*واشنطن-عبدالعزيز أبانم
إن واحدا من أهم أسباب الهلع الناشىء عن مشكلة العام 2000 يتمثل في اعتقاد معظم الخبراء أن هذه العلة فريدة من نوعها بحيث لم يصادف المتعاملون مع أجهزة الحاسوب مثل هذه المشكلة من قبل ويزداد الخوف أكثر واكثر مع عدم قدرة هؤلاء الخبراء على وضع تصور دقيق لحجم المشكلة الفعلي خصوصاً في ظل اعتقادهم أن المشكلة أعقد مما يدور في أذهانهم.
والحقيقة أن هذه المشكلة غير عادية بكل المقاييس ذلك أنهاستؤثر على جميع أجهزة الحاسوب كما أنها ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة,, الجانب الآخر من الحقيقة يتجسد في كون العديد من المنظمات قد بذلت وانفقت جهداً ومالاً على المشكلة اكثر مما كانت تتوقعه، إلا أن مثل هذا الوقت والمال تم انفاقه في معظمه على وضع الخطط وتطوير الاختبارات القادرة على تحديد الحجم الفعلي للمشكلة وحلها.
ويشير أحد الخبراء العاملين في حل المشكلة الكبرى داخل احدى الشركات الأمريكية الكبرى إلى أن المشكلة الكبرى التي يواجهونها تتمثل في اجراء الاختبارات الدقيقة التي تحدد بشكل دقيق آثار المشكلة كما يضيف الخبير بأن عملية تغيير الرموز تمثل الجزء الأبسط من هذه العملية برمتها بفضل ماهو متوافر حالياً من برامج وأدوات الكترونية وحاسوبية.
اما نيكولاس فيفنتروف المتخصص في علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي ومستشار برامج لأكثر من 20 عاما فيعترف بوجود مثل هذه المشكلة غير أنه يسخر من الكثير من قصص الرعب التي تم الصاقها بهذه العلة الألفية، وذلك لأن تغيير الرموز في رأيه ليس بذلك التعقيد كما أنه يذهب الى مدى أبعد من ذلك بقوله: إن حل المشكلة يمكن تحويله الى تمرين يستمتع به المبتدئون في عالم الحاسوب بحله, وأخيرا فإن نيكولاس يتوقع بأن الأمور ستسير على مايرام مع نهاية القرن الحالي وبداية القرن الجديد.
ويوافقه على هذا الرأي رايموند لونغ من وكالة الطيران الاتحادية الأمريكية بقوله ان حل هذه المشكلة من الناحية التقنية ليس صعباً وليس بذلك الأمر المعقد، وخصوصا في ظل توافر الوقت الكافي لتلافي المشكلة.
وفي هذا الإطار هناك سؤال مهم يطرح نفسه وهو عما إذا كانت هناك مشاكل مشابهة, سبق وأن ظهرت في الماضي؟
ويجيب على ذلك نيكولاس بقوله إن المشكلة الحالية يمكن تصنيفها كواحدة من مشاكل التخزين المحدود وهي المشاكل التي تنشأ عن كون مساحة التخزين في القرص الصلب محدودة للغاية فعلى سبيل المثال كانت مساحة التخزين لمختلف أنواع الأقراص الصلبة في الماضي محدودة للغاية لدرجة أن التواريخ ذات الرقم الواحد فقط كانت مستخدمة بكثرة فلو أنك بدأت في العد التنازلي عبر السبعينات باستخدام مجال الرقم الواحد فإنك ستواجه نفس المشكلة الألفية عندما تدخل في العام 1980 وهناك امثلة اخرى مشابهة لهذه المشكلة يمكن أن تخرج إلى حيز الوجود عندما يتطلع مستخدمو الحاسب لتوظيف واستعمال الكثير من المميزات التي تقدمها مختلف البرامج بشكل مبالغ فيه.
ختاماً فإنه من الواضح ان مثل هذه المشكلة قد تتسبب في بعض الإشكالات غير أنها إشكالات لاتصل في مداها الى الحجم الذي يتصوره الكثير ممن أصابهم الهلع والخوف الشديد من هذه المشكلة وعلاوة على ذلك فإن هناك عاملا مهماً واساسياً يلعب دورا جوهريا في حل هذه المشكلة يتمثل في سرعة معالجتها وتوفير الوقت لإجراء الاختبارات الضرورية.
|