Saturday 9th October, 1999 G No. 9872جريدة الجزيرة السبت 29 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9872


رؤية اقتصادية
لا تحملوا العادات والتقاليد أكثر مما تطيق
الدكتور/ محمد بن عبدالعزيز الصالح

إننا عندما نتمعن في الأسلوب أو النمط المتبع لدينا في إقامة مناسبات وحفلات الزواج، ندرك بأن هناك العديد من الممارسات التي اعتقد بانها لم تعد الأكثر ملاءمة لمعطيات هذا العصر مما يعني في اعتقادي بانه قد حان الوقت لكي نعيد النظر في تلك الممارسات,فمناسبات الأفراح لدينا عادة ما يتم اقامتها خلال فترة زمنية قصيرة جدا 8,30 10 مساء من مساء يومي الأربعاء والخميس، مما يعني بأن كافة المدعوين ملزمون بالتواجد خلال هذه الفترة القصيرة التي لا تتجاوز الساعة ونصف الساعة، ومما لا شك فيه بان (الشرهة) كبيرة من قبل الداعي في حال عدم تمكن احد المدعوين من الاستجابة بغض النظر عن تفهم ما قد يعترضه من ظروف قد تحول دون الحضور.
واستميحكم عذرا اعزائي القراء بطرح التساؤلات الآتية.
- أليس الكثير منا لا يستطيع تلبية بعض دعوات الزواج بسبب التزامه بارتباط عملي او اجتماعي كما قد يكون ارتباطه بمناسبة زواج أخرى.
أليس البعض منا يلبي دعوة الزواج مضحيا بارتباطات عملية او اجتماعية اخرى قد يلام ايضا لعدم تلبيتها.
أليس عدد ليس بالقليل يلبي دعوة الزواج (مجاملة) مكتفيا بالتهنئة والجلوس لمدة دقائق معدودة ومن ثم (يسل نفسه) منصرفا بطريقة لا يشعر بها اصحاب الحفل.
- أليست مآدب العشاء قد تم إعدادها لتكون كافية لعدد كبير من المدعوين في الوقت الذي لا يتواجد على سفرة العشاء سوى ما يقل عن نصف العدد الذي تم تجهيز الولائم من أجلهم، خاصة وان تكلفة تلك الولائم عادة ما تتجاوز عشرات الألوف من الريالات.
أليس شريحة ليست بالقليلة تجامل وتضغط على نفسها بالبقاء كامل وقت الحفل (على الرغم من عدم وجود الرغبة الحقيقية بالبقاء عند البعض) خاصة لو تم الجلوس بجوار شخص قد لا يتمتع بخفة الظل والطينة معا.
اعتقد بانه من الأهمية ان نكون واقعيين وصرحاء مع أنفسنا عند الإجابة على هذه التساؤلات.
قد يتساءل البعض من القراء عما اريد ان أصل اليه من خلال حديثي هذا، وباختصار فإن ما اريد اقتراحه هنا هو ان يتم تعديل النمط المتبع حاليا في مناسبات وحفلات الزواج وذلك من خلال إطالة فترة الحفل لتبدأ من الساعة السادسة وحتى العاشرة او الحادية عشرة مساء وذلك بدلا من قصرها على تسعين دقيقة فقط، وان يتم الاقتصار على تقديم فنجان قهوة وكأس عصير وقليل من الفطائر بدلا من الولائم الطائلة والتي نعلم جميعا اين سيكون مصيرها.
اعتقد بان تغيير أسلوب احتفالنا بمناسبات الزواج وتكييفه ليتم وفقا لهذا المقترح سيؤدي الى عدد من الإيجابيات ومنها:
ا إعطاء الحرية لكل مدعو بالحضور في الوقت المناسب 610 مساء دون تقييده بساعة محددة كما هو متبع حاليا.
ب إمكانية تلبية أكثر من دعوة زواج في الليلة الواحدة، وكذلك إمكانية إنهاء بعض الارتباطات العملية والاجتماعية اضافة الى تلبية دعوة الزواج.
ج توفير الكثير من الأموال الطائلة التي قد تنفق على موائد الطعام وذلك من خلال استبدالها ببعض الفطائر والمرطبات.
د إمكانية إقامة مناسبة الزواج في المنزل على الرغم من عدم اتساعه وذلك بدلا من استئجار قاعة او فندق لذلك، نظرا لوجود متسع من الوقت لحضور المدعوين في أوقات مختلفة ومما لا شك فيه ان في ذلك توفيرا كبيرا على الداعين.
وأخيرا فإن هذا الأسلوب في إقامة حفلات الزواج متبع في كافة دول العالم باستثناء المملكة، فهل يعني ذلك اننا نحن الوحيدين الذين نتبع الأسلوب الأمثل في اقامةمثل تلك المناسبات.
وأشير هنا الى ان هناك القلة لدينا ممن بدأوا في تطبيق هذا الأسلوب الامثل في إقامة تلك المناسبات وأخص منهم بالذكر الدكتور عبدالرحمن الشبيلي والدكتور راشد المبارك وذلك في مناسبات زواج ابنائهم وبناتهم، وما ذلك في اعتقادي إلا نابع من تقديرهما لظروف المدعوين من جهة وحرصهما على حضور أكبر قدر ممكن منهم من جهة أخرى, وبالمناسبة فقد وصل عدد المدعوين في مناسبات الزواج التي اقامها كل من الدكتور الشبيلي والدكتور المبارك الى اعداد كبيرة جدا تفوق تلك الاعداد التي يمكن ان تأتي فيما لو تم إعداد الحفل بالطريقة التقليدية المتبعة والأهم من ذلك ان كافة المدعوين قد لبوا الدعوة برحابة صدر دون مجاملات, فهل نتفق جميعا بانه من الاهمية ان لا نحمل العادات والتقاليد أكثر مما تطيق.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
ملحق المجمعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved