أوه ,, لا,, لم يكن بذلك الجمال الا انها كانت تحاول ان تجعله جميلا,, السابعة صباحا، لقد سهرت البارحة رغما عنها,, ماذا لو انها لا تذهب الى لعمل,,؟ ولكن لا الامر ليس بهذه السهولة,, تذكرت قول امها,, لا ادري لماذا تضغطين على نفسك حرصا على الدوام وعلى العمل وانت كما تقولين ليس ثمة ما يجدي وليس ثمة ما تخشين على فواته او توقفه بسبب تأخرك او غيابك,, من الممكن ألا أحاسب ايتها السيدة العظيمة (امي) في حالة واحدة من اثنتين فقط لو مت مثلا (بعد عمر طويل مديد بصالح الاعمال بإذنه تعالى) او لو قامت القيامة في هذا العالم اجمع،,,!!
انهمكت تقرأ كتابا في السيارة,, تقرؤه بنهم وليس اجمل من القراءة تنسيك الهموم والتعاسة التي تواجهك بين فترة واخرى رغما عنك.
حين بلغت ذلك الجانب الخلفي الارضي من المبنى الكبير الذي هو مقر عملها,, تذكرت الظرف الذي بحوزتها سلمته الى السائق واخذت تشرح له بالتفصيل الى اين يذهب وماذا يفعل؟ لابد من انهاء امر هذه الاوراق اليوم (الآن وليس غدا) نظرت الى الساعة يا الله انها تشير الى الثامنة ونصف الدقيقة تماما لقد تأخرت فالخط الاحمر الفاصل ما بين مجموعة الحاضرات قبل الساعة الثامنة والمجموعة الاخرى التي حضرت بعد الثامنة تماما يوضع في هذه الساعة لكنها لم تتأخر دونما اذن شرعي منذ امد طويل,, ثم إن المديرة غير موجودة وهناك من تنوب عنها لابد انها ستكون اكثر مرونة.
كانت هذه الافكار تطوف في ذاكرتها طوال المسافة ما بين السيارة الى سجل التوقيع,, حين وصلت الى هناك يا للكارثة كانت الساعة الثامنة ودقيقتين,, وقَّعت ثم انصرفت الى مكتبها ما كادت تدلف الى هناك وتنهمك في طي العباءة حتى وجدت خلفها صوت خطوات واذا بها المراسلة تمد لها ورقة,, ترى ما هي؟! ترقية, مكافأة إضافية,, بشارة جميلة كقبلة صباحية بريئة, تناولت الورقة، قرأتها: إفادة تأخير,, كان هذا العنوان الذي تصدَّر اعلى الصفحة، وكان أشبه بالتحقيق,.
هرعت الى المديرة بالنيابة تتساءل ما الذي يحدث؟؟!! أجابتها: انها الأوامر ونحن ننفذ,, قالتها بابتسامة وإيماءة من لا حول له ولاقوة,, ( إذا كان هذا في امورنا الصغيرة فكيف إذاً نلوم جنود صدام وحاشيته المهددين بأبشع العقوبات التي تجعلهم في خوف دائم).
امسكت بالورقة وبدأت تجيب على الاسئلة:
اسمك: امرأة مندهشة,, مسيرة,, مخذولة,, شطبت كل ذلك في خيالها بالطبع) وكتبت اسمها الحقيقي,, اخذت تنظر ولا تصدق انها ستكتبه يوما داخل استجواب تافه مثل هذا,.
- ما سبب تأخيرك؟
- كنت احدث السائق في أمر مهم مقابل بوابة الدخول ولم انتبه انني كنت في الساعة الخطرة (الساعة الصفر).
- هل لديك أقوال اخرى؟,- لدي سؤال ما هو الخطر النووي او الذري الذي تسبب فيه تأخرى لمدة دقيقتين, كنت احدث فيها السائق امام الباب؟!
|