بقدر ما نرى وزارة المعارف في دفتر التحضير عاملا مهما في تقويم اداء المعلم ودليلا - اكيدا - على حرصه وانضباطه وجديته في تأدية دوره المناط به لا يرى كثير من المعلمين في هذا الدفتر اكثر من عملية ثقيلة متعبة انحصرت اهدافها في اكتساب رضا الادارة المدرسية وبالتالي الخروج من عتب المشرف التربوي.
ولذا فليس من العجب ان ترى بعض المعلمين يقوم بتحضير دروسه بعد القائها,.
اما البعض الآخر ممن يملك قدرا كبيرا من متابعة دفتر التحضير وكتابته فلا يخلو معظمهم من تسجيل نقاط التحضير بصورة رتيبة مكررة لا يفرق بينها سوى اختلاف الموضوعات ومواعيد الدروس مفتقدا بذلك الروح التربوية والتعليمية المطلوبة في تحضير الدروس.
في ضوء هذا الواقع الذي افقد دفتر التحضير دوره واهميته وان كان بنسب متفاوتة حسب اختلاف المواد والمراحل الدراسية والذي جعل بعض المعلمين يستشرفون الشائعات التي تتحدث عن الغاء دفتر التحضير واستبداله ببحث تحضيري موجز او غير ذلك يطل علينا سؤال مهم: هل بالامكان ان نتوصل الى صيغة معينة حول دفتر التحضير تحقق مجمل الاهداف المرجوة من تقويم اداء المعلم وتطويره الى كونه دليلا على حرص المعلم ومتابعته دون ان يشعر بأنه مثقل بعمل لا يبدو مقنعا بجدواه تماما؟
لا ازعم انني املك الاجابة الا انني اسوق هذا الاقتراح لعل فيه حلا لهذه المشكلة فيما لو كان هنا قناعة بوجود مشكلة اساسا حول هذا الموضوع.
يدعو هذا الاقتراح الى ان يكون هناك لكل مادة دفتر تحضير يقوم باعداده نخبة من التربويين واصحاب الكفاءات في السلك التعليمي يوضح هذا الدفتر طريقة القاء كل درس من حيث عناصر الدرس والاسئلة والامثلة المناسبة لواقع الطالب وحياته اليومية اضافة الى الوسيلة التعليمية المقترحة للدرس بحيث يكون تحضيرا مثاليا لا اعتقد ان اكفأ المدرسين بامكانه ان يستمر في كتابة مثل هذا التحضير المثالي.
ولنلاحظ ايضا ان هذه الطريقة في دفتر التحضير ستفيد كثيرا اولئك المعلمين الذين يدرسون في غير تخصصاتهم.
اما دور المعلم فبالاضافة الى ملء الخانات الخاصة بتاريخ الغاء الدرس وتحديد الفصل والذي يدل على متابعة المعلم توضع خانة ليكتب فيها المعلم مرئياته حول الدرس او الاداء بشكل عام او غير ذلك.
ولعل من محاسن هذا الاقتراح الربح التجاري الذي ستحققه الوزارة من خلال بيع دفتر التحضير هذا بدلا من توزيعه.
فهد بن أحمد الأسطاء
الرياض - مدرسة جابر بن حيان