها تتضمن معان سامية وعظيمة فهي مأخوذة من الصدق والصدق صفة حميدة ومحبوبة اذا توفرت في الشخص فقد اتصف بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى لقبه قومه (بالصادق الامين) واضافة الى تحليه بها فانه عليه الصلاة والسلام قد حث عليها لانها من صفات المؤمنين الذين قال عنهم الله عز وجل في وصف عباده المؤمنين (وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون) لا اريد ان ادخل في وصف الصدق والاشادة به فهذه صفة قد اعطاها من هو احسن مني حفظا واطنبوا فيها لكن موضوعي هو (الصديق).
فعندما اتحدث عن الصديق فانني اتحدث عنه بجميع ميزاته وصفاته واعماله من اجل صديقه ولكن اهم ما يميز الصديق عن غيره من الناس ميزة (التضحية) فانه يضحي بالغالي والنفيس من اجل صديقه ومن اجل كسب رضاه كانه يعمل لنفسه لا لشيء يريده ولا لمصلحة تدفعه لذلك الا لانه (صديق) يعمل من اجله ليحقق معنى الصداقة التي يطلقها عليه صديقه عندما يقول له: يا صديقي هذه الكلمة التي وانا اكتبها تهزني داخليا ويهتز لها فؤادي تقديرا لها.
لي صديق عرفته منذ المرحلة الثانوية عرفته اول ما عرفته صادقا في حديثه صدوقا في وعوده فأحببت ان اتشرف بصحبة من هذه صفاته وقبل كل شيء دينه وفعلا اصبحنا متقاربين وزادت هذه الصداقة رسوخا بعد ان تخرجنا من الثانوية فقد حددنا مسارنا التعليمي سويا واخترنا كليتنا سويا وقسمنا ايضا سويا لدرجة ان ذهابنا وايابنا للجامعة كان مع بعض فاقترن ذكره بذكرى وذكرى بذكره.
هذا الصديق الذي لم اهم بشيء فيه مصلحتي الا وكان اول واكبر المشجعين لي ولا اهم بشيء ابعاده ليست في مصلحتي الا كان اول الناهين لي عنها ليس لهذا الحد فحسب بل يبين لي نتائجها السلبية ويوضح الطرق التي تقوم مقامها وتصب في مصلحتي ذاتها عندما اغيب عنه لمشاغل الدنيا وما اكثر مشاغلها اجده يأتي للسلام علي ويتصل للسؤال عني وعندما اشعر بضيق داخلي يسعى بكل الطرق التي يعرف انها تريحني لكي يذهب عني ذلك الشعور.
كلما مررت بظروف يكون اول الواقفين الى جانبي والمواسين لي وعندما اتعرض لبعض الاحراجات من بعض الاشخاص يكون فاهما لقصدي فيوضحه لهم هذا امامي اما في غيبتي فحدث ولا حرج فهو لا يرضى بأي حال من الاحوال مساس سمعتي بشيء يجرحها حتى ولو ادى به الامر إلى منازعة من تجرأ بذلك بل تعدى ذلك الى انه في معظم اجتماعاته يطريني ويذكرني بخير وكل ما ذكرته سابقا من اعماله لم يكن لها مقابل او طلب مقابل، ولا لمصلحة بل لانه صديقي لدرجة انه يعلم ما يدور في خلدي بمجرد رؤيته لي,وبعد ذكر ما سبق ذكره عن هذا الصديق الذي ذكرته او بالاحرى ذكرت جزءا يسيرا من صفاته أليس من الاجدر ان تعدي ذلك الشخص مراحل الصداقة او الزمالة او حتى الاخوة الى ان يقوم مقام النفس؟ بلى والله هذا هو الصديق الذي يجب ان تكون صداقته وهذه الصداقة التي يجب ان تكون منهجا لكل صديق او مدع للصداقة ان صح التعبير.
وختاما ارجو ان نكون انا وهو ومن هو مثلنا او احسن منا داخلين في استثناء الله عز وجل في قوله (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين)؟
منصور بن عبيد بن عبدالله المسعودي
جامعة الملك سعود كلية التربية

رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved