وحي المستقبل أفتونا مأجورين أيها الإعلاميون د, عبد الله الموسى |
لا يختلف اثنان على الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في توجيه وتثقيف المجتمع بكافة طبقاته وفئاته واجناسه واذا كانت هذه الوسائل لعبت دوراً مهماً في تثقيف المجتمع وتوعيته حول الامية الحقيقية القراءة والكتابة في العقود الماضية فان الاعلام مطالب ان يلعب نفس الدور بتوعية المجتمع من امية القرن الحادي والعشرين وهي امية الحاسب الآلي والمعلوماتية.
وان المتتبع لوسائل الاعلام في العالم العربي بصفة عامة وفي المملكة بصفة خاصة يلمس النقص الواضح في التوعية فلكم ان تتخيلوا ان المجلات المتخصصة في مجال الحاسب الآلي في العالم العربي لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة ولكم ان تتخيلوا ان المجلات المتخصصة في مجال الانترنت لا تتجاوز الثلاث كل واحدة تصدر شهريا بحوالي 20 صفحة هي اقرب الى الجريدة من المجلة؟ اما برامج التلفزيون والراديو فدورها لا يكاد يذكر وهو اقرب الى العدم من الوجود ان صح التعبير ولا ادري ما السبب في ذلك اهو تهرب من المسئولية؟ ام عدم ادراك لاهمية عصر المعلوماتية؟ ام عدم وجود المتخصصين في هذا المجال؟ اما ماذا افتونا مأجورين ايها الاعلاميون؟
العتب على وسائل الاعلام المحلية بجميع انواعها واشكالها واحجامها المرئية والمسموعة والمقروءة الصحف، المجلات اليومية او الاسبوعية، الملاحق في مجال المعلوماتية في مكانه ولئن قامت بعض الجرائد المحلية بتخصيص صفحات لا تتجاوز الاربع صفحات على الاكثر اسبوعياً، وقد تحذف عندما تتزاحم الاولويات امر يحتاج الى اعادة نظر من المسئولين في الاعلام.
ويتضح تقصير الاعلام عندنا بمتابعته لتغطية الندوات والمحاضرات والمؤتمرات واللقاءات المحلية ولكي يكون الكلام موثقاً اضرب لذلك بعض الامثلة فقبل اسبوعين قام نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز بمقابلة ميشل لاكوم الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت في اوروبا وافريقيا والشرق الاوسط بغرض انشاء مركز لتطوير الكفاءات لخدمة القطاع الحكومي والخاص في المملكة والتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز, المهم ان هذا الخبر لم يأخذ في الاخبار لدينا الا اقل من دقيقة في التلفزيون وفي الصحافة اقل من ربع صفحة وهكذا,, اما المثال الثاني فقد عقدت الغرفة التجارية بالدمام ندوة بعنوان Gulf Internet 1999 خلال الفترة 18-23/ سبتمبر/ 1999م وكان نصيب هذه الندوة من وسائل الاعلام الجرائد فقط اسطراً قليلة, وكذلك ايضا ندوة التجارة الالكترونية التي نظمتها الغرفة الصناعية بجدة بالتعاون مع جامعة هارفرد ودعت لها كبار المتخصصين من جميع دول العالم, يعرف الكثير منا ان هناك جهوداً مبذولة من قادة هذا البلد الغالي بنقل المجتمع الى القرن الحادي والعشرين ويتجلى ذلك بالمقابلات وتسهيل اقامة الندوات والمحاضرات والمؤتمرات لكن وسائل الاعلام حتى الان لم تقم بالدور المطلوب منها؟ فكم هو الامل ان تكون هناك برامج خاصة في التلفزيون والراديو تناقش مفهوم المعلوماتية وكيف يمكن توظيفها في مجالات الحياة المختلفة التعليم، الصحة,, الخ , وكم هو الامل ان تساهم الجرائد والمجلات باصدار ملحق معلوماتي عند اقامة مؤتمر او مناسبة حدث معين وان تكون سابقة في هذا المجال كسبقها في الميادين الاخرى؟ وكم هو الامل ان تقوم هذه الوسائل بتسليط الضوء على توصيات ونتائج هذه المؤتمرات والندوات؟ وكم هو الامل ان تقوم هذه الوسائل بمتابعة الجديد اولاً بأول وان يكون من اولويات الصفحة الاولى؟
اما القضية المهمة التي احب ان اشير اليها هي مطالبة هذه الوسائل بمتابعة الندوات والمحاضرات والمؤتمرات المحلية والعربية والعالمية قبل وقوعها ونشر الاخبار عنها وعن زمن ومكان انعقادها، لكي يتسنى للباحثين والراغبين في المشاركة التخطيط لهذا الامر ولكي يكون لنا دور في المحافل العربية والعالمية، ولا يكون مهمة الاعلام تسليط الضوء فقط على انعقاد المؤتمر او الندوة.
اخيراً احب ان اهمس في آذان الاعلاميين ان وسائلهم وخاصة الصحف والمجلات في خطر كما ذكر ذلك احد التقارير التي نشرت في امريكا حديثاً وخاصة بعد استخدام الانترنت, ايها الاعلاميون,, مزيداً من الجهد في مجال المعلوماتية مادام الناس بحاجة اليكم في الوقت الحاضر قبل ان يخوضوا غمار الانترنت ولا تجدون من يقرأ صحافتكم؟
|
|
|