عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إشارة إلى ما كتبه ابو عبدالعزيز في هذه الصفحة من العدد الصادر بتاريخ 5 جمادى الآخرة الماضي بعنوان: (معلمات الرس نقلن مع وقف التنفيذ) وأود أن اعقب من جانبي كأحد أولياء الأمور بهذه الملاحظات:
1- لا يجب ان ننسى انه في خلال اربعة الأشهر الأخيرة تعاقب على ادارة التعليم اربعة مديرين وكل مدير بصفته مؤقتا يريد ان يكسب رضا الجميع من زملائه ومن المواطنين وقد يكون ذلك على حساب مصلحة العمل في بعض المدارس لان احدا من هؤلاء المسؤولين لن يكون موجودا فيتعرض للحرج او المساءلة عندما تبدأ الدراسة وتتعرض المدارس واداراتها للارتباك بسبب نقص المعلمات في حالة تنفيذ الحركة او للضغوط والاحتجاجات من قبل اولياء الامور في حالة تعطيلها لأنها لم تأخذ في الاعتبار توفر البدائل الجاهزة ومع ذلك رأت الادارة الحالية المؤقتة تنفيذ هذه الحركة على علاتها.
2- هذه الحركة لايشك احد في انها غير منضبطة وغير واقعية وان ايقافها كان له ما يبرره وإلا فما معنى ان ينقل الى مدارس الرس في حركة واحدة أكثر من 50 معلمة مع انه لم تفتتح مدارس جديدة وكل المدارس الموجودة اما بها حاجتها وزيادة او تعاني من التشبع الزائد عن الحد الذي جعل نصاب المعلمة يتدنى في بعض المدارس إلى نحو 10 حصص في الاسبوع او قريبا من ذلك, ثم تأتي هذه الحركة لتوفر للمعلمات في هذه المدارس مزيدا من الراحة والاسترخاء ليس من تعيينات جديدة ولكن على حساب المدارس النائية وشبه النائية التي يزيد نصاب المعلمة فيها عن الحد الاعلى البالغ 24 حصة او لا يقل عن ذلك, وإذا وجدت لاحداهن فرصة للنقل تعثر بسبب عدم وجود البديل كما حصل في هذه الحركة على وجه الخصوص، التي كانت من حظ المنقولات من المدارس القريبة من الرس التي بها اعداد زائدة من المعلمات ومن حظ المنقولات من مدارس اخرى ليس بها مديرات فتدبرن اخلاءات الطرف ونفذن النقل بطريقتهن الخاصة مستفيدات من حالة الارتباك التي حصلت في الادارة بسبب انتهاء فترة تكليف المدير الذي اصدر الحركة وتكليف مدير آخر ثم اعفائه وتكليف ثالث كل ذلك في خلال اسبوع, يضاف إلى ذلك ان الاقسام ذات العلاقة ترى نفسها خارج المسؤولية على ما نسمع بدعوى ان هذه الحركة لا تمثل وجهة نظرهم بما فيهم قسم التوجيه المعروف بانضباطه ولكنه مغلوب على امره خصوصاً هذه المرة.
3- ليس ما ينقص هذه الادارة هو فقط عدم وجود مدير ومساعده بصفة دائمة بالرغم من اهمية ذلك لضبط العمل وتحديد المسؤولية لكن ينقصها ايضا كثير من الموظفين الرسميين الشاغلين لوظائفها والعاملين في جهات تعليمية اخرى ولولا بعض الحزم والعمال المتعلمين القائمين بالعمل لتعطلت اكثر الاعمال.
والحل في نظري - ليس بالنسبة لتعليم الرس فحسب بل لكل الادارات التي تعاني من مثل هذه المشكلة - هو في تخصيص وظائف كل ادارة قدر المستطاع لأهل البلد وتشجيع شغلها بهذه الطريقة لأن مصلحة العمل تتطلب ذلك وهذه الوظائف ما وجدت إلا لذلك.
وأخيراً فإنني ارجو من أجل الصالح العام ان يتدبر المسؤولون في مقام الرئاسة على وجه السرعة امر تعيين مدير ومساعد لهذه الادارة من أهل البلد من الطلبات المعروضة عليهم لأن بقاء هذا الوضع دون حل وترك الادارة أكثر من سنتين تعتمد على المديرين المكلفين والمنتدبين من بريدة وعنيزة وتبوك وغيرها لا يخدم العملية التعليمية ولا العاملين بها كما أرجو ان يصار الى تدعيم هذه الادارة بالكفاءات الادارية والتعليمية القادرة على توجيه العمل الوجهة الصحيحة التي ترضي المواطنين وتشرف المسؤولين عنه وتجنبهم بعض الانتقادات التي هم في غنى عنها.
كما ارجو الاهتمام بتدعيم مدارس القرى بالمزيد من المعلمات مساواة -ولو نسبية- لهن بمدارس المدينة وما حولها ولانهن احق في ذلك تعويضا لهن عما يعانينه من متاعب الانتقال وتكاليفه وتسهيلا لعملية انتقالهن من جهة الى اخرى متى ما وجدت فرصة لذلك وما الذي يبيح وجود الزيادات الكبيرة في عدد معلمات مدارس المدينة وما حولها ولا يبيح ولو بعض ذلك في مدارس القرى، آخذاً في الاعتبار انه مهما توفر في مدارس القرى من المميزات يظل العمل في المدينة هاجس معلماتها، بعكس الحال بالنسبة لمعلمات المدن اللاتي لو عرض على احداهن العمل بنصف النصاب من الحصص ما قبلت بل لن تقبل بمجرد الذهاب والاياب بالرغم من صغر مدارسها وقلة عدد طالباتها, هذه الملاحظات والمقترحات وجهة نظر خاصة في منظومة التوجه السليم الذي تنتهجه صحافتنا في سبيل الصالح العام.
محمد الحزاب الغفيلي
الرس