قال الله تعالى:( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً)- الإسراء (9).
في هذه الآية العظيمة يبين الحق جل وعلا مهمة هذا القرآن الكريم، وحقيقة الغاية التي أنزله الله تعالى من أجله للبشرية جمعاء، وهو أنه منزل منه لهداية الناس واخراجهم من الظلمات الى النور إن هم آمنوا به وتدبروه وعملوا به كما قال جل وعز في آية أخرى في سورة المائدة: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم) الآيتان: 15،16.
فالقرآن العظيم هداية للطريق الأقوم وهو عصمة لمن تمسك به وحجة لمن اعتصم به ونور لمن عمل به وهو عصمة من الضلال وأمان من الشقاء(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ضمن الله لمن قرأ القرآن وعمل به ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
والقرآن هداية لمن آمن به، وبشرى للمؤمن العامل بالقرآن الكريم بالجنة والدرجات العالية حيث يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، كما صح بذلك الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهنيئا لمن قرأ القرآن وأخلص النية لله وعمل بأوامره واجتنب نواهيه، اللهم اجعلنا منهم.
* وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية