Saturday 9th October, 1999 G No. 9872جريدة الجزيرة السبت 29 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9872


قبل بدء الريجيم
هواة النحافة والرشاقة يجب أن يستشيروا الأطباء النفسانيين

* فرانكفورت - د,ب,أ
هل تحاول تخفيف وزنك؟ عليك اذاً بزيارة المعالج النفسي قبل الشروع باتباع حمية ريجيم جديدة.
فالريجيم قد يؤدي الى السمنة بدلا من الرشاقة وليس هذا فحسب بل قد يؤدي الى الاصابة باضطرابات غذائية.
ورغم تحذيرات علماء واخصائيي التغذية على مدى سنوات إلا ان عدد الذين يعانون من اضطرابات غذائية آخذ في الارتفاع, بل واصبح أطفال لم يتجاوزوا التاسعة من أعمارهم يتبعون حمية لتخفيف الوزن.
وتقول كورنيليا جويتس كوين رئيسة الرابطة التجارية الالمانية للاضطرابات الغذائية ومقرها في كاسل، انه لم يحدث في أي وقت مضى ان كان كل هذا العدد الهائل من الفتيات يرغبن في الحصول على أجساد رشيقة، وتجهد تجارة الاعلانات في ترويج فكرة ان النحافة تعد من الأمور المحببة والمرغوبة.
وتقول مارجيت كيولمر من احدى المنظمات الالمانية في فرانكفورت والتي تتخصص في علاج الاضطرابات الغذائية ان غالبية من يعانون من مشكلات في الطعام كان همهم في الماضي عدم زيادة وزنهم، أما الآن فقد اصبح الكثير منهم يصارعون نوبات الجوع المفاجئة التي تصيبهم.
وفي ألمانيا لم تعد الاضطرابات الغذائية تقتصر على الفتيات بل وصلت الى السيدات من المانيا الشرقية السابقة اللاتي تكثر بينهن حالات الاصابة بفقدان الشهية المرضي أو الشره المرضي أو مشكلات البدانة, وغالبا ما تصاحب هذه الاضطرابات نوبات من الفزع أو مشكلات تتعلق بتعاطي المخدرات أو الكحول.
ويعتقد الخبراء ان نسبة تصل الى واحدة من بين كل خمس سيدات في المانيا تعاني من حالة ادمان تتعلق بالطعام، اذ تعاني النساء اللاتي تتجاوز اعمارهن الخامسة والثلاثين من مشكلات الافراط في تناول الطعام، وغالبا ما تبدأ المشكلة من هذا النوع في الظهور بعد سن اليأس.
أما مرض فقدان الشهية العصابي، والمعروف باسم انوريكسيا نرفوزا ومرض النهام البوليميا حيث تأكل المرأة كميات كبيرة من الطعام ثم تلجأ الى القيء فيصيب عادة الشريحة العمرية ما بين الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين، ويعتقد ان امرأة من كل عشر سيدات تعاني من تلك الأمراض.
وطبقا لما يقوله الخبراء فإن السبب في تلك الاضطرابات يرجع الى مجموعة من العوامل منها تأثير الموضة والمشكلات الشخصية, وفي كافة الحالات تقريبا تشكل المصاعب في العلاقات الشخصية والافتقار الى احترام الذات عوامل الاصابة بتلك الأمراض هذا بالاضافة الى الضغوط الاجتماعية التي يعكسها هوس الرشاقة.
وتقول جويتس كوين لقد تنامى التركيز على المظهر الخارجي بشكل هائل على مدار السنوات العشر الماضية بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء .
وتحقق الشركات التي تطرح في الاسواق الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة والشركات المتخصصة في مجال الرشاقة والموضة أرباحا طائلة من وراء الولوع بالنحافة بين الناس,ويعتقد الكثير من النساء ان كل مشاكلهن سوف تحل وربما تتحسن علاقاتهن بالآخرين لو استطعن فقط ان يتمتعن بالقوام المثالي حسبما تقول كيولمر.
ويلجأ البعض في تحسين منظره الى الوشم على الجسد وإحداث الثقوب المختلفة في الجسم لوضع الاقراط فيها وغير ذلك من الطرق, ويعرف عن المصابين بالانوريكسيا أو البوليميا ممارستهم للتمرينات الرياضية بشكل مبالغ فيه.
وتقول كيولمر ان تفسخ الأسر وثقافة الفاست فود الوجبات السريعة وغيرها ربما تكون ايضا وراء ظاهرة اضطرابات الأكل.
وتشير الباحثة إلى ان وقت الطعام الذي كانت تلتف فيه الأسرة حول المائدة كنوع من التواصل معا لتناول الطعام والمشاركة الوجدانية كاد يصبح شيئا من الماضي, فلا يكاد المرء يجد الوقت للتواصل الاجتماعي مع الآخرين, وبالنسبة للكثيرين اصبح الاعتماد على الطعام بديلا عن العلاقات الاجتماعية.
وتقول كيولمر ان التقلب بالنسبة لكثير من النساء اللاتي يعانين من اضطرابات الأكل ما بين مجرد الشعور بالجوع الى الاحساس الطاغي بالرغبة في التهام الطعام التهاما، انما يعكس المعضلة الأساسية التي يعاني منها المجتمع في وقتنا الحالي والمتمثلة في الافتقار الى الاتزان أو الاعتدال.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
ملحق المجمعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved