Saturday 9th October, 1999 G No. 9872جريدة الجزيرة السبت 29 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9872


أقول لك
مسرح الطفل

الطفل كما يقول التربويون في حقل التعليم هو رجل الغد، لذا يجب على البيت والمدرسة العناية به وبكل ما يقدم له من معلومات ومعارف وحتى ما يقدم له من طعام يجب ان يكون متوازنا ويلبي احتياجاته الجسدية لكي ينمو نموا سليما.
ومن هذا المنطلق نجد ان قطبي نشأة الطفل هما المنزل والمدرسة وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان أبدا ولكن الجميع يعلم ان تربية الأطفال في هذا العصر لم تعد تنحصر بين البيت والمدرسة فقد شاركهما التلفاز أيضا بما يقدمه من معارف ومعلومات قد تصب في مصلحة الطفل وربما لا؟
ونحن ولله الحمد في هذا البلد بلد الخير نجد الحرص من قبل القائمين على هذا الجهاز لتقديم ما يتوافق مع أطفالنا الاعزاء الذين يعيشون في بيئة تحترم العادات والتقاليد الاصيلة وتجعل من القيم الإسلامية نبراسا لها في جميع شؤون حياتها.
والمتتبع لما يقدمه التلفزيون السعودي من برامج وخاصة تلك المقدمة لشريحة الأطفال يجدها مناسبة لهم فهو يقدم الرسوم المتحركة وكذلك برامج المسابقات وأحيانا أخرى يقدم مسلسلات تعتبر في كثير من مراحلها موجهة لطفل وعلى الرغم من هذا التنوع في البرامج والفقرات إلا ان التلفزيون السعودي لا زال يهمل مسرح الطفل الذي أصبح يحتل مساحة لا بأس بها من ساحة الفن السعودي ربما يعذر التلفزيون السعودي عندما يحتج بعدم توفر الانتاج الوفير من عروض مسرح الطفل لكي يقدم لو كان ذلك صحيحا ولكن الواقع يخالف ذلك.
ففي جميع مناطق المملكة تقام مسرحيات الأطفال وتقدم خلالها نماذج من العادات والتقاليد الحميدة كالصدق والأمانة، وحب الخير واحترام الكبير وكذلك يقدم منها النصح والارشاد للابتعاد عن كل فعل قبيح مثل الكذب والسرقة وعدم تقدير الوالدين، كذلك سعيه الى غرس الفضائل الحميدة في نفسية الطفل من حب الوطن وهذا يجعل مسرح الطفل السعودي ملائما لتقديمه ضمن برامج الأطفال في تلفزيوننا ومع كل ذلك نجد ان التلفزيون السعودي سامحه الله لم يعرض ولا مسرحية واحدة للأطفال وكأن ذلك الإنتاج الفكري لم يوجه للطفل على وجه الخصوص.
أضف الى ذلك طبيعة المسرح من حيث محدودية مشاهدته فهو بطبعه لا يتمكن من مشاهدته او متابعته إلا الحاضرون لعروضه، فلماذا لا يساهم التلفزيون في نشره وإتاحة فرصة مشاهدته لأكبر عدد ممكن من المشاهدين.
وأخيرا,, اكرر ما قلته سابقا بأن ساحة المسرح السعودي مليئة بالأعمال المسرحية الجيدة التي تهم الطفل السعودي ولعل من أبرز تلك الأعمال المسرحية الناجحة والتي لم يلتفت لها التلفزيون السعودي للاسف رغم استمرار عروضها حتى بلغت 119 عرضا في مختلف محافظات المملكة مسرحيات الأطفال وادي الحنشل للكاتب المسرحي السعودي فهد الحوشاني وكذلك مسرحية الأطفال الناجحة جدا التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بالرياض مسرحية شريخ الشرخ التي كانت بقلم المبدع دائما الاستاذ/ مشعل الرشيد وهاتان المسرحيتان ما هما إلا مثال بسيط عما يوجد في قائمة المسرح السعودي عن اعمال مسرحية ناجحة موجهة لطفل السعودي.
وبصراحة ياتلفزيون لا ينقص مسرح الطفل في بلدنا الحبيب سوى دعمكم بعرض مثل تلك المسرحيات الناجحة لتكتمل منظومة برامج الأطفال لديك.
ونحن نقول كما قال الشاعر الأول:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل
سالم سلمان الغامدي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
ملحق المجمعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved