أولاً اشكر لكم جهودكم في هذه الصفحة ودوماً فرح بإجاباتكم والتي هي البلسم الشافي لكل من يبعث اليكم بمشكلته وأشد ما اسرني هي اجاباتكم النابعة من قلب يكن الخير لاخوانه المسلمين وسوف تجدون بإذن الله الراحة في الدنيا والآخرة والسعادة بعد منوالكم الطيب ونهجكم السليم.
ثانياً: أقدم لكم مشكلتي والتي تساورني هذه الايام وتتمثل في أنني خطبت فتاة على وشك العمل في التدريس ولم يتم عقد القرآن بعد واكتشفت انها تكبرني سناً بحوالي سنة تقريبا, وأنا مازلت طالباً في الجامعة وفي هذه الايام تراودني الهواجس عندما أذاكر موادي الدراسية عن الفارق العمري بيني وبينها, كذلك بي خوف شديد من المشاكل الزوجية المستقبلية والتي أخشى وقوعها بسبب سماعي عنها وقراءتي لها في هذه الزاوية, ولا أنسى ان الفتاة هادئة الطباع وبها العديد من الصفات الجميلة التي جعلتني اتقةدم لأهلها وأخطبها,, ارجو منكم حلاً وافياً لمشكلتي فأنا في وساوس عديدة تدور في مخيلتي.
وجزاكم الله خيراً,, والله الموفق.
أ,م,م/ القصيم - عنيزة
*
معلومات إضافية:
- السكن في شقة مع الأهل والمنزل فسيح وواسع.
- هناك مشاكل ومشاكسات بين إخواني الصغار أخشى من سماع الفتاة مستقبلا لها وأنا لا احب الا الستر وحساس لدرجة كبيرة جداً من ذلك.
- أنا شاب منذ سنتين التزمت الى الله سبحانه وهذه نعمة عظيمة.
- عمري تقريبا 22 سنة وعمر الفتاة 23 سنة.
- بي الحياء بشدة خاصة عندما اتحدث مع رجل مهم مثل والد الفتاة في المستقبل وأخشى ان ينظر إلي بانتقاص بسبب هذه الصفة.
- املك إبداعات ومساهمات افتخر بها ويعرفني الكثير بها.
* اخي الكريم,, من الجميل,, ان تكون قارئاً لمشاكل الاخرين ومن الرائع ايضاً ان تتفاعل مع كل ما حولك,, ولكن مع تلك المتابعة وهذا التفاعل لابد ان يكون بداخلك فاصل بين مشاكلك ومشاكل الآخرين كما ولابد من التأكيد ان لكل زواج ملامحه,, وبالتالي لكل زواج مشاكله الخاصة,, ولكل حالة,, اسلوب في معالجتها يختلف عن الحالة الاخرى وبالتالي,, حاول ان تنظر لحياتك بواقعية اكثر,, وبصورة اكثر نضجاً,.
وبالنسبة لتساؤلاتك,, عن الفارق في العمر بينك وبين من وقع الاختيار عليها,, فلا نعتقد ان عاما واحدا,, يعتبر بالفارق الكبير في السن والذي من الممكن ان يكون مصدراً من مصادر القلق والتوتر في حياتك.
لذا لاتفكر كثيرا في هذا الفارق,, فقط حاول ان تدرس الجوانب الاخرى في شخصية زوجة المستقبل وحاول ان تفتح مساحة الحوار بينكما واعلم ان التوفيق من الله سبحانه وتعالى,, وان السعادة الزوجية من الاحلام الممكنة,, بمقدار قدرتنا على العطاء,, والتنازل,, ومحاولة التقارب بين طرفي العلاقة,, اما بالنسبة لبعض التفاصيل التي تؤرقك مثل السكن المشترك,, او الاطفال,, ومشاكل الاسرة والكثير من المواقف الاجتماعية التي يمكن ان تكون مصدراً من مصادر القلق والتوتر في حياتكما,, فاعلم اخي الكريم,, ان الحياة الزوجية تحتاج,, كما تحتاج الحياة العملية العادية الى كم من النضج الانفعالي والقدرة على معالجة مختلف المواقف والظروف الطارئة,, بالحكمة والتعقل,, وتدبر الامور,, وعدم التسرع في الحكم على الاشياء والتسامح والصبر ايضاً.
وبالنسبة لمشكلتك مع الرجال,, خاصة الكبار منهم,, فحاول ان تعزز اسباب ثقتك في ذاتك من خلال نجاحك الدراسي,, ونجاحك الوظيفي واستقلالك المادي,, اذ ان الانسان يستطيع ان يواجه الاخرين كل الاخرين بقوة وشجاعة,, بقدر قدرته على فهم ذاته, والاحساس,, بأنه شخص ناجح,, هذا,, واذا ما كنت تعاني من درجات عالية من الحياء من الرجال,, فحاول ان تستشير اخصائيا نفسيا,,,, حتى تتعرف على اهم المفاتيح التي يمكن من خلالها الوصول بهذا الخجل الى الحد المقبول وأعانك الله.