عزيزتي الجزيرة,, تحية عطرة وبعد,.
ما حياتنا الا كأوراق شجر تهزها رياح الخريف يمنة ويسرة وهكذا دواليك فالحياة تسير بنا ونحن لا نشعر, فما ان يبدأ اليوم حتى ينتهي بسرعة وما أن يبدأ الشهر إلا ويهل علينا غيره سريعاً وما ان تبدأ سنة إلا وترحل في غمضة عين,, فما أسرع الحياة تمضي بنا عبر قافلتها ونحن لا نحس، نعم إن الحياة هكذا,, وستستمر الى ما شاء الله,, ولكن هل فكرنا يوما ما في مصير هذا الوقت المهدر؟ وهل عرفنا كيف نصرف هذا الوقت الذي نحن محاسبون عليه غدا,؟
إن الوقت جوهرة ثمينة غالية على نفوسنا ولكننا للأسف نصرف هذا الوقت في اشياء قد تضرنا أكثر مما تنفعنا فها هو الوقت يمضي سريعا دون استغلال مع انه هوعمرنا الحقيقي بل هو ميدان الحياة يأتي بالمعجزات والعجائب المدهشة إذا احسن المرء استغلاله والاستفادة منه.
هذا الوقت لا يستغله سوى صاحب العقل الناضج الذي يمتلك بين جوانحه قلبا مؤمنا يقوده الى الخير ويجعله يستغل الوقت استغلالا صحيحا ولقد كان السلف الصالح ومن سار على نهجهم احرص الناس على كسب الوقت لذلك تسابق الانبياء عليهم السلام في استغلال الوقت فقال تعالى (اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) فعلينا ان نحذو حذوهم وأن نسير على نهجهم فنستغل الوقت فيما ينفعنا ونصرفه في طاعة الله وعلى سبيل المثال لا الحصر,.
أولا: الأولى بهذا الوقت المهدر أن يستغل بقراءة القرآن الكريم أو حفظ بعض الآيات وإن كانت قصيرة فالله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها,,.
ثانيا: الدعوة إلى الله في كل مكان وفي كل زمان فالدال على الخير كفاعله وكما يقول عليه السلام لئن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
ثالثاً: تعليم العلوم الدينية من قرآن وأحاديث وتفاسير وغيرها فهذه العلوم قد يفتقر لها الكثير خصوصا كبار السن أو صغار السن او الجاليات المسلمة فبذلك نكون قد كسبنا خيري الدنيا والآخرة.
رابعاً: النصح والارشاد لكل ضال عن طريق الحق والدعوة الى الله على بصيرة فالله سبحانه وتعالى يقول ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن
فما أجمل الدعوة الى الله بالحسنى,, والصبر والاحتساب من أجل الله فقد حث الله نبينا على ذلك فقال تعالى: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه).
هذه بعض اللبنات الأساسية التي يمكن استغلالها ما دام الانسان على قيد الحياة قبل ان يرحل ويتركها فما اقرب الرحيل,, فلنتزود بزاد التقوى ولنقطع الوقت فيما يرضي الله عنا ولنبتعد عن الهوى وطول الامل وخواء القلب لأن هذه الامور تصرف الوقت دونما فائدة وتضل الإنسان وتجعله منغمسا في الهوى والشهوات بعيدا عن الخير والصلاح وهذا ما لا نريده.
وأذيل خاتمتي بقولي,.
ليس في الوجود أغلى من الوقت فقد قيل الوقت من ذهب فما علينا جميعاً إلا أن نخلد صحائف أعمالنا بأعمال حسنة جليلة فالفرص تمر مر السحاب فيجب اغتنامها قبل فوات الأوان فاللهم وفقنا جميعا لحفظ أوقاتنا واجعلنا من الذين يحاسبون أنفسهم قبل ان يحاسبوا ويزنون اعمالهم قبل أن يوزنوا ويعرفون حتمية الوقت فلا يغبنون امتهم ولا أنفسهم ولا بلادهم واولئك هم الراشدون .
وللجميع التحية,.
طيف احمد
الوشم ثرمداء