الانسجام بين الرؤية والواقع,, سمة أساسية من سمات السياسات التي تنتهجها المملكة في كل شؤونها,والمملكة تعي خصوصية وضعها وموقعها، من حيث أنها موئل الرسالة الاسلامية للبشر، وحاضنة الحرمين الشريفين اللذين تتعلق بهما أفئدة كل مسلمي العالم,, لذلك فهي تعرف الأدوار المنتظرة منها، التزاما بالنهج الاسلامي الذي تطبقه في كل شؤون الحياة، وأداء للواجب المنوط بها في خدمة الاسلام والمسلمين في كل آن ومكان.
وهكذا كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يحفظه الله- خير من يعبّر عن الاهتمام الراسخ للمملكة بهموم الأشقاء المسلمين، حين تحدث خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أول امس عن الصعوبات والتحديات التي تواجه العالم الاسلامي، وأهمية توحيد جهود الأمة لخدمة قضاياها ومعالجة مشكلاتها، وضرورة ان يواكب عالمنا الاسلامي المستجدات بما يتماشى مع عقيدته وصالح شعوبه.
وخادم الحرمين الشريفين حين يعبّر عن الهم الاسلامي ورؤية المملكة للمستجدات العالمية، إنما يعبّر عن الرؤى العميقة للمملكة وهي تقود كل جهد اسلامي، وتتصدى لكل هم يحيق بالأمة,, أداء لدورها، واضطلاعا بمسؤولياتها تجاه الاسلام والمسلمين في كل مكان.
ولذلك لم يكن غريبا ان يعبّر مجلس الوزراء -كذلك- عن قلقه لما يحدث في الشيشان، حيث يتعرض الأبرياء من أبناء الشعب الشيشاني الشقيق بنسائه وأطفاله وشيوخه للاصابات المُقعِدة والتشريد,, فدعا المجلس الى وضع حد لهذه المأساة، واللجوء الى الحل السياسي الذي يجنب المنطقة المزيد من الويلات والمآسي,ولعل هذا القلق مما يحدث لشعب الشيشان، هو تعبير آخر عن مكنونات الوجدان الاسلامي في كل مكان، واشارة الى ان استمرار هذه المأساة سيؤدي لمزيد من الويلات والمآسي،وهو ما يمكن تلافيه عن طريق الحلول السياسية بعيدا عن ساحات القتال والدمار,انها رؤية المملكة,, يتم توضيحها بجلاء ووضوح لكل العالم، بما تحمله من معان تعبّر عن رأي المسلمين، وبما يحتويه من مضامين,, تكتسب عمقها من عمق المملكة,, حادية الركب الاسلامي,, ورائدة خدمة الاسلام والمسلمين في كل مكان.
الجزيرة