Sunday 10th October, 1999 G No. 9873جريدة الجزيرة الأحد 1 ,رجب 1420 العدد 9873


بعدما عشنا يوم المعلم
الاحتفال الحقيقي الذي نطمح اليه

عزيزتي الجزيرة,,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
الحديث ذو شجون واوابد القول فنون من اين يجدر بي ان ابدأ؟
النوافذ امام نواظري مشرعة والاقداح تحت اناملي مترعة بيد اني سأبدأ من النهاية.
عزيزي الكريم,.
لن اطيل القول مسهبا في تبجيل جناب المعلم ذلك الانسان البشر الذي خلقه الله كسائر عباده من نطفة امشاج يبتليه فما ان استقام على كيانه الا وصرخ بملء اوداجه:
حنانيك اني قد بليت بصبية
اروح واغدو كل يوم عليهمو
صغار نربيهم بملء عقولهم
ونبنيهمو لكننا نتهدم
فمن كان يرثي قلبه لمعذب
فاجدر شخص بالرثاء المعلم
على كتفيه يبلغ المجد غيره
فما هو الا للتسلق سلم
ثم عطرت مسامعه آيات التنزيل الربانية حينما وصف بها (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون).
ثم ان الدولة المباركة الفتية ادركت مستشعرة ذلك المقام السامي الذي يقفه المعلم وتلك الامانة الفادحة التي انيطت بعاتقه بل سعت الى حفزه وتعزيزه وجعله من اولويات اهتمامها نعم هكذا هي منذ كانت ولكن من هو هذا المدرس الذي يستحق الاحتفال والتكريم وماهي مراسم ذلك الاحتفال.
لسنا نريد ذلك الذي رمى الدنيا وراء ظهره وطلقها ثلاثا فلم يعبأ بها او ذاك الذي لا يفارق محرابه او ذاك الذي لا تند منه شاردة ولا واردة.
انها صورة سامقة ولاشك لكنها ليست لكل الناس.
المعلم الاجدر والاخلق بالتكريم هو ذلك البشر الذي يتطلع كغيره لتحصيل مورد لرزقه ويرى ان من حقه كغيره ان يتمتع بمزايا ادارية ووظيفية لكن كل تطلعاته تلك لم ولن ترقى الى ان تكون الهدف الاساس والغاية الاولى والمقياس الاوحد والعامل الاهم في اتخاذ قراره بسلوك طريق التربية والتعليم انما اختار هذا الطريق ليخدم الامة من موقعه ويعد الجيل ويربي النشء انه يحترق على واقع الشباب ويسعى بكل ما اوتي لتغيير واصلاح ورأب وترميم حال ابناء الامة المتفرقين عن اليمين وعن الشمال عزين يرفع اكف الضراعة في الثلث الاخير من الليل يلفه السكون ويغمره الخشوع وتحيطه اصوات الجنادب بوقعها الرتيب جاثيا امام ربه قانتا آناء الليل ساجدا وقائما يلهج محشرجا.
يا رب هب لي بيانا استعين به
على قضاء حقوق نام قاضيها
فمر سريّ المعاني ان يواتيني
ربي فاني ضعيف الحال واهيها
اما ماهي مراسيم ذلك الاحتفال؟
فاسمحوا لي ان اتحدث بما يجتال في خلدي وبالحاح حول تلك البنود والفقرات التي هي بعيدة كل البعد عن المهرجانات الروتينية الخطابية او اوسمة التلميع القولية البراقة ليدلف فوق رؤوس الاشهاد ليتسلم ما اعد لذلك الاحتفال الوقتي الطارىء ليغور بعدها في غياهب النسيان حتى اشعار لاحق.
الاحتفال الحقيقي يكمن في تلبية حاجات العملية التربوية التعليمية التي هي حجر الزاوية في اركانها المتضافرة الآخذ بعضها برقاب بعض هذا هو بيت القصيد ليس الا.
تلك الثلة المباركة على يقين ان الحياة الدنيا كالبحر الخضم المتلاطم تغوص فيه الدرر والجواهر ويطفو فوقه الخشاش والحشاش او هي كالميزان يرفع الكفة من الخفة.
الاحتفال الحقيقي الذي تشرئب له الاعناق وترومه الانفس يتمثل في تحطيم البيروقراطيات تحت سنابك الفرسان الجياد خشية ان يكبو الفرس او يخبو القبس,يتمثل في اعادة النظر في تلك المناهج القديمة مضمونا الجديدة شكلا.
اعادة النظر في الزخم الهائل الذي تعج به الفصول من الاطفال الضاحكين الباكين حتى فاضت المحاجر وبلغت القلوب الحناجر,اعادة النظر في نصاب المعلم من الحصص الاسبوعية التي تجر عنانه الى التلقين والالقاء وتعطيل ذاكرة التلميذ المركزية في ظل الوقت المتلاحق والمقرر المستطيل.
الاحتفال المرموق هو اجالة عين البصيرة في الفئام من الموظفين الذين قدموا لحقل التعليم لاغراض تتنافى مع مبادئه وحيثياته فافسدوا من حيث ارادوا الاصلاح,طرح العديد من المحاور التربوية التعليمية على مائدة النقاش الهادىء المثمر الذي يستدير حوله المعلمون انفسهم بعيدا عن الاكاديمية الصرفة.
الاحتفال بتحقيق مبدأ العدل والمساواة الذي قامت عليه السماوات والارض ليتساوى اللاحق بالسابق في الحافز والكادر لئلا نتجرع الكأس مرة اخرى حينما نكص اقوام في اول الطريقالمقام سيطول ايما اطالة في ذكر وتعداد مراسم الاحتفال بيد اني اومىء ايماء ومالا يدرك كله لا يترك جله,ولم يصر يراعي بتلك النقاط الا حينما رأيت فيما يرى القائم خططا مستقبلية علاجية تلوح في الافاق المسفرة صرنا نشم عبقها ونلمس طلائعها وبشائرها تحث السير نحو مقصدها راجين من الله الا تتعثر في عقبات الماضي قبل ان ترقى الى عتبات المستقبل كما نأمل من المسؤولين الاكارم تعزيز مسيرها لغذ السير عنقا فسيحا الى غاية مآربها,والله الهادي,.
فاصلة
لو كان يصعد فوق النجم من شرف
قوم بأفعالهم او مجدهم صعدوا
هم الاكارم والافذاذ قاطبة
للعز والمجد والاسلام هم سند
يا ايها اليوم اشرق وانتفض فرقا
واغرب وودع بطرف جد ينعقد
بالامس شعت حروف العلم في امم
حيث الدوامع والارواح تتقد
واليوم تخبو عن الاشعاع شعلتنا
مثل اليراعة تكبو ما لها مدد
اذا تأملت في الميدان ترمقه
ترى الفئام بطرف شابه السهد
يا ايها اليوم عذرا هكذا قدري
اعادك الله في صبح الالى سعدوا
فهد بن علي الغانم
- الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved