عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عذرا معشر الباحثين عن زوجة فريدة لم تولد بعد فليس ثمة امرأة قادمة من كوكب آخر تنقش ضياءها على ساعد الزمن لتكون الزوجة الحلم .
على رسلكم شبابنا اعيدوا تشكيل شروطكم في شريكة الحياة، رفقا بقواريرنا فقد تجاوزت طموحاتكم الحدود وانتم تفتشون عن فتاة احلامكم عبر ركض دائب فوق ساحة التحري.
يريدها مشرقة كنجمة تأبى الافول وتنبت فوق ظهور الحقول ,, يريدها ان تهزم الحمرة في خدود الورود وتسرق بياض الازهار,, يريدها ان تصوغ من الجمال حكاية ومن الحسن قصة!
ولم يزل يبحث عن زوجة تكون بأناقة مذيعة,, وجسم فنانة,, وجاذبية حسناء واهداب غيداء ذات جفون خضراء,!
عفوا شبابنا اغلقوا قنواتكم وانتم تطالعون ملامح اثقلها المكياج واتعبها الاخراج وسطعت بها الكاميرا لتذرف الانبهار في احداقكم.
تضيق زوايا الافق الرحب وتلوح بوارق اليأس في نفسه ولم يزل صاحبنا يفتش عن ليلاه التي تحتاج لخيال شاعر وريشة فنان وظل يسرج خيول البحث ودوائر الحيرة تتدحرج فوق متن خاطرة عبر حوار وجداني حاد يقيمه مع نفسه وتبدو بوابة الزواج كعنق زجاجة وكأن الظروف تعانده والحظوظ تقف في طريق سعادته ومازالت ابواب السؤال مشرعة لكنها لم تتمخض عن اجابة اقصد عن امرأة تروق له وترضي طموحاته! لتغدو كمدينة افلاطون,.
تذبل ازهار العاطفة المثخنة وتتكسر اهداب المشاعر تحت مظلة المزاج المتقلب ونفسه لم تزل مسكونة بالهواجس ومتسربلة بالهموم وجيوبه معبأة بمواصفات زوجة المستقبل.
وهي مواصفات خاصة جدا تجعله محتاجا الى مفردات قصيدة ليلم بمعطيات جمالها ورسوم حسنها,, وعندها سترسب فواصل الوجدان وتقفل صفحات الغزل العذري اخبارها,, وستتغير رموز الخريطة.
اجل ستتغير امامك خريطة المشاعر بثينة تغض الطرف حياء فلم تعد ترضي جميلاً,, وعبلة غادرت قلب عنترة وعرضت حليها للبيع,, وعزة أتعبها هجر كثير,, وقيس عاد الى رشده فلم يعد يحمل هوية المجنون !
عفوا ان اطلت الابحار في اعماق البوح غير اني اقرأ ملامح زوجات المستقبل لدى كثير من شبابنا الذين ينالونك بالعجب وانت تسمع فتيات احلامهم وعندها يمكن ان تفسر اسباب حالات كثيرة من الطلاق الذي يحصل في المجتمع.
ان على كل شاب يبحث عن زوجة ان يكون واقعيا وهو يرسم صورة الزوجة المطلوبة وان يكون متأنيا حذرا من متاهات الاحلام الوردية ومزالق الخيال المفعم بالاماني لانه لوسمح لنفسه ان تبحر فوق امواج تداعيات الوجدان وتهويمات الخيال فسيكون فريسة سهلة في كف مزاجه وغريقا في بحر خياله مما يؤثر على مشروعه الزوجي فلن ترضيه اية امرأة ولن تملأ عينه اية زوجة,, وستطالعه احساسا جريحا وعاطفة مكلومة وخاطرا منكسرا وفكرا شاردا وهموما سارحة فوق افاق عقله.
سيكون انسانا ضعيفا تهزه ابسط الرياح وتعبث بخياله ارق النسائم ليصبح غير قادر على بناء قرار او ترجيح خيار,, فكيف سيطرد ذلك السراب الجاثم على اهداب مشاعره؟,, ولم يزل يفتش عن زوجة تحمل مقومات الرضا ويهدهد قوافل القلق المسافرة في اعماقه وتلك الاحلام تزرع نفسها في دروب ذاكرته وظل الزواج هاجسا ملحا ولكن ليس ثمة امرأة فمتى ينقش الصبح رسوم الضياء على جدار هذا الليل الطويل ويعلن الحظ عن ميلاد حسنائه التي يبحث عنها، وهو يسرد تفاصيل معاناته لزملائه,, حقا انها يوميات شاب بائس اوقعته احلامه الوردية ورؤاه الرومانسية الهائمة في سرداب الخيال وتحت اسر البحث ليتحول الزواج من ملحمة عطاء متوهج الى مغامرة كبيرة,,!