عزيزتي الجزيرة.
تحية طيبة وبعد.
استوقفني رسم الأخ محمد الخنيفر المنشور في عدد الجزيرة 9840 والذي صور فيه المناهج الدراسية وهي تدلف الى نفق مظلم مشيرا الى الماضي.
وحقيقة فإن تصوير واقع حال مناهجنا الدراسية بهذه الضبابية والعتامة فيه تجن وغمط للحق ظاهر, مالم يكن المراد من النقد الطريقة التي صاحبت تدريس تلك المواد، وهي الحفظ والتقليد دون الفهم والاستيعاب.
أما المناهج الدراسية فهي لاتزال بحمد الله من افضل المناهج التي تدرس في الدول المتقدمة دون مبالغة حيث أعدت وانتقيت بعناية من قبل نخبة ممتازة من كبار العلماء والأدباء والمثقفين من داخل البلاد وخارجها، كل في مجال اختصاصه فأثمر ذلك التضافر مواد دراسية لا نظير لها, تساير ركب الحضارة والتقدم وتؤصل في نفوس الطلاب حب الايمان والعلم كما تزرع في نفوسهم القيم الفاضلة والاخلاق الحميدة, وتحثهم على المحافظة على مكتسبات الوطن وحسن استغلال ثرواته وخيراته, حتى انتزعت مناهجنا بذلك اعجاب المختصين من تربويين وغيرهم، والتي دونوها في اكثر من مناسبة علمية ولم يخفوا فيها استفادتهم منها، ونحن لسنا بحاجة ان ندلل على تميز موادنا الدراسية, فهذه الأجيال المتلاحقة التي تخرجت من مدارس الدولة نالت قسطا كبيرا من التعليم في مختلف التخصصات العلمية, والمبرزون منهم تسنموا أعلى المناصب الادارية والتعليمية يديريون اعمالهم بكفاءة واقتدار تفاخر بهم البلاد كهيئة كبار العلماء ومن ثم ترشيحه واختياره من ابناء المملكة من قبل الدول العربية والاسلامية لترؤس ادارات الهيئات والمنظمات أو المشاركة في عضويتها, فلنبتعد عما يشكك في سلامة منهاجنا الدراسية.
وارجو ألا نترك مجالا لكي تتسلل الروح الانهزامية الينا.
علي بن محمد اليحيى
بريدة