,, ويبحر الخيال في امواج المساء ويسكن بيوت الحرية بواقعية الزمن المنسلخ من جوانب الحقيقة، ويتبع الليل الطويل ساعات من نهار الامس تقيسها دقات القلوب لا دقات الجيوب، يمعن المهزوز لمواعيد الغروب عبر انظار الامل, ويبدو البعيد قريبا تلحظه العين متمتعة بازلية المد الخائف ومنتظرة اللقاء الرجعي الذي لامحالة له, فتراه كلما طال قصر، وكلما زاد نقص وبعد عناء الذهول وملاهب التركيز ينكشف الغطاء فتظهر خوافي القدرة المكتوبة, ترى ماذا بعد؟! والى متى بتلك المسيرة؟ والى متى ينبذ الخيال واقع الحدث الموجود ويغلفه بغلاف الصنعة الزائلة التي دخلت النفوس الحائرة.
وطالما يراودنا الخوف فسوف يتسلط علينا خيال الكبرياء بين حين وآخر، يمزق ستار الصدق ليصل الى حد المظاهر الكاذبة, وطالما يئن الانسان لعالم المطامع المجزية فسوف ينتهي دونها, اما من يشعل قناديل الطريق لقدمه بصدق التعامل النزيه فسوف يكسب حقوق المثابرة ويجني ثمار الصمت المقنع وكأنه اخذ الثمين بالتخمين وهذا هو الامل وهذا شاهده.
عبدالله مقعد محارب العتيبي
- عنيزة