انا أم لخمسة ابناء وبنات,, توفي زوجي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً,, وقد واجهت الكثير من المعاناة بعد وفاة زوجي حتى أوفر لأطفالي في ذلك الوقت قدراً من الاستقرار والأمان في بلدهم، حيث إنني غير سعودية المولد,, ومرت الايام بحلوها ومرها,, وانا في كفاح مستمر,, مع اولادي لكي أوفر لهم فرصة طيبة للدراسة,, والحياة,, ومشكلتي حالياً هي ابني الاكبر الذي تنكر لكل تضحياتي من اجله,, واصبح يعاملني معاملة سيئة جداً,, بل اصبح وللأسف الشديد يتهمني في سلوكياتي ويشك في اخلاقي بل وللأسف الشديد,, اصبح يصدق اي كلام يقال عني، ويعلم الله انني بريئة من كل الاتهامات لانني امرأة مسلمة اخشى الله قبل ان اخشى الناس,, واحافظ على نفسي وابنائي,, ولا هم يشغل بالي سوى مستقبلهم، ولكن ماذا افعل مع ابني والذي اصبح كل يوم يواجهني,, باتهام غريب بل اصبح وللأسف الشديد ايضاً يتهم اخواته ايضاً ويشك في تصرفاتهن ويراقب - الهاتف,, عن طريق جهاز تسجيل المكالمات في المنزل,, هذا ولأنه المسئول عنا,, لا أجد من اشكو له منه وقد حاولت ذات مرة ان الجأ,, الى عمه الأكبر ولكنني للأسف الشديد,, لم اجد في ملامح وجهه اي علامة تؤكد لي انه يصدقني، بل للأسف الشديد,, لمست انه قد يؤيد شكوك ابني,, اكثر من ابني ذاته,, لذا تجنبته ولم اجد طريقة اخرى,, لتساعدني في حل مشكلتي سوى مشكلة تحيرني,, هذا,, واحمد الله كثيراً,, انني ميسورة الحال مادياً,, وانني لست في حاجة الى ابني,, كما وان اخواته ايضاً,, لن يحتاجون اليه مادياً ايضاً وان الله معنا,, فقط نحن نحتاج اليه لانه الابن الاكبر والذي من المفروض ان يكون هو البديل للأب رحمه الله,, وشكراً.
أم حائرة
***
* لا حل آخر عزيزتي لمشكلتك,, سوى بالبعد كل البعد عن مواطن الشبهات,, لذا حاولي جادة,, ان تتحاوري مع ابنك,, كأخ,, وصديق,, وحاولي أن تستمعي له بآذان صاغية,, اذ ربما عرفت من خلاله اسباب شكوكه,, بل من المحتمل,, ان يكون هناك بالفعل مايدعو الى الشك,, وبالتالي من المفروض ان تتجنبي اي موقف من المواقف التي قد تسبب خلافاً,.
هذا,, وحاولي,, ان تتجنبي لغة الاعتراض على كلام ابنك خاصة,, امام اخواته,, اذ اغلب الظن انه يمارس هذا النوع من الشكوك,, بعد ان فشل في الحصول على الاحترام والتقدير من قبلك ومن قبلهن,, ومن ثم تتحول رعايته لكم الى هذا النوع المرفوض من الحيرة والشكوك.
هذا وهناك بالتأكيد درجة من درجات الشكوك من الممكن تقبلها اما اذا زادت عن تلك الدرجة,, تحولت الشكوك الى حالة نفسية تحتاج الى اخصائي نفسي للمساعدة,, لمعرفة الاسباب والعلاج,, واذا ما كان ابنك قد وصل الى تلك الحالة,, فحاولي ان تنصحيه,, بالتوجه الى بوابة العلاج النفسي,, بعد ان تعيدي قراءة,, كل اوراق حياتك,, وتراجعي تصرفات بناتك,, وتقدمي له كل يوم,, صورة مشرفة للأم,, والمرأة المسلمة,, الملتزمة المحافظة ان شاء الله,, على الصلاة,, وقراءة القرآن,, والتقرب هي وبناتها الى الله سبحانه وتعالى,, بالقول والعمل,, واعانك الله.