* جدة - حسن البهكلي ونايف البشري
ان الأسعار الحالية للذهب هي مؤشر حقيقي لحالة العرض والطلب, وطبقاً لما يقوله الرئيس الاقليمي التنفيذي لمجلس الذهب العالمي السيد رولف شتيبلي ان التكهنات قد قادت السوق لمدة طويلة نحو اسعار متدنية لا تصدق, وقد عادت اسعار الذهب لسابق عهدها في الأسبوعين الماضيين منذ ان اصدر 15 بنكاً مركزياً بياناً عن الذهب يوم الاحد 24 سبتمبر في واشنطن.
وقد قال السيد شتبيلي بأن الاعلان من قبل البنوك المركزية واعادة هيكلة خطة مبيعات الذهب لصندوق النقد الدولي قد جاء تأكيداً لوجهة النظر القائلة بأن أسس وثوابت الذهب كانت وما زالت وستبقى قوية, وأشار الى أن البعض ممن عانوا من مشاكل بهذا الخصوص بسبب تعديل الأسعار هم الذين راهنوا بشدة على الجانب السلبي في اسعاره, وقال للأسف فان الناس الذين باعوا الذهب لم يكونوا يؤمنون بقوته الذاتية المرتبطة به كما اعتقد عملاؤهم الذين اشتروه .
وعودة الى الوراء فقد كانت هناك معارضة عامة لمبيعات الذهب في كل بلد جرى بيع جزء من احتياطي الذهب فيها خلال السنتين الماضيتين مما ادى الى انخفاض سعره,, وقال ايضا ان ثقة المستهلكين في الذهب لم تتغير .
وقد زاد سعر الذهب بنسبة حوالي 30% في الاسابيع القليلة التي تلت بيان البنوك المركزية, وقال السيد شتبيلي بأن المشترين في منطقة الشرق الاوسط وشبه القارة الهندية كانوا على درجة كبيرة من الوعي بحيث تصرفوا بالأسلوب الامثل عندما انخفضت اسعار الذهب, واشار بأن واردات البنوك الهندية من الذهب من خلال شهر اغسطس - عندما كان سعر الذهب في ادنى مستوياته - كانت من اعلى الواردات لغاية تاريخه, وكذلك فعل المشترون في دبي وأسرعوا الى السوق لشراء الذهب عندما بدأت اسعاره بالارتفاع, وقال ان معظم التجار لم يفاجأوا بارتفاع الاسعار ولم يؤخذوا على حين غرة، وان التجار الذين باعوا اكبر موجوداتهم من الذهب هم فقط من عانوا من الصعوبات والمشاكل, وقال بأن القطاع الاكبر من التجار سعيد بالوضع الحالي ويتطلع الى الطفرة وارتفاع الاسعار في الأشهر القليلة القادمة .
ومن الطبيعي ان يصل الطلب على الذهب الى اقصى مداه مع نهاية العام وخاصة وان المهرجان الهندي لموسم الشراء سيبدأ بعض فترة وجيزة, وعيد الميلاد هو مناسبة جيدة ايضاً لتبادل الهدايا وكذلك شهر رمضان الكريم والذي يصادف نهاية العام الحالي هو مناسبة اخرى لشراء الذهب وتبادل الهدايا في العالم العربي والاسلامي.
بالاضافة الى هذا الطلب المتزايد الذي سيطرأ على الذهب فان مراكز التكرير الخاصة به عادة ما تعطل لمدة اسبوع كامل مع نهاية العام مما يؤدي الى نقص في السبائك الذهبية المتوفرة في الاسواق.
وقال السيد شتبيلي بأن تقلب الأسعار الحالية التي نلاحظها في اليوم الواحد هي نتيجة للتغطية الضعيفة للسوق من قبل المتشائمين بانخفاض الأسعار, وان حوالي 5% الى 10% من اسعار العطاءات الحالية بلغت نقاطاً لا يمكن مقارنتها مع الاسعار السابقة, وقال عندما تقل عروض الذهب في السوق فان النظرة نحو سعره تبقى نظرة ايجابية,وقد جاء في البيان المشترك للبنوك المركزية بأنها لن تعمد الى بيع الذهب خلال السنوات الخمس القادمة باستثناء المبيعات المعلن عنها وان المبيعات السنوية لن تتعدى 400 طن تقريباً والمجموع الكلي للمبيعات لن يتعدى 2000 طن خلال الخمس سنوات المقبلة, ولن توسع البنوك المشتركة في البيان من عمليات البيع او الشراء او الاختيارات المستقبلية مقابل الذهب.
ان البنوك المركزية الخمسة عشر المعنية تنتمي الى البلدان الواقعة في اوروبا: البنك المركزي الأوروبي بنك انجلترا، البنك الوطني السويسري وريكز بنك السويدي وهذه البنوك بمجملها تسيطرعلى48% من ممتلكات الذهب المعلنة رسمياً بينما لم يشارك بنك الاحتياط الفدرالي وبنك اليابان وبنك )Bis( بصورة رسمية في البيان المعلن.
ويتوقع السوق ان تتمشى هذه البنوك مع البيان وتنفذ بنوده, وقد اكد صندوق النقد الدولي بأن لديه الرغبة في اعادة تقييم وضع القيمة من جديد ل14 مليون اونصة من الذهب الذي يمتلكه للمساعدة في تحسين عملية تحويل اعانات الديون كبديل لخطته السابقة لبيع الذهب.
وبالاضافة الى هذه البلدان والمؤسسات العالمية فان الموراتوريوم(قرار رسمي بتطبيق وتأجيل بيع الذهب) ينطبق على 84% من ممتلكات البنوك المركزية من الذهب وهناك 2001% موجود في بلدان مثل استراليا التي اعلنت انها لن تبيع الذهب مستقبلا وايضا في بلدان منتجة للذهب مثل جنوب افريقيا واما بقية الذهب فتمتلكه بلدان مثل روسيا وبولندا والفلبين وبلدان اخرى عرف عنها انها عمدت الى شراء الذهب في الماضي القريب.
اعارة الذهب كضمانة:
ان الاعلان عن تعليق اعارة الذهب من الأهمية بمكان وربما يكون اهم عامل على الاطلاق مع اعلان الولايات المتحدة الامريكية وصندوق النقد الدولي عن عدم تمكنهامن اعارة الذهب بعد الآن, وهذا يعني ان التمويل الاضافي للذهب لغرض الاعارة سينخفض بصورة كبيرة في السنوات القادمة.
ان معظم الذهب الذي يعار يباع فوراً في السوق من قبل الدولة المستعيرة وهذا من شأنه ان يقلل من تحويل الذهب في السنوات المقبلة وكذلك من امكانية البيع القصير الاجل.
خطة صندوق النقد الدولي:
ان خطة صندوق النقد الدولي لاعادة وضع قيمة جديدة لممتلكاته من الذهب للمساعدة في تحسين عملية تمويل اعانات الديون للدول الفقيرة جداً ستكون كالتالي: القيمة الدفترية الحالية لسعر الأونصة من ذهبه كما حددها صندوق النقد الدولي هي 35 SDR (او 48 دولار امريكي تقريباً) والبلدان التي تستحق اعادةدفع ديونها للصندوق ستشتري الذهب من الصندوق بما يعادل ديونها بسعر السوق السائد في ذلك اليوم، ومن ثم تعيد الذهب الى صندوق النقد الدولي فوراً كتسوية للديون, وبهذا يباع الذهب في السوق وسوف لن يخرج عملياً من صندوق النقد الدولي، وعلى اي حال، سوف يكون لصندوق النقد الدولي فائدةدفترية على عملية بيع الذهب الى البلدان المستدينة تعادل سعر السوق وتكون اقل من 35 SDR (او 48 دولار امريكي تقريباً), وهذه الفائدة ستستغل في اعانة الدول المدينة, وستعامل حوالي 14 مليون اونصة من الذهب التي يملكها الصندوق بنفس الاجراءات.
|