Saturday 9th October, 1999 G No. 9872جريدة الجزيرة السبت 29 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9872


دورة (رجب) الإذاعية تبدأ غداً الأحد
برامج وكوادر تنتظر التقاعد

تحقيق : هيا عبدالله السويد
المشاركون في الدورة:
- د/ محمد العوين.
- المذيع/ ابراهيم الصقعوب.
- المذيع/ حسن التركي.
- المذيع/ عبدالمحسن الحارثي.
- المخرج/ عبدالله الصليهم.
- المخرجة/ هيام الكيلاني.
* في اطار تعدد الدورات الاذاعية نلاحظ الفرق بين كل دورة عن الاخرى,, لكنه فرق في بعض البرامج وليس في أجمعها,, ولمعرفة الفرق كان من الانسب الذهاب الى اصحاب الشأن في مجال الاذاعة (إعداد - تقديم - إخراج) لنسألهم عن الفروقات,, بل نزيد على ذلك شعورنا بالملل والتكرار المستمر لبعض البرامج,, إن لم يكن اغلبها,, وللحقيقة فإن الاسئلة لم تكن (اتهامات) او رمياً بالسهام,, او قذفاً يراد من ذلك (الفرقعة الصحفية) والضجيج الإعلامي حول اهم مؤسسة إعلامية,, الا وهي الاذاعة إنما الهدف هو نقل صدى ما تسمعه آذان المستمع بالمستجدات والمتغيرات السريعة,, فغداً تبدأ الدورة الاذاعية الجديدة داخل (اذاعة الرياض) ويتم بثها كما هو المعتاد في كل دورة,, ودورة غد تسمى (دورة رجب) الخالية تماماً من اي (عجب) فكلما كان في الدورة السابقة,, يأتي في الدورة التالية,, وهكذا دواليك ولمزيد من الضوء على كواليس الاذاعة,, نسأل المشاركين التساؤلات التالية:
* كيف نحد من التركيبة المملة لدى البعض من برامجنا,,؟
- في البداية بدأ الحديث المعد المذيع إبراهيم الصقعوب في قوله: من الصعب الحكم على برنامج بأنه ممل اعتقد ان الحكم على برنامج معين بأنه ممل يفتقد الدقة في الوصف لأن ما يراه بعض المستمعين مملاً قد يجد فيه آخرون متعة وأكاد اجزم انه حتى في تلك البرامج التي نتصور انها بلغت القمة في مستواها ربما نجد من يطالبنا بتعديل مسارها وطالما اننا نقدم عملاً اعلامياً للجمهور فعلينا ان نكون على استعداد للاستفادة من وجهات النظر المختلفة.
التركيبة المملة
- من جانب آخر تحدث المعد المذيع حسن التركي فقال: لا اعتقد ان هناك مللا بمعنى الكلمة في الدورات الاذاعية لكن قد لا تكون مختلفة عن بعضها او ان المستمع لا يلاحظ تغييراً وبالطبع المستمع يود الجديد والمتميز دائماً دون النظر للظروف او الواقع لاي وسيلة إعلامية.
وانا اعتقد ان استقطاب رموز الفكر، والثقافة، والسياسة، والاقتصاد، والطب، وكافة الجوانب الحياتية ضرورة ملحة لجذب المستمع لأن الميكرفون لا يقبل المجاملات والتجارب غير الناضجة فهناك فرق بين المستمعين ومعدي البرامج ومقدميها,, فإذا اختلط الحابل بالنابل فإن الملل لابد حاصل,.
واعتقد ان الاذاعة تحاول جادة استقطاب معدين متميزين ولكن الدور دورهم للاقبال على التعامل مع الاذاعة، ولعل تعدد وسائل الإعلام تلفزيون وغيره محطات توافيك ببرامج مباشرة ومنوعة سياسية واقتصادية ورياضية حد كثيراً من دور المذياع، فلم يعد المذياع هو الذي كان زمان,, اعتقد ان (التقنيين) أدوا دورهم والكرة الآن في مرمى البرامجيين, كما قلت باستقطاب رموز واسماء لامعة في الميادين المختلفة بالانفتاح على العالم والتواصل مع المجتمع ومباشرة الحدث وعدم التردد والخوف (والمنافسة) انها الاداة الاساسية للوصول ثم ان تميز المقدمين والمخرجين ووعيهم اساس لنجاح البرامج، وفي ظني ان هناك محاولات مفرحة برامجيا وعلى اي حال فان التركيبة المملة عبرة قاسية، فإذا رأينا انها كذلك فإن النص الجيد والفكرة المتميزة والمذيع المتمكن المتميز والمخرج بخياله وثقافته اساس في كسر الرتابة لأن القضية ليست (هدره) القضية مضمون انساني ومضمون معرفي وآراء جماعة وليست تفردا ومضغا لأفكار مكررة وسد فراغات, وعلى فكرة الاذاعة بمن فيها من الزملاء يعملون بجد للوصول للمستمع والمحاولات دائمة ولا اتفق مع من يقول ان كل ما في الاذاعة ممل، فهناك ما هو جيد ومتميز وفي هذا الظل لابد من وجود ما لا يعجب.
انتشال البرامج
- اما المعد والمذيع عبدالمحسن الحارثي فيقول: حينما يصل البرنامج الى مرحلة الملل والتكرار فإنه من المنطق ايقافه واستبداله ببرنامج آخر اذ لا جدوى من انتشاله طالما انه اصبح مملاً.
لغة الحوار
في البداية,, تقول المخرجة هيام الكيلاني: ان الاجتماعات الدورية بين مجموعة العمل من - مخرج ومذيع والادارة المعنية المشرفة - ستجعل لغة الحوار متناسقة,, بعد طرح الافكار الجديدة,, ومعرفة حدود التطوير المطلوب داخل كل برنامج على حدة,, بعد الاطلاع على مجموعة افكار البرامج الجديدة,, خاصة التي تمت اجازتها وادراجها داخل الدورة الجديدة حتى لا يكون اي تشابه بين اكثر من برنامج,, (الحوار) والرغبة الاكيدة لانجاز العمل,, لمواكبة التطور البرامج الاذاعية من حولنا,, بداية تغيير الكثير من شارات البرامج,, التي باتت مجمدة لسنوات,, ثانياً: لا شك ان البرامج الاذاعية هي مجموعة مقاطع مسمعية تعتمد على الكثير من المواد العلمية المتنوعة التي تطلب المصداقية التامة عند نقلها عبر مواد البرامج المتنوعة,, ولكن يصبح على المعد خاصة اعادة صياغة تقديم المعلومات باسلوب شيق وجذاب,, ثالثاً: على المذيع ان يدرك كيف يطوع صوته واداءه حسب نوعية البرامج المقدم فهناك فرق بين تقديم نشرة الاخبار والبرنامج الشعري وبرامج المناسبات الوطنية والبرامج الثقافية المتنوعة,, رابعاً: ان كافة الاذاعات تنوع من المقاطع الموسيقية والاغاني المقدمة بين البرامج او داخلها وهذا يعطي احساسا بالتنوع وكسر الملل,, خامساً: ان تغيير تتابع البرامج,, عوضاً عن الشكل الكلاسيكي المتبع لسنوات كثيرة مضت قد يعطي للمستمع احساسا بالتغيير,, سادساً: الاكثار من برامج البث المباشر سيعطي حيوية كبيرة والتفافا اوسع من جمهور الاذاعة,, اخيراً: تقديم الفرصة للشباب (مذيع ومذيعة) للمشاركة بأصواتهم وافكارهم.
النقاش واللجان
- ويعتقد المخرج عبدالله الصليهم انه يمكن الحد من هذه التركيبة المملة لبعض البرامج من خلال اللجان التي تقدر هذه البرامج لأن البرنامج عندما يتم اقتراحه سواء من احد العاملين في الاذاعة او خارجها يطرح للنقاش امام هذه اللجان لدراسته والخروج بصيغة نهائية لتركيبة هذا البرنامج، لذلك يجب على هذه اللجان دراسة امكانية معد البرنامج قبل كل شيء ومدى قدرته على الإعداد او الكتابة للاذاعة، كما انه يجب على هذه اللجان اختيار الطريقة المناسبة التي يمكن ان يقدم بها هذا البرنامج الى الجمهور ومن ثم الدقة في اختيار بقية طاقم البرنامج من مذيعين ومخرجين وبشكل يساهم في اظهار البرنامج بالصورة المرسومة له.
الإضافات مشي حالك
* ماذا ستضيف الدورة الاذاعية الجديدة للمعد والمذيع والمخرج,, وماذا سيضيف لها,, بمعنى هل يتم مراجعة ملفات الاعداد والتقديم والاخراج,,؟
- يتحدث حسن التركي فيقول: لا اعتقد ان الدورة تضيف شيئاً للمذيع والمخرج لأن المفروض ان يضيف المذيع ويضيف المخرج للدورات الاذاعية الكثير، ولا اعتقد ان الاضافات يمكن ان تأتي اعتباطاً او مصادفة او باجتهادات فردية على طريقة (مشي حالك) وكما تعلمين فالزملاء جميعهم على دراية وفهم عاليين والكل يبذل وقتاً وجهداً من اجل اضافة الجديد,, اما مراجعة ملفات الاعداد والتقديم والاخراج فأعتقد ان هذا يحصل (حسب علمي) والعلم عند الله والاجابة على هذا لدى المسؤولين لأن من مهماتهم متابعة الدورات الاذاعية.
سؤال معلق
- ويقطع الحديث عبدالمحسن الحارثي ليقول: الدورة الاذاعية الجديدة تضيف كثيراً للمعد والمذيع والمخرج اذا كانت مدروسة بشكل سليم وكان هذا الثلاثي في طور النمو المهني,, اما اذا كانوا من المتمرسين فانها لا تضيف لهم الا التواصل الجميل مع المستمع حينما يكون البرنامج ذا قيمة معرفية وفنية لدى المتلقي,, اما ماذا يضيف لها المنتج مذيعاً كان او مخرجاً او معداً فإنه يضيف الكثير من خلال خبرته الطويلة لأن كل واحد منا بصمته الخاصة التي تميزه عن الآخرين وبقدر ما اوتي من حس اذاعي رفيع ومعرفة لأبعاد الكلمة واهدافها فإنه يستطيع ان يضيف لها كل شيء,, اما ملفات الاعداد والتقديم والاخراج فتراجع من خلال الاجتماعات التي تسبق كل دورة اذاعية,, لكن السؤال الذي يبقى معلقا دون اجابة (هل تم متابعة الانتاج بشكل منظم ومهني سليم خلال الدورة الاذاعية,,؟!).
ولادة البرنامج
- يقول عبدالله الصليهم: يجب قبل كل شيء ان يضيف المعد والمذيع والمخرج للدورة ومن ثم هي تضيف له واضافات المعد والمذيع والمخرج تبدأ منذ المرحلة الاولى لولادة البرامج فكما قلت سابقاً ان البرنامج عند اقتراحها تطرح للنقاش امام لجان عديدة من ضمنها اللجنة الموسعة التي تتكون من المعدين والمذيعين والمخرجين وفي هذه اللجنة تتاح الفرصة للجيمع للاضافات وابدأ وجهات النظر,, اذاً هذه هي المرحلة الاولى التي يمكن ان يضيف من خلالها المعد والمذيع والمخرج للدورة كما ان هناك مرحلة أخرى يمكن ان يضيف من خلالها المعد والمذيع والمخرج للدورة وهي تعامله مع البرامج المكلف بها خلال الدورة الاذاعية بالشكل الذي يتناسب وطبيعة البرنامج، ويتناسب مع وقت البرنامج ويتناسب ايضاً مع جمهور البرنامج وهذا كله يعتمد على الخبرة والحس التي يمتلكونها,, اما ما تضيفه الدورة الاذاعية للمعد او المذيع والمخرج فهو التعامل مع نوعيات متعددة من البرامج بمختلف توجهاتها والتعامل مع عدد من المعدين والمذيعين والمخرجين وهذا كله يساهم في تطوير وزيادة الخبرة.
التنافس شديد
- اما ابراهيم الصقعوب فيقول الدورات الاذاعية هي محطات للمراجعة بينما نطمح اليه وما استطعنا الوصول اليه على ضوء الظروف المتاحة وكلما احس العاملون ان المسافة بينهما اصبحت قريبة فعليهم مضاعفة الجهود للحفاظ على هذا النجاح واذا احسوا ان هناك بُعدا في المسافة فعليهم مراجعة حساباتهم لأن مساحة التنافس شديدة,
توسيع لدائرة
وتعلق على السؤال هيام الكيلاني فتقول: ان كل دورة اذاعية تتطلب اضافة من قبل كافة العاملين لما سبق وان تم انجازه، وهذا بالتالي سيوسع من دائرة المتلقين ومتابعة البرامج الجيدة لفريق العمل,, فكل مجموعة تقدم برنامجها,, وتنجح,, فهو محصلة للاداء الجماعي المطلوب في العمل الإعلامي الواعي والصادق والمحب لعمله,, هي عملية تبادلية واسعة بين اكثر من ادارة تشرف وتوجه وتوفر كل سبل النجاح مع مجموعة الفنيين من مهندس صوت وبث ومخرجين ومعدين ومذيعين,, واي اخفاق قد يقلل من قيمة العمل,, والنجاح يتطلب المؤازرة والتناسق والتضافر بين الجميع.
لا لون ولا طعم ,, !
* هل نحن في حاجة لاستمرارية التكرار والاستهلاك,,؟
يتسرع بالاجابة عبدالمحسن الحارثي فيقول: نحن لسنا في حاجة الى ذلك، فلو وصلنا الى هذا المستوى فإننا ندور في حلقة مفرغة ونضحك على أنفسنا ونقدم عملا ليس له لون ولا طعم ولا رائحة وكثيرة هي البرامج المصبوغة بهذه الصيغة في اذاعتنا الحبيبة عسى ان يأتي يوم ونراها - اقصد البرامج - اكتست حّلة جديدة وشكلاً جديداً تخفي به نمطية القرن الماضي.
التلفاز
- وبهدوء تقول هيام الكيلاني,, دعيني اقول لك ببساطة,, الفضاء,, اصبح مفتوحاً,, والعالم من حولنا جزء منه,, اصبح قرية صغيرة,, وما ينطبق على التلفاز وبرامجه,, هو نفس ما اصبح ينطبق على المذياع,, اما ان اغلقه او احول المؤشر الى محطة اخرى,, لغة العصر,, تتطلب الكثير من التحرك,,, لايجاد قوالب جديدة من العطاء,, ونحن ندرك اهمية الإعلام بمفرداته,, هذه الثورة والثروة المعلوماتية,, كيف سنتعاطى معها,, ليكون لنا خطنا الإعلامي المتطور,, الا يدعونا ذلك الى اعادة النظر في الكثير من النوعيات والانماط التي نقدمها عبر اذاعتنا؟!.
موت سريع
- اما حسن التركي متعجباً فيقول: هل نحن في حاجة لاستمرارية التكرار والاستهلاك هذا سؤالك!!.
بالطبع لا والف لا فالعلم اصبح مفتوحاً بالجديد والتغيرات والدنيا اصبحت غرفة صغيرة وتعلمين ان التكرار والاستهلاك موت سريع وتوقف للنبض أليس كذلك؟.
برامج ممقوتة
- يؤكد المخرج عبدالله الصليهم ان التكرار له حد يكون مقبولاً فيه اذا تجاوزه اصبح ممقوتاً ولا اعتقد ان هناك وسيلة إعلامية خالية من التكرار مع نفسها او مع غيرها اي ان لديها برامج تلتقي مع برامج اخرى شكلاً ومضموناً في نفس المحطة او في محطات اخرى ولكن نسبة التكرار هي التي تختلف وعموماً التكرار المتوازن والمدروس يتيح فرصة اكبر قدر ممكن من المستمعين للاستماع الى البرامج خاصة اذا ادركنا ان ظروف الاستماع تختلف من شخص لآخر ومن مكان لآخر.
عملة نادرة
* متى سنخرج لدورة اذاعية تختلف تماماً عن باقي الدورات,,,؟.
- يؤكد ابراهيم الصعقوب انه ليس لديه اجابة قاطعة على هذا السؤال الهام انما الشيء الذي انا متأكد منه كما يقول: انه هناك رغبة دائمة في التجديد واعتقد ان آثار هذه الرغبة انعكست على كل وسائل الاعلام المهم في الموضوع ان التجديد ليس قراراً ادارياً وانما مصدره هو المبدعون من المذيعين ومعدين ومخرجين وفنيين والمبدع عملة نادرة يحتاج الى تعامل خاص لضمان العملية الابداعية,, لكن هذا الضمان ربما لا يتحقق في اطار الانظمة الادارية التي لا تميز المبدع عن غيره وبالتالي قد تتوارى عوامل الابداع.
عنق الزجاجة
- ويوضح الفكرة بطريقته عبدالمحسن الحارثي فيقول: غداً دورة تختلف عن باقي الدورات السابقة اذا بدأنا بالتغيير السريع بشكل حضاري، اقصد تغيير الشكل والنمط المعتاد الذي يمضي عليه الزمن فالاذاعة (يجب) ان تسير في المسار الصحيح البعيد عن الروتين الصاعد الى آفاق القرن الحادي والعشرين وقبول التحدي المفروض عليها فهي الآن,, اقصد الاذاعة بمفهومها الشامل,, وفي عنق زجاجة تستطيع ان تنطلق الى الآفاق متى ما وجدت الدعم المادي السخي والتفهم العميق من قبل المسؤولين عن الإعلام للعصر ومتطلباته، فالذي كان يركب جملا اصبح يمتطي السيارة الفارهة والطائرة، والذي يعيش داخل وطنه مجبرا على استقبال قنواته الإعلامية المحلية اصبح يشاهد العالم كله بين يديه يخاطبهم من مكتبه او غرفة نومه، لم يعد هناك قطر بعينه له الخصوصية نفسها,, لذا (يجب) واعني هذه الكلمة (يجب) على المسؤولين عن الاذاعة الانطلاق مع العصر بكل ثقة واقتدار وجرأة وشجاعة لايصال رسالتهم الى العالم دون خجل او مبالغة.
مسامع جذابة
- وتتدخل هيام الكيلاني لتعرض فكرتها فتقول: عندما يدرك كل فرد يعمل داخل الجهاز الإعلامي,, ونحن نقترب من فئة ثالثة جديدة وقرن جديد يتطلب استيعاب ان هناك الكثير من المتغيرات التي يجب اللحاق بها مع احتفاظنا بهويتنا العربية والإسلامية,, حتى تكون لنا لفتتنا الخاصة المعاصرة واعادة قراءة الملف الإعلامي وفهم اهدافه ولوائحه,, والاهتمام باتساع مداركنا الثقافية من خلال الاطلاع والقراءة,, لاكتساب المعلومات والخبرات من حولنا والبحث داخل اروقة المكتبات عن اهم الكتب,.
ثم تقديم المعلومات عبر قوالب مسامع جذابة شيقة والتركيز على تقديم ساحتنا الثقافية ورموزها والانجازات ومواقعنا الاثرية والتاريخية ورموزها,.
* اللقاءات التي تضم الاسرة الاذاعية للتشاور في ما سيطرح من افكار جديدة وتطوير بعض البرامج المستمرة والتي هي اركان اساسية داخل اي هيكل اذاعي ثم لقاءات مصغرة مع مجموعة البرامج الواحدة مع مسئول الادارة المعنية لوضع التصور النهائي لشكل البرنامج وتقديم حلقة نموذجية للحكم عليها,,, الافكار كثيرة ولكن الاهم هو الانسان الذي يلي بحبه وعطائه وحب وطنه له بحب يساوي هذا العطاء الكبيرة.
التطور والتغيير
- ثم يقول عبدالله الصليهم,,, دائماً التطوير والتغيير يحتاج الى وقت والاذاعة بدأت تسير نحو التغيير ولعل المتتبع لمسيرة الاذاعة يلاحظ ذلك فلو رجعنا الى الوراء قليلاً لوجدنا ان هناك اختلافاً كبيراً في اشكال البرامج ومضامينها لأن ظروف العصر تتطلب التغيير فالمنافسة القائمة بين الاذاعة والاذاعات الأخرى وبين الاذاعات والمحطات الفضائية وظهور الانترنت والتطور التقني والتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كل ذلك يساهم في خروج دورات اذاعية مختلفة تقنياً وشكلاً ومضموناً وهذا يتطلب بذل المزيد من العطاء والجهد لمسايرة العصر مع الحفاظ على هويتنا وان لم نفعل ذلك فستكون في مؤخرة الركب.
سأدوخ المستمع بصناعة الدورة
- ويؤكد ايضاً حسن التركي انه لا يملك الاجابة على السؤال لكنني كما يقول: اود ان اسألك هل فعلاً الدورات الاذاعية نسخة واحدة كما تقولين؟؟ انا صدقيني لا ادري!! وتسأليني ايضاً لو طلب مني صناعة دورة اذاعية,,؟ انا اؤكد لك انني لن افعل المستحيل او اكون افضل ممن سبقني,, لكنني على ثقة من انني (سأدوخ المستمع) (وعلى يديك يحلله).
هموم في الاذاعة
- ويتفرد المعد المذيع محمد العوين بالتحدث عن الدورة الاذاعية بصورة اجمالية ليدخل الافكار ويربط القضايا,, فيقول جرت العادة ان تعقد اجتماعات متوالية وعلى مدى ايام في قاعة الاجتماعات الرئيسية، ويحضرها المذيعون والمعدون والمخرجون ورؤساء الاقسام وبرعاية سعادة مدير عام اذاعة الرياض، ويتم مناقشة البرامج القائمة والافكار البرمجية الجديدة المقدمة من داخل الاذاعة ومن خارجها، وحين تتبلور الصورة النهائية بعد النقاشات المستفيضة، تعقد اجتماعات اخرى يحضرها رؤساء الاقسام فقط برعاية سعادة الوكيل المساعد لشئون الاذاعة لغربلة نتائج الاجتماعات السابقة وانضاجها وتهيئتها بصورة نهائية، ثم تعقد اجتماعات اخرى بين عدد من المسؤولين في اذاعتي الرياض وجدة يحضرها اعضاء اللجنة المشتركة، لدراسة مخططات البرامج في الاذاعتين لتلافي التكرار والازدواجية، ولتبادل اذاعة بعض البرامج، وتوسيع او تعديل بعض ما هو قائم,, ونتيجة لهذا الجهد الفني المتواصل تخرج الاذاعة في كل دورة بجديد، ولكن ثمة عوامل اخرى لا تساعد على اكتمال هذه الصورة البهية والجميلة وتفسد كثيراً من نتائج الجهد السابق المشكور، وعن الاسباب والعوامل التي تعيق البرامج يضيف العوين قائلاً:
الأسباب والعوامل
- ضآلة المكافآت البرامجية بعامة، للمعدين من الداخل والخارج وان كان المعد الخارجي (من خارج وزارة الإعلام) اكثر حظوة وفائدة حيث ينال المكافأة كاملة، على حين لا يستحق المعد من الداخل سوى خمسين في المائة، وهذا خلاف ما يجب، اذ ان المعد من الداخل اكثر تخصصاً ومهنية ووعياً بشروط العمل الاذاعي وواجباته وبخاصة المذيع بينما يغيب عن بال كثيرين من المعدين من الخارج اغلب هذه الخصائص، اضافة الى ان المذيع حين يعد البرامج يمنح برنامجه قوة والقا وقبولاً لكونه يعيش كلمات نصه وافكاره ويتفاعل معها ثم اذا كان البرنامج حوارياً فإن هذه الصفة من خصائص مذيعين كثيرين ومتميزين، بينما تندر عند المعد الخارجي,, على ان التعرفة الاذاعية بشقيها الداخلي والخارجي ضعيفة وقديمة ولا تتفق مع المستوى المادي والمعيشي الآن، فمن الخير اعادة النظر فيها وزيادتها ومساواة المعد من الداخل بالمعد من الخارج، وإن لم يميز عليه ماديا, ويضيف ايضاً العوين:
دوائر حرجة
- توسيع هامش الرأي، ومحاولة التخفيف من الالتزام الدقيق والحرفي بكثير من اوهام (المحظور) و(الممنوع) اذ ان هذه الدائرة الحرجة تضيق وتتسع حسب المفهوم الذاتي والثقافة الشخصية والثقة بالنفس، وفهم الواقع ثم انها ليست قوانين ثابتة مدونة بل قابلة للاجتهاد والمداولة والنقاش، والا لما تطورت الحياة وما تحرك ساكن، واعتدلت مفاهيم، ولا وجدت افكار، ويستثنى من هذا الاجتهاد، ما كان متصلاً بالدين والولاة للقيادة والوطن,, والتضييق في الاجازة البرامجية يمنع عن الاذاعة والتلفزيون الجدة ويحرمها من حيوية التعامل مع الواقع الحياتي، ويصرف عنها المتميز من المعدين والمذيعين والمستضافين، ويبقى لهما العادي والمكرر والباحث عن التواجد والظهور الفج البعيد عن المعنى والاضافة والفعل الإعلامي الحقيقي وبمعنى آخر المحافظة في حالة التشدد والتضييق على نوعية معينة من البرامج ومن المعدين والمقدمين تفتقد (غائية) العمل، وتسير منها لكن على الظهور مهما كان مستواه، وتحذر اشد الحذر من التماس مع كثير من القضايا الجوهرية,.
ان الضعف المادي والمبالغة في الرقابة ابقيا كثيراً من الهشاشة والملل والسأم والتكرار، ذلك ان المتميز من المعدين لن يرضى بذهاب جهده سدى دون مقابل مادي مرض، وهو يجهده في مواقع انتاجية أخرى ولن يرضى ان يخرج عمله مقصقصاً مبتسراً ومشوها او هائما مجنحا بلا ملامح او سمات خاصة,,,واعلن صراحة في هذا المقام انني كنت استطيع الجمع بين واجبات بحوثي الدراسية العالية وما يمكن ان اقترحه من افكار برامجية للجهازين لولا السببان الآنفان ولا شك ان الانصراف الى العلم منجاة وخير من اداء برامجي ضعيف وغير مقنع، ايضاً يستمر محمد العوين في طرح اجاباته بقوله:
ما يخص وما لا يخص
- واضيف الى ما يخص المذيعين والمعدين الرسميين وهو الاحباط الوظيفي فكثيرون من هؤلاء، ان لم يكن جلهم,, يتأخر في مرتبته مدة تفوق ضعف سنوات استحقاق الترقية، ويندر ترقية موظف قبل ثمان او عشر او اكثر من ذلك,, ومن تجربتي الشخصية المرة يأخذ المستجد العبرة، فقد امضيت اكثر من عشرين عاماً بين انتاج وممارسة ومعاناة إعلامية تسعى الى تغيير او تبديل الانماط البالية والمستهلكة في صلب المادة الاذاعية في تقديمها، وواصلت دراستي العليا إلى مرحلة الدكتوراه وحصلت على دورات اذاعية عدة ولم ابرح المرتبة التاسعة,,,,!! وغيري في جهات حكومية اخرى (اكتفوا بالشهادة الجامعية) ولكنهم حازوا المرتبة الثانية عشرة والثالثة عشرة,,!!.
فمن ستكون له مقدرة للتغلب على هذا الكم الوافر من الاحباط لمواصلة الانتاج والعطاء.
يعلنها العوين صريحة
في لحظة صدق مع النفس متسائلاً: لم ابع كل هذا العمر وكل هذا التفاني وكل هذا الاقبال على المعرفة بثمن بخس، ولمن لا يمنحك في مقابل ما بعته، يشفع لك بالرضا او الصمت,,
ولذا في هذه الفترة وللأسباب المذكورة مجتمعة اعمل بعشر طاقتي على المستوى الفكري بالذات ولا يبدو شيء كثير مما يتلجلج في داخلي من آمال وتطلعات ورؤى عملية فكل ذلك مكنوز الى ان يأتي يوم يكون للانتاج والمثابرة جدوى ومردود,, هل سمعتم يوماً ما في اية محطة اذاعية او تلفازية دكتورا في اي تخصص منفذ فترة,,
اي يربط البرامج,,؟! ذلك ما كنت اعمله ومازلت منذ ما ينيف على عشرين عاما,,؟ لأن ثمة خانات عملية غير شاغرة لمن يملك المقدرة على التقدم معرفياً ووظيفياً وزملائي احيلوا على التقاعد في المرتبة العاشرة وكان هذا اقصى حد يمكن ان يصل اليه مذيع موهوب مثل الاستاذ ماجد الشبل وغالب كامل وياسر الروقي,,؟! كان لابد من هذه المكاشفة الصادقة مع النفس ومع الوطن ولتذكير معالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي بقضايا لا نشك ابداً في ان داخله الطيب والنبيل مليء بها بل معذب بها,, ومعالي الوزير شخصية اعلامية مفكرة ورائدة ولن يكون ما اسهم به من اضافة وتطوير مشهود بين غايتين القصوى، فنحن ننتظر قفزة اخرى في تحريك الركود الوظيفي، وانصاف كثيرين من العاملين، ودفع المتميز منهم الى الواجهة، ومحاولة التغلب على النمطية الادارية الوظيفية,, والسعي الى تهيئة فرص وظيفية عادلة ومنصفة، وذلك كله يرقى بالعمل الاذاعي السعودي الى المواجهة الفاعلة مع قضايا العصر، والى المنافسات مع التيارات الاعلامية الاخرى والى اظهار ثقل المملكة العربية السعودية الكبير على المستويات كافة، الدينية والسياسية والاقتصادية وما تتمتع به من اتزان واعتدال، ومن نهوض ونوثيب الى مستقبل مضيء.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
ملحق المجمعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved