استيقظت وقد كانت تغمرني نشوة عارمة وتفكيري يذهب يمنة ويسرة ما هو شكلها وهل سأتعرف عليها وماذا سيحدث لي بعد ذلك، تجهزت للذهاب وجلست انتظر قدوم الباص سرحت بفكري ولم يقطعه سوى بوق الباص وذهبت الى الكلية.
دخلت الى وسط الساحة المعزوم عقد الاستقبال فيها لتلك الشخصية وقد اكتظت بالطالبات واختلط البياض بالسواد وبعد نصف ساعة تقريبا استعدوا للاستقبال اخذت كل واحدة منا مكانها في ممر الاستقبال واخذت انا مكاني وبعد فترة دخلت تلك الشخصية الى وسط المبنى وقد خفق قلبي خفقة لا مدلول لها سوى الشوق، قصت الشريط وازاحت الستار عن المجسم وانا انظر بلهفة فاذا بامرأة تقطع تفكيري وتأمرني ان اذهب الى المكان الذي سيقام به الحفل لاخبارهم بقدومها تفجرت تطالعاتي وذهبت اسابق الخطى ثم رجعت وقد تخطت هذه الشهية مكاني فوقفت باقرب مكان لم تصله مرت بي وإذا بأخرى تقف بجانبي لم انظر إليها ولا اعرف من هي قالت لي اولنا (مرحبا كيف الحال) إلا انني اصر في داخلي انها لي، ان بريق تواضعها اخاذ وسماحة وجهها ساحرة فرحت بتلك الترحيبة وطار فؤادي كالفراشة ذهبت هي الى القاعة المعدة للاحتفال وتم افتتاح الحفل وبعد فترة ليست بقصيرة دخلت القاعة ولكني لم ارها لانها في اول المكان وانا في آخره انتظرت وطال انتظاري لبعض ساعات تحملت مكابدة الوقوف في الممرات لمنع دخول الطالبات الى مكان الاحتفال مرت الساعات ومازال قلبي يخفق لم ألمح مشاعري في احد ولم يفهم شعوري احد ثم بعد ذلك اخذت تدور في معرض التراث وانا ارقبها وفي جانبي الايسر كرت كتب عليه لجنة النظام وهو قد كان لي بمثابة جواز مرور كي اراها، بعد ذلك خرجت مباشرة إلى مكان الوداع قبل وصولها انتظرت لقد تأخرت ثم لمحتها وهي مقبلة خفق قلبي من جديد لعل هناك جديداً.
سارت عبر الممر وهي توزع كلمات الشكر للجميع وددت مصافحتها لكني ترددت في ذلك ثم شكرت الجميع وودعتهم.
ذهبت وتركتني خلفها شدّت معها جميع مشاعري وجررت من خلفها ذيول الخيبة ورداءة الخط، خرجت حيث لا اراها ولا الحاشية من ورائها لملمت شتات افكار الصباح ونشرتها كما ينشر الهواء الرماد.
ذهبت وقد انهكت قواي واتعبني ذلك الحذاء العالية اكلت ما اتقوت به للحياة حملت حقيبتي وخرجت مستقلة الباص من جديد عائدة إلى البيت حيث لا جديد.