أمام مؤتمر وزراء البيئة العرب الذي عقد قبل أيام في القاهرة أثار الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية عبدالرحمن السحيباني قضيتين في غاية الأهمية كنت اتوقع ان تثيرا اهتمام الكتّاب واصحاب الزوايا الصحفية اليومية والاسبوعية، الا ان كلام السحيباني مر عليه الآن اسبوع بأيامه السبعة، ولم أر أي تعليق على ما اثارة الاستاذ السحيباني.
ماذا قال السحيباني؟!!
ببساطة كشف قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بدفن النفايات النووية في اراضي الضفة الغربية وبالتحديد بالاراضي التي ستسلم للسلطة الفلسطينية ضمن نسبة ال 18% التي قبل باراك اعطاءها للرئيس أبي عمار.
(هذا يحتاج الى تحقيق طويل مدعم بالوثائق سننجزه قريبا).
اما الكشف الآخر ، فهو عدم التزام الدول الصناعية بالمعايير الدولية والصحية فيما تصدره من مواد وبضائع الى الدول النامية ومنها الدول العربية, فالمقاييس والمعايير الصحية التي تفرضها الدول الصناعية على المواد الغذائية التي توزع في البلدان الغربية لايلتزم بها عندما تكون وجهة البضائع الدول النامية، وهكذا تتعرض شعوب الدول النامية للاصابة بأمراض السرطان وغيرها من الامراض الخطيرة، ولا يمكن لأحد ان يحدد مسئولية تلك الدول التي صدرت الامراض حيث لا تكتشف الجريمة الا بعد ان يحصل خطأ وتوزع البضاعة في احدى الدول الاوروبية كما حصل لمنتجات الكوكاكولا، ومادة البركستون، ولحوم الابقار المصابة بمرض جنون البقر .
الاستاذ السحيباني يكشف من خلال الحديث عن هذه الفضيحة عن ان الغرب لا يكيل بمكيالين في المواقف السياسية فقط، بل انه ايضا يكيل بمكيالين في القضايا البيئية والصحية والغذائية، وكأنه يريد ان يحاصر الدول النامية، والعرب اكثر هذه الدول تضرراً بموازين معوجّة لا ان تكون متوازنة، لأنها استمرأت الكيل بالمكيالين ولمَ لا والمتضررون لم يعترضوا حتى وان كانت النتيجة حروبا بالجملة ,, وإبادات سريعة بالحروب ,, وإبادات بطيئة بالامراض الخبيثة.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com