يقول ابن الجوزي- رحمه الله- ومن تلبيس ابليس على المنكر انه اذا انكر جلس في مجمع يصف ما فعل ويتباهى به ويسب اصحاب المنكر سب الحنق عليهم ويلعنهم ولعل القوم قد تابوا وربما كانوا خيراً منه لندمهم وكبره ويندرج في ضمن حديثه كشف عورات المسلمين لانه يعلم من لا يعلم والستر على المسلم واجب مهما امكن.
وسمعت عن بعض الجهلة بالانكار انه يهجم على قوم ما يتيقن ما عندهم ويضربهم الضرب المبرح ويكسر الاواني وكل هذا يوجبه الجهل, فاما العالم اذا انكر فانت منه على امان.
وقد كان السلف يتلطفون في الانكار ورأى صلة بن أشيم رجلاً يكلم امرأة.
فقال: ان الله يراكما، سترنا الله واياكما, وكان يمر بقوم يلعبون,
فيقول: يا اخواني ماتقولون فيمن اراد سفراً فنام طول الليل ولعب طول النهار متى يقطع سفره,
فانتبه رجل منهم فقال:
يا قوم انما يعلمنا هذا فتاب وصحبه.
واولى الناس بالتلطف في الانكار على الامراء فيصلح ان يقال لهم: ان الله قد رفعكم فاعرفوا قدر نعمته, فان النعم تدوم بالشكر فلا يحسن ان تقابل بالمعاصي,
|