* لندن (وكالات)
هل تخشى أن تؤدي أعطال محتملة في أجهزة الكمبيوتر لانها لا تستطيع التعرف على الصفرين الأخيرين من عام 2000 الى توقف أجهزة التدفئة في بيتك أو قصور في اشارات المرور فتصبح أنت وسيارتك نقطة صغيرة في خضم من مركبات تسد الطرق؟ هذ أمر هين,
يخشى خبراء عسكريون ان يشن مقاتلون أو دول هجمات على شبكات اتصالات عالمية مستغلين مشكلة عام 2000 الالكترونية فتحتدم معركة يسميها بعضهم "بيرل هاربور الرقمية"اشارة الى تدمير اليابان للأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربور في الحرب العالمية الثانية, حذر مايكل فاتيس من مكتب التحقيقات الاتحادي وأحد كبار المتخصصين في جرائم السايبرسبيس أو التعامل عبر الأثير من احتمال زرع مبرمجات تخريبية بواسطة أعضاء في منظمات ارهابية متخفين في هيئة فنيين يقومون بمواءمة شبكات الكمبيوتر للتعرف على الرقم 2000.
ومن جهته يخشى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (اف, بي,أي) أن تستغل الهند وإسرائيل تغيير خطوط الترميز المعلوماتية الذي بات ضروريا بسبب مشكلة العام الفين؟ للتسلل إلى شبكات المعلومات في المؤسسات الأمريكية بحسب تقرير نشر يوم الجمعة الماضي.
وجاء في التقرير الذي وضعه المركز الوطني لحماية البنى التحتية يبدو أن الهند وإسرائيل بلدان قد تستخدم حكومتاهما أو صناعتاهما وسائل الدخول إلى شبكات المعلوماتية لزرع رموز مزورة في الأنظمة المعلوماتية الأمريكية, وهذا المركز جزء من مكتب التحقيقات الفدرالي.
وقبل 31 ديسمبر المقبل وبسبب النقص في عدد المبرمجين في الولايات المتحدة تلجأ المؤسسات الأمريكية أكثر وأكثر إلى مساعدة الدول الأجنبية للتخلص من مشكلة العام الفين, وتعتقد أجهزة مكافحة التجسس الأمريكية أن حكومات صديقة أو معادية ستستغل هذه المناسبة للدخول إلى ملايين خطوط الترميز في الولايات المتحدة.
لكن البعض يرى ان اشتعال ما يسمية الخبراء "حرب شبكات المعلومات"احتمال بعيد لان كثيرا من الجماعات المارقة تفتقر للخبرة في التوغل في شبكات الكمبيوتر العسكرية, ولكن بزيادة اعتماد الشركات والحكومات والعسكريين على أجهزة الكمبيوتر وشبكة المعلومات العالمية (الانترنت) فان هذه الأنظمة تسيل لعاب المخربين, اذا أراد ثوار تدمير شبكة اتصالات دولة ما فانهم في الغالب يحاولون نسفها بالمتفجرات التقليدية, يحدث هذا خسائر في هدف محدد ويكون نوعا من الدعاية التي يسعون اليها.
ولكن حتى اذا كان تدمير شبكات الاتصال الالكترونية امرا بعيد الاحتمال فان حرب المعلومات ستصبح حين تدق الساعة منتصف الليل في 31 ديسمبر كانون الأول سلاحا لا يمكن الاستغناء عنه في الخطط العسكرية في المستقبل, وفى العالم المدني يخشى خبراء ان يستغل مجرمون حمى تحصين شبكات الكمبيوتر ضد أى أعطال أو أخطاء الكترونية في رأس السنة الجديدة فيتسلل عملاؤهم الى الانظمة المصرفية ويقومون بعمليات احتيال واسعة النطاق.
المشكلة ان مبرمجين استخدموا رقمين فقط للاستدلال على تاريخ العام مثل 87 لسنة 1987 والرقم 99 لعام 1999 أي ان اجهزة الكمبيوتر غير المعدلة يمكن أن تعود بالزمن 99 عاما لانها ستقرأ عام 2000 على انه 1900, يعتقد بول بيفر المتحدث باسم مجلة جينز العسكرية الأسبوعية ان هناك خطرا حقيقيا من عمليات هجومية عبر الأثير ولكنه سيقتصر على ثوار أو مناهضين لانظمة اجتماعية.
قال "لا يتوقع أحد ان تهجم روسيا على حلف شمال الأطلسي, لا اعتقد بوجود أحد له دافع على ارتكاب شيء من هذا القبيل عدا الصرب, انهم الشعب الوحيد الذي يملك قدرات فنية ويمثل في الوقت ذاته عدوا محتملا له ثأر", اثناء حرب كوسوفو في وقت سابق هذا العام قيل ان الصرب تمكنوا من اصابة موقع كمبيوتر لحلف شمال الأطلسي بالشلل بتحميله فوق طاقته, يعتقد بيتر سومر الباحث البارز بكلية العلوم الاقتصادية بلندن ان انظمة الكمبيوتر باتت على درجة من التقدم بحيث لا يمكن أن تقع فريسة في براثن مخربين هواة, قال "لدي شكوك حول ما يسمى بحرب بيرل هاربور الرقمية, يجب افتراض شيء من العقلانية لدى المخربين,, لا توجد نتائج معروفة لاسلحة السايبرسبيس,من الممكن تصور شخصا مجنونا له معرفة بالاتصالات اللاسلكية يقوم بتخريبها ولكن ارهابيين عقلاء لا يفعلون هذا", القنابل الحقيقية أجدى من الهجمات الكمبيوترية؟ تابع سومر ان الأسلحة التقليدية أكثر ملاءمة وانه اذا اراد ارهابيون تدمير موقع اتصالات أو أنابيب نفط فانهم يستخدمون أسلحة تقليدية لان نتائجها تكاد تكون مؤكدة, أما اختراق شبكات الكمبيوتر فانه يحتاج الى الدخول الى مواقعها مما يشكل خطر اكتشاف الدخيل.
ويعتقد شون جريجوري المحاضر بقسم دراسات السلام بجامعة برادفورد ان الهجوم على الانظمة الالكترونية ليلة عام 2000 بعيد الاحتمال لأن أجهزة الأمن والعسكريين والشركات سيكونون في حالة استنفار تحسبا لأي طارئ ولكنه حذر من الاستهانة بذكاء المنظمات الثورية.
|