نشرت "تطوير "-النشرة الانيقة التي تصدرها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض - في عددها الخامس والعشرين خبرا مفاده قرب انتهاء المرحلة الثانية من المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض, ويضطلع هذا المخطط الاستراتيجي بمهام أربع, أولها يتعلق بالمخطط الهيكلي للمدينة، وثانيها يهتم بالسياسات الحضرية من تخطيط وخلافه ، وثالثها يعنى بخطة الادارة الحضرية والتنمية الحضرية ، ورابعها يختص بالمخططات الهيكلية المحلية.
كذلك جاء في ثنايا الخبر رسم بياني يوضح التوقعات السكانية والتي سيزيد من خلالها سكان المدينة من ( 3,5 ) ملايين نسمة في وقتنا الحاضر الى نحو ( 10,5 ) ملايين نسمة في عام 1442ه .
ومن المعروف ان المدن ( ظواهر انسانية ) تشيخ كما يشيخ ساكنوها, ولنا في المدن العالمية كنيويورك مثالا يحتذى حيث اندثرت الاحياء الداخلية وتحولت الى أوكار جريمة ومخدرات مما قاد بالتالي الى ظاهرة ال :sub - urbanization ألا وهي فرار ساكني اواسط المدن الى اطرافها هربا من الزحام والتكدس والحوادث المرورية والجرائم، هذا الامر سوف ينبثق عنه العديد من الضواحي - كما هو في طور التبلور الآن - وهي مدن متاخمة لمدن مما سوف يقود الى خلق مدن في رحم مدينة 000 مدن ليست بالمعتمدة على نفسها فتقوم بأمورها بنفسها وعلى غرار ماحك جلدك مثل ظفرك ! ,, في نفس الوقت لم ولن يتسنى لها الفرصة للاستفادة الكاملة من خدمات أمانة الرياض !.
أضف إلى ذلك أن تلك الضواحي أو مدن المستقبل - وعلى هذا المنوال - سوف تشهد تصاعدا ملحوظا في ضعف أواصر العلاقات الاجتماعية وسوف تزيد بها حدة العزلة الاجتماعية وتفكك الروابط الاسرية واختناق الخدمات واثقال كاهل الدولة بمزيد من الانفاق على مشاريع سكنية ( أحيوها ) ملاكها بقرارات شخصية , كلمة أخيرة بما أن تلك الظاهرة ( ظاهرة ) للعيان الآن وفي طور التبلور
,, فلماذا لا نبادر من الآن بالتخطيط لسكك حديدية ترتبط مباشرة بقلب المدينة مروراً بضواحيها وذلك لنقل البضائع والركاب مما سوف يغني عن الشاحنات ويقلل من الازدحام الآتي لا ريب ؟!
د , فارس الغزي