Friday 5th November, 1999 G No. 9899جريدة الجزيرة الجمعة 27 ,رجب 1420 العدد 9899


رجب وشعبان,, وما فيهما
د, محمد بن سعد الشويعر

خص الله سبحانه، بعض الشهور والأيام بمميزات، نأخذها كما جاءت في مصدري التشريع: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تأييدا واستجابة، ونقف حيث وقف النص الشرعي فلا نزيد ولا ننقص، لأن الله جلّت قدرته اكمل الدين،و نهانا عن الغلوّ كما غلت الأمم قبلنا، فأوقعهم غلوهم ورغبتهم بزيادة على ما بلّغوا إلى التشديد على أنفسهم، وتشريع ما لم يأذن به الله ولا رسوله، على أية أمة من الأمم,.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما قال لأمته: إن الله قد حدّ حدوداً فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها ,,, فإنما يريد من أمته عدم التكليف على أنفسهم، وعدم التشديد فيما يرونه أمكن في العبادة، فيكون فيه التضييق على النفس، وتحميلها فوق طاقتها,, كما حصل ببني اسرائيل في موضوع البقرة، شددّوا فشدد الله عليهم,, وحصروا في أضيق الطرق، ولن يشادّ الدين احد إلا غلبه، لأن الدين يسر وليس بعسر.
وشهر رجب وشعبان، قد وردت فيهما أحاديث في التفضيل، حيث ان الأول من الأشهر الحرم، والثاني مجاور لرمضان، فجاء بعض الحريصين على زيادة التبتّل، بحسن نية او عن جهل، فزادوا في جانب، وتراخوا في جانب آخر، ودين الاسلام بدون تفريط ولا إفراط، دين الاعتدال والوسط، ودين تراعي شرائعه قدرة النفس البشرية، ومدى تحملها، ودون إرهاقها فوق طاقتها، كما قال سبحانه: لا يكلف الله نفسهاً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت (286 البقرة).
ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة تبتلوا من أصحابه قال احدهم: أصوم ولا أفطر، وقال الثاني: لا أتزوج النساء، وقال الثالث: أصلي ولا أنام,, نهاهم عن ذلك وأمر الصائم بأن يصوم ويفطر واخبره ان أفضل الصيام صيام داود، يصوم يوما ويفطر يوما، وذلك بعد أن حاوره وحدد له نوعيات من الصيام، وقال للآخر صل ونم وامر الثالث بأن يتزوج النساء,, وقال لهم: أما إني أصوم وافطر، وأصلى وأنام واتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ,, وهو صلى الله عليه وسلم أخشى الناس لله، واخوفه من خالقه واعرفهم به جل وعلا.
وقد روى أبوداود عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها، أنه اتى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انطلق فأتاه بعد سنة، وقد تغيرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ فقال: ومن أنت؟ ,, قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الاول، قال: فما غيّرك، وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعاما منذ فارقتك إلا بليل: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عذبت نفسك,, , ثم قال: صم شهر الصبر أي شهر رمضان، ويوما من كل شهر , قال: زدني فإن بي قوة, قال: صم يومين قال: زدني, قال صم ثلاثة أيام قال: زدني قال: صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك وقال بأصابعه الثلاث فضمها ثم أرسلها.
وهذا شبيه بما روي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، الذي قال بعد ما كبر وضعف جسمه، ليتني أطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم اشدد على نفسي في الصيام,, وما ذلك إلا ان منهج الإسلام اليسر، حسب قدرات النفس وان افضل الاعمال أدومها وان قلّ.
- وما ورد في هذين الشهرين رجب وشعبان، سنحاول ذكر ما خُصّا به من أعمال في أحاديث اطمأن اليها علماء الإسلام، وما زيد فيهما مما ظنّه بعضهم خيرا، وهو مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون المسلم على بينة من أمره، وحتى لا يزيد في دين الله بما لم يكن عليه أمر من الله ولا من رسوله الكريم لقوله عليه السلام: من أحدث في امرنا ما ليس منه فهو رد .
فقد أخبر سبحانه وتعالى عن الأشهر الحرم التي هي أربعة وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب ما قال سبحانه في سورة التوبة ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم (36 التوبة)، وقد فسرها صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع فقال: ان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان .
وسميت حرما لتحريم القتال فيها، وكان ذلك معروفا في الجاهلية وقيل: انه من عهد إبراهيم عليه السلام، وقيل: إن سبب تحريم هذه الأشهر الأربعة بين العرب، لأن التمكن من الحج والعمرة، هذا في الاشهر الثلاثة المتوالية، منذ ان يخرج من أهله حتى يعود ليكون آمنا، وحرم رجب للاعتمار فيه وسط السنة، فيعتمر من كان قريبا من مكة ، وقد شرع الله في أول الإسلام تحريم القتال في الشهر الحرام.
وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رجب برجب مضر لأنهم كانوا يعظمونه في الجاهلية.
- وكان من عادة بعضهم في الجاهلية: صوم رجب والعتر فيه، والعتر هو الذبح في هذا الشهر، وقد كره الفقهاء إفراد رجب بالصوم، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العثيرة، لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا فرع ولا عتيرة والفرع والعتيرة هو الذبح في شهر رجب خاصة، وذلك ان من عادات الجاهلية ان على أهل كل بيت في كل عام اضحى او عتيرة وهي التي يسمونها الرجبية كما قال ابن رجب ولما سئل عن ذلك قال اذبحوا لله في أي شهر كان، وبرّوا لله واطعموا .
واما النهي عن صوم رجب فهو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عطاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن صيام رجب كله لئلا يتخذ عيدا, لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تتخذوا شهرا عيدا، ولا يوما عيدا قال ابن رجب وأصل هذا أنه لا يشرع ان يتخذ المسلمون عيداً إلا ما جاءت الشريعة باتخاذه عيداً وهو يوم الفطر ويوم الاضحى وأيام التشريق, وهي اعياد العام، ويوم الجمعة، وهو عيد الأسبوع وما عدا ذلك فاتخاذه عيداً وموسما بدعة لا أصل له في الشريعة.
ومن ذلك ما يتخذه بعضهم عيدا في ليلة الإسراء والمعراج في آخر شهر رجب فإنه لم يعرف عن الصحابة، ولا احد من التابعين انه احيا ليلة الاسراء والمعراج، أو انه روي عن احد منهم فيها زيادة فضل عن غيرها من الليالي، بل حتى رجب كله، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: الشيطان قصده ان يحرف الخلق عن الصراط المستقيم، ولا يبالي إلى أي الشقين صاروا، فينبغي ان نتجنب هذه المحدثات: ومن هذا الباب شهر رجب فإنه احد الاشهر الحرم، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: انه كان إذا دخل شهر رجب قال: اللهم بارك لنا في شهري رجب وشعبان وبلغنا رمضان ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل رجب حديث آخر، بل عامة الاحاديث المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها كذب، والحديث إذا لم يعلم انه كذب فروايته في الفضائل أمر قريب، أما إذا علم انه كذب فلا يجوز روايته الا مع بيان حاله لقول صلى الله عليه وسلم: من روى عني حديثا وهو يرى انه كذب، فهم احد الكاذبين .
نعم روي عن بعض السلف في تفضيل العشر الأول من رجب بعض الأثر، وروي غير ذلك، فاتخاذه موسما بحيث يفرد بالصوم: مكروه عن الامام احمد وغيره، كما روي عن عمر بن الخطاب وابي بكر وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم,, وروى ابن ماجة: ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم رجب ,, وهل الإفراد المكروه: أن يصومه كله او ان لا يقرن به شهر آخر؟,, فيه للأصحاب وجهان (ص 301 - 302).
وذكر الطرطوشي في كتابه: الحوادث والبدع: ان الامام مالكا والبخاري ومسلما رووا عن عائشة رضي الله عنها: ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يخص شهرا من السنة بصوم، وكان عمر بن الخطاب يضرب الرجبيين الذين يصومون رجبا كله وكره ابن عباس صيام رجب كله، خيفة ان يراه الجاهل مفترضا وروي عن ابن عمر انه كان اذا رأى الناس وما يعدون لرجب كرهه وقال: صوموا منه وافطروا، فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية.
وبعد ان اورد جملة من الاحاديث والآثار المماثلة لما سبق، قال: دلت هذه الآثار، على ان الذي في ايدي الناس من تعظيم رجب انما هي غَبَراتٌ من بقايا عقودهم الجاهلية (الحوادث والبدع 276 - 284).
يقول ابن تيمية رحمه الله: العيد يكون اسما لنفس المكان، ولنفس الزمان، ولنفس الاجتماع، وهذه الثلاثة قد احدث فيها اشياء,, اما الزمان: فثلاثة أنواع، ويدخل فيها بعض بدع أعيان المكان والافعال,, أحدها يوم لم تعظمه الشريعة اصلا ولم يكن له ذكر في وقت السلف، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه، مثل اول خميس من رجب، وليلة تلك الجمعة التي تسمى الرغائب، فإن تعظيم هذا اليوم والليلة إنما حدثت في الاسلام بعد المائة الرابعة كما قال بذلك الشاطبي من أئمة المالكية وابن ابي شار وقد روي فيه حديث موضوع باتفاق العلماء، مضمونه: فضيلة صيام ذلك اليوم، وفعل هذه الصلاة المسماة عند الجاهليين بصلاة الرغائب، وقد ذكر المتأخرين من العلماء، من الأصحاب وغيرهم.
والصواب الذي عليه المحققون، من أهل العلم، النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم، وعن هذه الصلاة المحدثة، وعن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم، من صنعة الاطعمة، وإظهار الزينة، ونحو ذلك، حتى يكون هذا اليوم، بمنزلة غيره من بقية الأيام، وحتى لا يكون له مزية أصلاً.
وكذلك يوم آخر وسط رجب تصلى فيه صلاة تسمى صلاة أم داود، فإن تعظيم هذا اليوم لا اصل له في الشريعة أصلا (اقتضاء الصراط المستقيم 292 293).
وعن صلاة الرغائب هذه أورد الطرطوشي فصلا سماه: فصل في بدعة صلاة الغائب في رجب وشعبان، وما قاله فيه: أخبرني ابومحمد المقدسي قال: لم تكن عندنا ببيت المقدس قط، صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب وشعبان، وأول ما حدثت عندنا في سنة ثمان واربعين واربعمائة (448ه) قدم علينا في بيت المقدس رجل من أهل نابلس يعرف بابن الحمراء، وكان حسن التلاوة، فقام فصلى في المسجد الأقصى، ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل، ثم انضاف اليهما ثالث ورابع فما ختمها الا وهم في جماعة كثيرة ثم جاء في العام القابل، فصلى معه خلق كثير، وشاعت في المسجد، وانتشرت الصلاة في المسجد الاقصى، وبيوت الناس ومنازلهم ثم استقرّت كأنها سنة الى يومنا هذا.
فقلت له: فإنك تصليها في جماعة، قال: نعم، واستغفر الله منها,, ثم قال: وأما صلاة رجب فلم تحدث عندنا في بيت المقدس إلا بعد سنة ثمانين واربعمائة (480ه) وما كنا رأيناها، ولا سمعنا بها قبل ذلك (267).
وعن ليلة النصف من شعبان وردت أحاديث كثيرة، بين تعظيمها، والنهي عن ذلك، قال عنها ابن رجب: وفي الباب احاديث أخر فيها ضعف,, وأورد اثرا رواه نوف البكالي عن علي رضي الله عنه, بانه خرج ليلة النصف من شعبان فأكثر الخروج فيها ينظر الى السماء الى آخره,, وقال: ليلة النصف من شعبان كان التابعون من اهل الشام كخالد بن معدان، ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها، ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل انه بلغهم فيها آثار اسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان، اختلف الناس في ذلك، منهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها، فهم طائفة من عبّاد أهل البصرة وغيرهم، وانكر ذلك اكثر علماء الحجاز، منهم عطاء وابن ابي مليكة، ونقله عبدالرحمن بن زيد بن اسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول اصحاب مالك وغيرهم، وقالوا كله ذلك بدعة.
واختلف علماء أهل الشام في صفة احيائها على قولين، احدهما انه يستحب احياؤها جماعة في المساجد، كان خالد بن معداد ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها احسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون، ويقومون في المسجد، ليلتهم تلك، ووافقهم اسحاق بن راهوية على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة، ليس ذلك ببدعة، نقله عنه حرب الكرماني في مسائله.
والثاني انه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره ان يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه، وهذا قول الاوزاعي إمام أهل الشام، وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب إن شاء الله.
وايده ترجيحه هذا بقوله: لا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان,, فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان، لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه وثبت فيها عن طائفة من التابعين، من اعيان فقهاء أهل الشام، وروي عن كعب الأحبار قال: ان الله تعالى يبعث فيها جبريل عليه السلام الى الجنة فيأمرها ان تتزين، ويقول: ان الله قد عتق في ليلتك هذه عدد نجوم السماء، وعدد ايام الدنيا ولياليها، وعدد ورق الشجر وزنة الجبال، وعدد الرمال,, ولذا فإن الذي يجب على المسلم أن يتحرى ما ثبت من السنة وما رآه الصفوة الأول من هذه الامة ويبتعد عن المحدثات اما المقصود بقوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت) (39 الرعد) فقد أورد خلافات العلماء حول المراد من ذلك هل هي ليلة القدر، او ليلة النصف من شعبان (لطائف المعارف 123 136).
من حكايات المواعظ
أورد الخطيب البغدادي في ترجمته لعيد بن اسماعيل قوله: طول العتاب فرقة، وترك العتاب حشمة، وكان يقول: موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم، وكان ورعا خشوعا في صلاته حتى انه ينسى كل ما حوله اذا قام يصلي، تقول مريم امرأته: كنا نؤخر اللعب والضحك والحديث الى ان يدخل ابوعثمان سعيد بن اسماعيل في ورده من الصلاة، فإنه كان اذا دخل في صلاته، ستر الخلوة، فلم يحس بشيء من الحديث وغيره.
وحدث محمد بن نعيم الضبيّ قال سمعت امي تقول: سمعت مريم امرأة ابي عثمان بن سعيد بن اسماعيل تقول: صادفت من ابي عثمان خلوة فاغتنمتها، فقلت له يا أباعثمان أي عملك ارجى عندك؟ فقال: يا مريم لما ترعرعت وانا بالري، وكانوا يريدونني على التزويج فامتنع، جاءتني امرأة، فقالت: يا أبا عثمان قد اجبتك حبا ذهب بنومي وقراري، وانا اسألك بمقلب القلوب، واتوسل اليه به ان تتزوج بي.
قلت: ألك والد؟ قالت: نعم فلان الخياط، في موضع كذا وكذا، فراسلت أباها ان يزوّجها مني، ففرح بذلك، واحضرت الشهود، فتزوجت بها، فلما دخلت بها، وجدتها عوراء، عرجاء مشوهة الخلق، فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرته لي، وكان أهل بيتي يلومونني على ذلك، فلم أزدها إلا برا واكراما، الى ان صارت بحيث لا تدعني اخرج من عندها.
فتركت حضور المجالس، إيثارا لرضاها، وحفظا لقلبها، ثم بقيت معها على هذه الحال خمس عشرة سنة، وكأن في بعض اوقاتي على الجمر، وانا لا ابدي لها شيئا من ذلك، الى ان ماتت فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها، ما كان في قلبها من جهتي.
وذكر في سيرة الأوزاعي انه قال: أردت بيت المقدس، فرافقت يهوديا، فلما صرنا الى طبرية نزل فاستخرج ضفدعا، فشد في عنقه خيطا فصار خنزيرا؟ فقال: حتى أذهب فابيعه من هؤلاء النصارى.
فذهب فباعه وجاء بطعام، فركبنا فما سرنا غير قليل ولم نبعد حتى جاء القوم في الطلب، فقال لي, احس صار في ايديهم ضفدعا، قال الأوزاعي: فحانت مني التفاتة فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية، ثم قال: فوقفت وجاء القوم، فلما نظروا إليه، فزعوا من السلطان، ورجعوا عنه، قال الأوزاعي: تقول الرأس: هل رجعوا؟ فأجبتها بقولي: نعم,, وما هي الا لحظة حتى التأم الرأس الى البدن,, وركبنا وركب, قال: فقلت له، لا ارافقك ابدا، اذهب عني (تاريخ بغداد 6:295).
رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved