عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله.
كتب الاستاذ عبد الرحمن بن محمد السدحان في عدد الجزيرة رقم 9881 في 9/7/1420ه مقالاً تحت عنوان درس مفحم في النظافة جاء في مقدمته ان صديقاً له شاهد رجلاً أجنبياً يلقي بفضلات من الورق في الشارع ولما عاتبه على ذلك قال له: لو لم اشاهد بعضاً منكم يفعله لما فعلته ، وتعقيباً عليه اقول نعم لو كنا قدوة حسنة في النظافة لما تجرأ اي وافد أومقيم على فعل ما فعله هذا الرجل ففي بعض الدول مثل سنغافورة وهونج كونج لا يجرؤ اي انسان مهما بلغ من الهمجية والتأخر على رمي اي شيء في الشارع مهما كان، منديل او عقب سيجارة, لانه مراقب من كافة الشعب فالكل يقول له عيب وما فعلته مخالف للأنظمة والتعليمات وتستحق عليه اللوم والغرامة فاذا جئت لبلدنا فالتزم بقوانينها وحافظ على نظافتها وإلا لا مكان لك بيننا, هذا ما يجب ان نكون عليه فنحن أحق من غيرنا بهذا لأننا مسلمون وديننا الحنيف يحث على النظافة وقد اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم شعبة من شعب الايمان وأمر باماطة الاذى عن الطريق وتنظيف البيوت والأفنية من القاذورات ونهى عن التبول وقضاء الحاجة في الطرقات وتحت الاشجار التي ينتفع ويستظل بها الناس, وكان أبو لهب لعنه الله وامرأته حمالة الحطب يؤذيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلقيان القمامة عند بابه لأنهما يعرفان حرصه الشديد على النظافة وكراهيته للأوساخ والقاذورات.
فلنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في ذلك وعلينا التمسك بتعاليم ديننا الحنيف والاخذ بآدابه الحميدة التي تأمرنا بالنظافة وعدم رمي القمامة وتلويث أماكن المسلمين مثل الطرقات والشوارع والحدائق والمنتزهات والشواطىء والأودية والبراري والرياض الخضراء وظلال الأشجار وجميع ماخصص لمصالح المسلمين لأن رميها في هذه الأماكن فيه ضرر عظيم فستكون مأوى للذباب والحشرات الضارة ومصدراً للامراض والأوبئة, وتعاون المواطن والمقيم مع الاجهزة المعنية بالدولة كفيل بالقضاء على ظاهرة رمي المخلفات التي يمارسها بعض ممن لا يقدرون المسؤولية ولا تهمهم مصلحة بلادهم ونظافتها.
وفق الله الجميع للخير والصلاح والله المستعان.
محمد بن عبد الله الفوزان
محافظة الغاط