عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد جرت في العام الدراسي المنصرم 1419/1420ه كتابات كثيرة ومطالب اكثر في سبيل تقديم الاختبار التي تزامنت ايامه مع ايام شهر رمضان المبارك,, وفي هذا العام الدراسي 1420/1421ه بدأت الكتابات حول نفس القضية، فايام الاختبار ستبدأ ان شاء الله، في يوم السبت الحادي عشر من رمضان مما يعني ظهور نفس المشكلة السابقة التي يطالب فيها اصحابها تقديم الامتحانات كي تصبح ايام رمضان ايام تفرغ للعبادة والذكر, وقد يقول قائل: ان رمضان دافع قوي لمزيد من العمل، وليس شهر نوم وكسل.
فنقول حقا ما قلت فعين الحقيقة اصبت، فنحن نوافقك على ان تكون ايامه اي رمضان ايام دراسة، ولكننا لانوافقك ابداً على ان تكون ايامه ايام اختبار وامتحان.
ولو سألتني لماذا؟ فلأن اهتمام الطلاب وشغلهم الشاغل سيكون في المذاكرة والمراجعة، وهم بحاجة لكل دقيقة ولحظة، وبحاجة ايضاً الى طاقة داعمة لهذا الجهد الذهني الكبير الذي ينهك القوى اشد الانهاك.
فان سألتني كيف؟! فانظر معي الى وقت وساعة بداية الامتحان يومياً، اذ يبدأ في الساعة العاشرة صباحاً ويستمر الى الواحدة ظهراً اوالى الساعة الثانية,, وقد يصل الى الساعة الثالثة اي بعد اذان العصر,, مع التنبيه الى ان الطالب قبل دخول القاعة سيكون بين حالتين اما ان ينام بعد صلاة الفجر فحينئذ لن يتمكن من المراجعة واما ان يبقى بعد الفجر مستيقظاً يذاكر ويراجع فيدخل القاعة منهكاً بعينين يداعبهما بل يغالبهما ان لم يصرعهما النوم,, فهو بين امرين كلاهما مر,, فاما ضياع الوقت دون مذاكرة، او التعب والانهاك الجسدي مع قلة الطاقة والزاد,, فان كانت الاولى فمتى سيرتاح؟! وان كانت الثانية فكيف سيستفيد من وقته في المذاكرة والاختبار؟ وكيف سيستمر قوياً منتبهاً نشيطاً حاضر الذهن وهو طاوي البطن منهك القوى؟!
هذا فيما يخص الامتحانات في شهر رمضان كهذا العام والذي قبله، فكيف ستكون حاله مع الاختبارات بعيد ايام العيد؟! كما هي الحال في العام القادم 1421/1422ه؟! حيث ستكون ايام رمضان دراسة ثم اجازة العيد، ومن ثم تبدأ الاختبارات مباشرة، فكيف سيقضي ابناؤنا الطلاب ايام العيد؟! هل سيقضونها في سلام وفرح وتهان وتواصل بين الاخوان وتبادل الزيارات، ام سيتقوقعون في غرفهم منكبين على كتبهم استعداداً للامتحانات ضاربين بايام العيد عرض الحائط؟؟!! انهم في هذه الحالة مكبلون بين امرين مرين!!,, فبين قضاء العيد في زيارات وسلام ومقابلات وسفريات ورحلات وبين الاعتكاف على كتب الدراسة وهجر الاخوة والاصدقاء والجيران والاقرباء,, فوقعك يا عيد ذلك العام على قلوب الطلاب شديد,, فالفرح عن قلوبهم بسبب الاختبارات بعيد بعيد,,!! وحتى نسلم من ارخاء وشد، وجزر ومد، هنا اقتراح ارجو ان ينفع ويفيد في هذا الشأن، وخصوصاً ان الامر بأيدينا ويمكن استدراكه وتلافي الخلل ان وجد, فهذا الاقتراح يفتح لنا خيارين اما ان تقدم الدراسة قليلاً بحيث يمكن اجراء الاختبارات قبل شهر رمضان 1421ه كما بدأت في العام الدراسي 1418ه1419ه.
واما ان تؤخر الدراسة قليلاً فتكون متزامنة مع بداية الدراسة للعام الدراسي ما بعد القادم 1422/1423ه اذ سيفصل ايام العيد عن الاختبار ايام دراسة فيستدرك الطالب فيها ما فاته من ايام العيد, والله ولي التوفيق