* موسكو - جروزني - الوكالات
اعلن نائب الرئيس الشيشاني فاخا ارسانوف امس لوكالة انترفاكس ان الهيئة الرئيسية للحكم في الشيشان منعت الزعماء الشيشان من فتح اي مفاوضات مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ان لجنة الدفاع الشيشانية منعت خلال جلستها الأخيرة الزعماء الشيشان من اجراء اي مفاوضات والاتصال مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين
واوضح ان اللجنة اصبحت الهيئة الرئيسية في الحكم بالشيشان منذ اعلان القوانين العرفية في الجمهورية الانفصالية.
وكان بوتين قد اعلن في مقابلة نشرتها امس الأول صحيفة برافو التشيكية ان اي تسوية سياسية للوضع في الشيشان غير واردة قبل سحق ما اسماها العصابات الشيشانية.
واضاف نائب الرئيس الشيشاني ان لجنة الدفاع تعتبر انه خلال فتح مفاوضات محتملة من اجل تسوية النزاع في الشيشان يتوجب على الشخص الذي سيمثل روسيا ألا يعلن الحرب وألا يشجع عليها .
وشدد على انه من اجل بدء اي حوار سياسي يتوجب على روسيا ان توقف اعمالها العسكرية وان تسحب قواتها من الشيشان حتى مواقعها الاصلية .
وأوضح ان الشيشان على استعداد لاجراء مفاوضات مع روسيا شرط ان تجرى في ارض محايدة ومن خلال وساطة الأمم المتحدة او دول اخرى او حتى منظمة دولية تكون قادرة فيما بعد على مراقبة حسن تطبيق اي معاهدات او اتفاقات ممكنة مع روسيا .
على الصعيد الميداني اعلن رئيس المكتب الصحافي للقوات المسلحة الشيشانية فاخا ابراهيموف ان معارك عنيفة تدور امس الاثنين بين القوات الروسية والشيشانية حول منطقة تولستوي - يورت على بعد 15 كيلومترا الى الشمال من العاصمة الشيشانية غروزني.
واضاف المصدر نفسه ان هذه الاشتباكات التي تستخدم فيها المدفعية الثقيلة ومدفعية الهاون والاسلحة الآلية اوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.
واوضح ابراهيموف ان معارك تدور ايضاً حول انجل - يورت في شرق الجمهورية (مقاطعة غوديرم قرب الحدود مع داغستان) مشيراً الى قصف مدفعي روسي قرب ساماشكي وسرنوفودسك (غرب) وقرب بيرفومايسكايا الى الغرب من غروزني.
وميدانياً أيضاً اعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية امس الاثنين ان قرابة 184 الف شخص فروا من الشيشان منذ بداية عمليات القصف في الخامس من ايلول/ سبتمبر الماضي للجوء الى المناطق المجاورة حيث اصبح الوضع صعباً .
ولجأ القسم الأكبر من النازحين الى انغوشيا (الى الغرب من الشيشان) التي اغلق الجيش الروسي اول امس حدودها مع الجمهورية الانفصالية الصغيرة.
وأوضحت الوزارة ان اكثر من 168 الف لاجىء وصلوا الى انغوشيا حيث يتم ايواء 13 الفاً فقط منهم في مخيمات.
ونقلت وكالة ايتار - تاس عن الوزارة ايضاً قولها ان قرابة 2793 لاجئاً وصلوا الى داغستان (الى الشرق من الشيشان) و10538 الى جمهورية اوسيتيا الشمالية و4011 الى منطقة ستافروبول الروسية.
ومن ناحية اخرى قال نائب رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري مانيلوف ان روسيا يمكن ان تعود للتعاون مع حلف شمال الاطلسي شرط ان تشارك في عمليات الحلف التي تهدف الى تصفية وتجنب الازمات .
واوضح الجنرال مانيلوف في مقابلة مع صحيفة فريما امس الاثنين ان روسيا تشترط اولاً ان تتمكن من تقييم الوضع السياسي والعسكري في العالم على قدم المساواة مع الحلف وثانياً ان تشارك في اتخاذ القرارات لتصفية وتجنب الأزمات وثالثاً ان تشارك في تطبيق القرارات .
وتابع: اذا ما قبل حلف شمال الاطلسي بهذه الشروط فاننا على استعداد للتعاون .
يشار الى ان الاتصالات بين روسيا وحلف شمال الاطلسي مجمدة منذ القصف الذي قامت به قوات الحلف على يوغوسلافيا في 24 آذار/ مارس الماضي الا فيما يتعلق بعمليات السلام التي يقوم بها الحلف وتشارك فيها روسيا كما في البوسنة وكوسوفو.
وفي موسكو بحث الرئيس الروسي بوريس يلتسين مع رئيس وزرائه فلاديمير بوتين امس تطورات العملية العسكرية المتصاعدة التي تشنها القوات الروسية في جمهورية الشيشان والقلق الدولي المتزايد حول سقوط ضحايا مدنيين في تلك العمليات.
من جهة اخرى اعلن وزير الطاقة النووية الروسية انه تم تشديد الاجراءات الامنية في المحطات النووية الروسية خشية تعرضها لهجوم من المقاتلين.
وكانت الاحتجاجات الغربية قد تزايدت أول امس مع مواصلة القوات الروسية لغارتها الجوية وقصفها المدفعي لأهداف داخل الشيشان خاصة بعد ان لقي سبعة وعشرون شخصاً مصرعهم من بينهم تسعة اطفال واصيب العشرات بجراح خلال القصف الروسي لقرية شيشانية تقع الى الجنوب الشرقي من العاصمة جروزني.
وفي الوقت نفسه تزايدت محنة اللاجئين الشيشان بعد ان اغلقت روسيا الطريق الرئيسي المؤدي الى جمهورية انجوشيا المجاورة,, واتهم الرئيس الانجوشي رسلان اوشيف السياسيين الروس بالقسوة لترحيبهم باغلاق الحدود امام لاجئي الشيشان الفارين من القصف الروسي ومعظمهم من النساء والاطفال والمسنين ويقدر عددهم بنحو 170 الف لاجىء يعانون من وضع يدعو للرثاء حيث تنتشر الأمراض فيما تضع السيدات الحوامل مواليد متوفين.
|