انا سيدة ابلغ من العمر 48 عاماً,, موظفة,, زوجة وام لثلاثة ابناء,, اعمل في وظيفة,, تشغل معظم وقتي,, ومع ذلك اهتم جداً بحياتي الخاصة,, ومشكلتي هي انني مرهفة الحس ابحث عن الخيال والرومانسية في كل وقت, ومكان,, بينما زوجي يختلف عني كل الاختلاف,, واقعي,, مشحون دائماً بمشاكل عمله,, ورحلة البحث عن المال,, لقد حاولت معه اكثر من مرة,, ان يكون مثلي انسانا رومانسيا حتى يخرج من دائرة العمل ومشاكله,, ولكنه يتعامل مع الحاحي هذا بالكثير من العصبية والرفض,, وقد وصل به الامر,, انه اصبح يضحك على ما اقول,, ويصورني وكأنني انسانة مريضة نفسياً بل وصل به الحد,, الى ان اصبح يسخر مني امام والدته واخواته اللائي اصبحن يسخرن مني ايضا، وينتابني دائما شعور بأن لا احد يهتم بمشاعري,, أو يهتم بأموري,, على الرغم من أنني أهتم بمشاعر كل من حولي,, هذا وتنتابني حالات كثيرة من الخوف والقلق,, وانعدام النوم على الرغم من انني اعيش حياة مستقرة,, هادئة كما يقول عني كل من حولي,, واعاني ايضاً من اضطرابات صحية شديدة مرتبطة بسن اليأس,, واتمنى عرض رسالتي تلك على اخصائي نفسي,, لاعرف هل انا انسانة طبيعية ام أنني على مشارف مرض نفسي كما يؤكد لي زوجي دائماً,, وشكراً,.
أم لمياء - الدمام
***
* لا عزيزتي,, انت لست على مشارف مرض نفسي لا قدر الله,, فقط انت تمتلكين قلباً رائعاً,, محباً لكل من حولك,, قلباً متعطشاً دوماً للحب,, والعطاء,, وللجمال,, في كل شيء وطبيعي ونحن نعيش في صراعات الحياة,, ان يتعامل كل من حولك,, بهذا النوع من الرفض لمشاعرك ولمطالبك الرومانسية البسيطة,, اذ نحن في مجتمعنا الشرقي,, الذي يحمل المرأة,, الزوجة,, اكثر مما تحتمل,, والذي يحرم الرجل الزوج ايضاً من الكثير من اللمسات الرومانسية الحانية,, بحجة الاصول,, والتقاليد,,فيتعامل بصورة سلبية مع كل المطالب الرومانسية سواء كانت على لسان المرأة الزوجة,, او على لسان الرجل الزوج,, ايضاً.
حاولي,, ان تتقبلي رفض زوجك لمشاعرك,, بصورة اكثر واقعية واعلمي,, انه يرفض رومانسيتك ليس لانه يرفضك كإنسانة، ولكنه فقط,, لم يعتد ان يتعامل مع تلك الرومانسية,, ولم يجرؤ,, ان يضعها في موقعها الصحيح باعتبارها,, حاجة طبيعية وحالة تحتاجها المرأة خاصة اذا ما كانت في سنك,, وتعيش مرحلة النضج وتعاني مشاكل صحية مرتبطة بمنتصف العمر حيث من المتعارف عليه طبياً واجتماعياً ايضاً ان المرأة في هذا العمر,, تمر بمرحلة سنية صعبة وظروف نفسية,, تجعلها في حاجة ماسة الى بعض اللمسات الحانية,, وبعض اللحظات الرومانسية,, القادرة على استعادة التوازن الداخلي المفقود بينها وبين ذاتها,, وبينها وبين الآخرين,, وليت كل زوج يدرك جيداً,, حاجة المرأة الزوجة,, اليه,, في تلك المرحلة بالذات,, كما يحتاجها هو ايضاً في الكثير من مراحل حياته,, وليت الابناء يدركون ايضاً ان المرأة في مرحلة منتصف العمر,, تحتاج لكي نؤكد لها كل يوم ان دورها في الحياة ابداً لن ينتهي بانتهاء قدرتها الانجابية وانها مازالت هي محور حياة الاسرة,, وان هناك الكثير من الاحلام والطموحات التي تحتاج اليها لتحقيقها، وبالتالي,, يقفون بجانبها باعتبارهم أهم اسباب السعادة في حياتها,, وليس العكس.
هذا وعلى المستوى الفسيولوجي من الطبيعي ان تواجهك لحظات الاكتئاب,, والتوتر,, وانعدام القدرة على النوم,, الهادىء,, لعوارض طبيعية,,,, تتزامن مع تقلبات مرحلة منتصف العمر,, وبالايمان والتقرب الى الله سبحانه وتعالى,, وقراءة القرآن من الممكن ان تتغلبي على تلك المتاعب النفسية البسيطة,, ويمكن عن طريق بعض الوصفات الطبية البسيطة,, تحسين حالة القلق والتوتر لديك,, واعانك الله.