دخل غرفته لينام اسند رأسه على وسادته، وكعادته كل ليلة لابد ان يسامر الهواجيس قبل ان يخلد للنوم، لماذا الحياة تمضي جافة بلا عاطفة بلاحنان من اصدقاء ولامعارف ذوي قيمة يا لهذه الحياة مايمر بؤس ولاشقاء الا ولي بهما نصيب، هكذا كان يحدث نفسه , اراد ان ينام لينهي هواجيسه المؤلمة لكنه لم يستطع فخرج يتمشى في ممر حديقته لكنه توقف فجأة ليستمتع ببهاء القمر الرائع وجمال الليل الساحر الذي حرك قلبه، فنظر الى السماء نظرات طويلة وبدأ يتخيل في السماء وجه تلك الفتاة حيث بذل كل ما في وسعه وصمم لتكون من نصيبه وكعادته بدأ يخاطب نفسه لكن هذه المرة جهراً قائلاً: لماذا تضعين الحواجز في طريقي؟ لماذا رفضتني؟! عندما تقدمت لخطبتك بدون سبب مقنع، وعندما تقدم اليك رجل ثري قبلته بسرعة وماهي الا ايام قلائل وتم الزفاف بسرعة ايضاً، ياللاسف لم تفكري بجوهر من يتقدم اليك فقط كان همك الاكبر المال والترف وحب المظاهر الزائفة، رفضتيني لاني متواضع ودخلي محدود لكن جوهري مليء بالوفاء والاخلاص، صحيح الفلوس تعمي النفوس، آه الاتذكرين ايام الصبا وما ادراك ما ايام الصبا كنا نمرح ونلعب سوياً الا ليتها تعود يوماً، لقد خدعتني بوعودك الكاذبة بدأت اكره النساء بسببك سأنتقم منك رغم صلة القرابة التي تربطنا سأنتقم منك ايها المخلوق الخطير وموعدنا غداً ان شاء الله، ذهب لغرفته اسند رأسه على وسادته مسح دموعه وغرق في نوم عميق، في صباح اليوم التالي استيقظ هذا الشاب ومازال متمسكاً بقرار الانتقام فذهب الى منزل شقيقته الوحيدة وبعد السلام عليها، قال: لقد صممت ان اتزوج ,, مارأيك؟! هي: لا اصدق ما تقول لابد انك تمزح!.
هو: رب مزح في غوره جد, هي: لا اصدق ذلك، كيف تريد ان تتزوج وانت تكره النساء كثيراً؟!!
هو: اسمعيني يا اختي مازلت اعاني صدمة نفسية من تلك الفتاة التي خدعتني بوعودها الكاذبة وتزوجت بغيري، وانا اريد ان اتزوج فقط انتقاماً لها.
هي: انت انسان رقيق القلب، لماذا الانتقام فانت تعرف ان الانتقام اول مايحرق صاحبه.
هو: لا اريد ان اطيل في الحديث فخير الكلام ماقل ودل، هل تلك الفتاة لديها تلفون,هي مندهشة:نعم,, ولماذا تسأل؟!
هو: اريد ان تخبريها ان زواجي قريباً وان تكون هي اول المعازيم، فهذا هو اعظم انتقام.
فهد عبدالله الراجحي
- البكيرية
***
*قصة (الانتقام) مستوحاة من الواقع الاجتماعي,, ورغم بساطتها فإنها تعالج فكرة انتقام شخص لكرامته الضائعة بسبب ان محبوبته رفضت ان تتزوجه,, وفي المقابل تزوجت من رجل ثري!كان بإمكان صديقنا عبدالله ان يبلور فكرة الانتقام وان يطورها بشكل افضل حتى لايقع في فخ النهاية المتوقعة بحيث انني والقراء توقعنا النهاية مسبقاً ونحن مازلنا في منتصف سطور القصةنتمنى ان نرى صديقنا عبدالله في قصصه القادمة اكثر اشراقاً.