* كتب - يوسف العيسى
في مثل هذا الوقت تقريباً وقبل عام واحد كانت الاوضاع داخل النادي العربي تسير في اتجاه معاكس للأدوار المتوقعة, ففي الوقت الذي كانت فيه جميع الاندية تضع خططها المستقبلية لتطوير فرقها المختلفة كان العربي في تراجع مستمر وداخل دوامة من الاخفاقات المتتالية هبط في نهايتها فريق القدم الى الدرجة الثالثة وتبعه فريق اليد وبقية الالعاب!!
بعد هذا الفشل الذريع ورحيل الادارة السابقة اسندت مهمة قيادة السفينة العرباوية الى ابن النادي ولاعب كرة اليد السابق فهد الوهيبي الذي تمكن خلال فترة بسيطة من حفظ التوازن والعمل الجاد لانتشال السفينة من حافة الفرق والعودة بها إلى موقعها السابق يوم ان كانت جميع ألعاب كرة القدم واليد تشارك في الدوري الممتاز وكرة السلة في دوري الدرجة الاولى, كونه اي الوهيبي اتبع نهجاً ادارياً حضارياً غير مألوف مقارنة بالادارات السابقة من خلال الاهتمام بلم الشمل العرباوي والاستفادة من خبراتهم الطويلة وعدم تجاهلها والاهتمام ايضا بالكوادر الوطنية والاعتماد عليها في تدريب الفرق تمشيا مع توجهات الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكان منذ البداية واضحاً وصادقاً مع نفسه ومع اعضاء مجلس الادارة ومع جماهير ومحبي النادي فلم يطلق الوعود الوهمية بالصعود بالعاب النادي والعودة سريعاً, بل تعامل بحذر وذكاء مع الظروف الصعبة لناديه محاولاً كسب ود جميع العرباويين ودون اي محاولة لرمي الفشل على الآخرين ممن سبقوه في ادارة النادي لذا تمكن في البداية من تجاوز الضغوط الجماهيرية من خلال اصراره على ان النجاح يحتاج الى وقت كافٍ من العمل والجهد وفي جو صحي ونموذجي حتى تتحقق الأهداف المنشودة وهو ماساعده على ان يبدأ التصحيح من نقطة الاهتمام بالقاعدة فأنشئت مدرسة لبراعم كرة القدم واليد وأوكلت المهمة للخبرات المتحمسة من ابناء النادي الذين ينتظرون هذه الدعوة على أحر من الجمر رغم انها جاءت متأخرة,, ومن مفهوم حضاري ايضاً فتح المجال لنجوم الفريق الاول لكرة القدم والذين خدموا النادي وقدموا الكثير وذلك لمزاولة هوايتهم في اندية اخرى كمحترفين عندما انتقل سند الحربي لفريق التعاون وراشد الرويشد لفريق الرائد تقديراً لظروف هذين اللاعبين للاستفادة من نظام الاحتراف على اعتبار ان العربي قادر بمشيئة الله على تقديم نجوم اخرى بديلة ومهيأة للدفاع عن الفانيلة الحمراء والعودة بفريقهم الى امجاده السابقة.
أمر واحد نريده من ادارة الوهيبي وهو الا تتكرر اخطاء الادارات السابقة وتتجاهل تكريم ابناء النادي السابقين كقائد المنتخب السعودي لكرة اليد وقائد اليد العرباوية في عصرها الذهبي الكابتن عبد الله الوهيب والنجم الكبير وهداف دوري الدرجة الاولى لخمسة مواسم متتالية الكابتن خالد المنصور وغيرهما من المبدعين فالتجاهل ظلم ونكران.
لا أجد في ختام كلمتي هذه إلا ان اتوجه بها الى جماهير الفارس الأحمر بان تمنح هذه الادارة الواعية فرصتها الكاملة بأن تعمل بعيداً عن الضغوط والبحث عن النتائج الوقتية وبالاسلوب الحالي سيعود العربي حتماً الى سابق عهده باذن الله شريطة وقفة الجميع وشريطة ان تسير هذه الادارة على هذا النهج بعيداً عن المؤثرات الجانبية التي قد تأتي لتهدم هذه التوجه الحضاري,, وهذا لايعني بمفهوم الاخرين اننا نجامل هذه الادارة,, ولكن نقول ان الاشادة واجبة والنقد ان حدث فهو للتصحيح.
والله من وراء القصد.
|