بعد أكثر من عشر سنوات على دوي صيحة الأمة في خطر ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية مشروع (2000 Goals) وذلك في مارس عام 1994 ومن أهداف هذا المشروع:
- جميع الاطفال الامريكان بحلول عام 2000 سيبدؤون المدارس وهم جاهزون للتعليم كما انه بحلول نفس العام ستكون نسبة المتخرجين من الثانوية اكثر من 90% اضافة إلى ان الانجازية لدى الطلاب المتخرجين يجب ان تكون بحلول عام 2000 عالية خاصة في المواد الحيوية مثل العلوم والرياضيات واللغات الاجنبية كما يجب تنمية وتطوير اساليب التدريس لدى المدرسين ليكونوا مستعدين لاعداد الطالب الامريكي للقرن الواحد والعشرين ومن بين الاهداف ايضا ان الانجازية لدى الطالب الامريكي في مادتي العلوم والرياضيات يجب ان تكون الاولى على مستوى العالم كما يجب على كل امريكي ان يكون قادرا على القراءة والكتابة ويملك المعرفة والمهارة اللازمتين لتمكينه من المنافسة في خضم اقتصاد عالمي حديث وان يمارس حقوقه ومسؤولياته الوطنية اضافة إلى ان تكون المدارس الامريكية آمنة وخالية من المخدرات بحلول عام 2000 وان تكون مشاركة اولياء الطلبة جزءا مهما في النظام التعليمي.
وكانت هذه باختصار شديد بعض اهداف هذا المشروع وقد خصص الجزء الثالث من هذا المشروع لاستخدام التقنية حيث اعتبرت شيئاً حيويا لانجاح هذا المشروع، فعلى سبيل المثال تعتبر الشبكات الالكترونية اداة فعّالة لتسهيل الاتصال بين المدرسين والهيئات التعليمية في جميع الولايات من اجل تطوير وتوظيف مقدرات الطلاب وانجازاتهم, ولهذا تعتبر التقنية حجر الزاوية في انجاح هذا المشروع الحيوي المهم من اجل ان تدخل الولايات المتحدة الامريكية القرن المقبل قرن التنافسات الاقتصادية وهي متسلحة بسلاح المعرفة والمهارة.
وهناك تجربة كندية في مجال استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في المدارس الكندية جديرة بالذكر وهي الشبكة المدرسية School Net فقد قامت جريدة الحياة في عددها 13345 بتاريخ 12/6/1420ه بمقابلة مع ايليز بواجولي المديرة التنفيذية للشبكة المدرسية ومما جاء في تلك المقابلة انها - اي الشبكة - تقوم بربط 17 ألف مدرسة و3400 مكتبة عامة في طول كندا وعرضها, كما جاء على لسان المسؤولة: لا أريد ان اعلم التلاميذ الانترنت ولكن أريد استخدام انترنت لتدريس الرياضيات والعلوم وأريد مساعدة التلاميذ على التفاعل بعضهم مع بعض مع العالم الخارجي , وقد حددت الحكومة الكندية نهاية شهر مارس الماضي كتاريخ لانهاء ربط كل مدرسة ومكتبة عامة في البلاد بالشبكة وقد انتهي من العمل قبل يوم واحد من ذلك التاريخ حسب كلام المسؤولة الكندية, كما جاء أن ادارة الشبكة المدرسية لم تضطر الى الاعتماد على التمويل الرسمي بشكل مطلق، إذ ارتكزت عملية البناء الهيكلي على حملة وطنية واسعة النطاق شارك فيها الهيئات التعليمية والمواطنون والمؤسسات وشركات الكمبيوتر الكندية والعاملة في كندا، فضلا عن الغالبية العظمى من شركات الهاتف التي لعبت دوراً أساسيا بسبب ارتباط انترنت بخدمات الاتصالات اكثر من اي شيء آخر, كما توقعت المسؤولة عن الشبكة ان يسهم البرنامج في انتاج نحو 20 ألف مشروع تعليمي في السنوات الثلاث المقبلة اي ما يزيد عن 6000 مشروع في السنة، فلو افترضنا ان على الاقل ثلث تلك المشاريع مشاريع حيوية فما علينا إلا تخيل الفائدة العظيمة التي يمكن ان تجلب للبلد, وتقول المسؤولة الكندية: انجز البرنامج في الفترة الماضية 600 مشروع تعليمي بمشاركة 6000 فصل دراسي وزهاء 150 ألف تلميذ وطالب وتأكد لنا ان هذه المشاريع لاتوفر منهاجا إليكترونيا خصبا وحسب بل ايضا تساعد التلاميذ على اكتساب الخبرة في التفكير الانتقادي والعمل الجماعي علاوة على تنمية خبرات مهمة في مجال التعامل مع تقنيات الاتصالات وصولا إلى الهدف الاستراتيجي في اعداد الاجيال الجديدة لتحمل اعباء الاقتصاد الحديث المبني على المعلومات وكانت هذه مقتطفات مما جاء في جريدة الحياة أردنا منها التدليل على مدى اهمية استخدام التقنية في مجال التعليم وان العالم متجه إلى هذا النهج.
mmshahri*scs.org.sa