يلجأ المسؤولون في الأجهزة الحكومية من الوزراء الذين يحملون درجة الدكتوراه أو حتى الذين لا يحملون هذا المؤهل للإستعانة بمن يحملون شهادة الدكتوراه لشغل المناصب القيادية في الوزارات والادارات الحكومية، وهم بذلك يسعون الى تطوير الاداء المقدم من خلال دكترة المناصب الادارية في الجهاز الحكومي,!
ورغم ان هذه الخطوة تهدف بالدرجة الأولى الى تطوير الأداء والخدمة المقدمة لكون من سيتولى مسؤولية الإشراف وشغل المنصب الاداري شخصا مؤهلا علميا، الا ان الكثير من المؤهلين من أصحاب الشهادات العليا والذين تولوا مسؤوليات كبيرة في هذا الجهاز أو ذاك قد أصبحوا عبئا إداريا يضاف الى الاعباء الأخرى فبدلا من أن يكحلها أعماها وبدلا من ان يطور ويحّدث العمل اضاف الى العمل خطوات إضافية لا داعي لها,!!
فالادارة يا سادة رغم انها علم يُدرّس فإنها فن قائم بذاته، وخصائص يضعها الله في بعض من خلقه سواء قلت أو زادت لديهم المؤهلات!!
فلادارة بجوانبها المتعددة من قدرة على التوجيه والاشراف والتخطيط والتنظيم,, الخ تطوّر بالشهادة ولكنها لا تصنع بها! فالادارة موهبة، ولو تولدت لدينا القناعة بان المنصب الاداري لابد يأتي من خلال حرف الدال لتحول العمل الاداري الى نظريات واجتهادات ولأصبحت الادارات الحكومية اقساما (اكاديمية) بحتة,!!
فالادارة هي القدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب وبالاسلوب المناسب سواء كان القرار صادرا من دكتور أو من غيره من المؤهلات الأخرى.
ما يجب ان نسعى اليه في تطوير الادارات الحكومية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وضع من يحمل درجة الدكتوراه احيانا في موقع المسؤولية قد لا يولد النجاح اذا لم تتوفر في الشخص المرشح عناصر القيادة والاشراف.
واتمنى ألَّا يفهم الاخوة (الدكاترة) انني ضد فكرة توليهم المسؤولية الادارية ولكن من خلال تجربتي الشخصية فقد قابلت اكثر من مسؤول ممن يحملون هذا المؤهل، ووجدت كثيرا من الناجحين في هذا المجال، ووجدت ايضا الكثير منهم من يفتقد الى أبجديات فن القيادة والتوجيه,!!
إن الشخص المؤهل مطلوب في الادارات ذات الطابع البحثي البحت، ومن يتولى مسؤولية الاشراف على ادارة من الادارات ويحمل مؤهلا عاليا فإنه بلا شك سيحاول تطوير العمل بشكل علمي سليم، لكنه قد يخفق في اتخاذ القرار احيانا والتعامل مع ظروف الإدارة ومناخاتها المختلفة، اذا فقد عنصر القيادة والتوجيه والاشراف,!!
وقد شاهدت ولم يقل لي احد اكثر من خطاب او عرض قام باعداده دكتور متخصص جاء ركيكا يفتقد الى ابسط عناصر الاقناع!! ان الاستعانة بمن يحملون الدرجات العلمية امر مطلوب في الإدارات الحكومية ولكن لا يجب ان يكون الهدف من ذلك اقحامهم في تولي مسؤوليات إدارية كبيرة قد يدفعهم لها حرف الدال ويبعدهم عنها عدم قدرتهم على التكيّف والتعامل مع كافة جوانب العمل الاداري, فالادارة رغم انها علم إلا انها في نظري قبل كل شيء موهبة وقدرة لا تأتي من خلال النظريات العلمية او الكتب والابحاث.
عمرو بن عبدالعزيز الماضي