** لست ضد وجود المدارس الأهلية أبداً,, بل إنني من المؤيدين لوجودها وانتشارها وتنافسها في تقديم الخدمات الأفضل والسعر الأقل.
** وانتشار المدارس الأهلية,, هو بكل المقاييس ,, ظاهرة صحية ومطلوبة لأسباب كثيرة يصعب حصرها هنا,, أو على الأصح,, لأن المجال ليس مجال حديث عن سلبيات وايجابيات المدارس الأهلية بشكل عام,, لأن ما سأتطرق له هنا,, هو جزئية بسيطة عن المدارس الاهلية,, وهم هيئة التدريس ,, او مجموعة المعلمين,, وهم عادة من كل الجنسيات والأجناس ,, ومن كل الاشكال.
** تدخل احدى المدارس الأهلية فتجد ان المدرسين اصناف ومن كل بلد,, كما تلاحظ ان اكثرهم لايتجاوز راتبه 1500 ريال مقطوعة,, فكيف يعطي مثل هذا الشخص ,, وكيف يخلص ,, وكيف ينتج ,, وكيف يعمل بنفس هادئة وهو يدرك ان وراءه,, أكل وإيجار وعائلة وتنقلات ومتطلبات حياتية صعبة؟!.
** وبمناسبة المدارس الاهلية ومشاكل الرواتب والتوظيف,, تلقيت رسالة من أحد القراء حول هموم الوظائف والمدارس الاهلية,, وان كنت قد اعتدت على عدم نشر الرسائل مباشرة,, الا انني تأثرت كثيرا بهذه الرسالة,, والتي انقل لكم منها بعض المقاطع,, وهي من القارىء ناصر بن علي المرداسي من الطائف ,, تقول الرسالة:
(نحن مجموعة من طلاب قسم الدراسات الاسلامية، التحقنا بالجامعات بعد تخرجنا من الثانوية العامة، وكان الامل يحدونا للعمل كمدرسين بعد تخرجنا، وحصولنا على شهادة البكالوريوس مع الإعداد التربوي، تلك الشهادة التي تمنحنا الصلاحية للعمل في مجال التدريس, ولكن للأسف صُدمنا بعد التخرج من موقف وزارة المعارف معنا نحن المتخرجين من قسم الدراسات الاسلامية او اقسام التربية الاسلامية بشكل عام، فبالرغم من كثرة اعداد المتخرجين من ذلك القسم، الا أننا نجد ان وزارة المعارف تطلب عددا قليلا جدا جدا بالمقارنة مع اعداد المتخرجين، (متعذرة بأن الوزارة قد اكتفت، ولم تعد في حاجة الى مدرسين لمواد التربية الاسلامية تارة ، وبرغبتها في سعودة المدارس الأهلية تارة اخرى).
وذلك شيء لا اعتراض عليه، ولكن الشيء الذي نحتج عليه هو اننا عندما نسأل المدرسين في المدارس الحكومية، وايضا المشرفين التربويين في ادارات التعليم عن الاكتفاء الذي تتحدث عنه الوزارة بالنسبة لمعلمي التربية الاسلامية نفاجأ بأنهم ينفون هذا الاكتفاء، بل ويؤكدون على وجود العجز الواضح في ذلك القسم، لدرجة انهم في العام الماضي قاموا بتوجيه ما يقارب 50 معلما متخرجين من اقسام اللغة العربية لتدريس مواد الدين، وذلك لسد العجز الشديد (حصل ذلك في ادارة التعليم بمحافظة الطائف)، ايضا يخبرنا من تعيّن في مناطق نائية بوجود المعلمين الأجانب وبشكل كثير، لدرجة ان بعضهم يشغل منصب المدير في تلك المدارس ,, هذا من ناحية,من ناحية اخرى نجد ان المدارس الاهلية التي ترغب الوزارة في سعودتها تقبل مدرسا واحدا كحد ادنى، او تقبل ثلاثة مدرسين كحد اقصى، ومن يكون حظه سعيدا ويُقبل في تلك المدارس، فسيحصل على مرتب يقدر ب 2000 ريال ، بل الأدهى من ذلك ان بعض المدارس تعرض راتبا للمدرس السعودي يقدر ب 1500 ريال فقط، وليت الامر يتوقف عند هذا الحد فقط، ولكن نجد ان بعض المدارس الاهلية تجعل المدرس فيها يعمل ليل نهار بذلك الراتب الزهيد، تخيل حجم المعاناة التي نعانيها أيها الاستاذ الفاضل، متخرج من الجامعة بشهادة البكالوريوس مع الإعداد التربوي، ويستحق المستوى الخامس، وتجبره الوزارة على العمل بذلك الراتب الضعيف، وانت تعلم ان مبلغ 2000 ريال لايكفي للمصاريف الحياتية).
معاناة المتخرجين من أقسام التربية الإسلامية
عنهم/ ناصر علي المرداسي -الطائف
** يبدو ان الرسالة واضحة جدا,, وفيها عتب رقيق وغير رقيق لوزارة المعارف,, وفيها نقد هادىء وغير هادىء للمدارس الأهلية ,, والله الموفق.
عبدالرحمن بن سعد السماري