إن ما تحقق في هذا البلد ولهذه الأمة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله لازال يشغل حيزاً كبيراً من الدراسات العالمية والفكر البشري لأنه حدث باهر على مستوى شعبه ونطاق أمته وعلى المسرح العالمي بشكل عام فما الذي يا ترى وراء هذاالانتشار الكبير لهذا القائد العظيم ولهذاالشعب الكريم إنني إذا ما تحدثت عن بعض الصفات التي قد توفرت بجدارة لديه من شجاعة ورباطة جأش وحكمة وسياسة فهذه قد يشاركه فيها كثيرون ومع ذلك لم يستطيعوا أن يصنعوا صنيعه ولا أن يفعلوا فعله.
إنك إذا أمعنت النظر في سيرته ودققت الفكر في آرائه وجدت صفاءً في العقيدة ونقاءً في الفكر مع إرادة للتغيير ومقدرة عليه ولهذا أحبته هذه الأمة وسارت معه لتحقيق ما يحمله من معان وما يهدف إليه من مآرب ونظرت إليه كمنقذ سار بها في دروب الخير وخرج بها من دهاليز الظلام ولم يكن الدرب سهلاً وميسراً فقد واجه مع شعبه أعداء الفكر المستنير والعقيدة الصافية من ظلاميين وجهلة ومن أصحاب الأطماع الدنيوية والنظرة القاصرة والدونية والفكر المنحرف ولكنه مع ذلك وصل إلى مبتغاه وحقق مطالبة وأهدافه وما أملته أمته منه من أمن وأمان وفكر إيماني صافٍ استطاع بها ان يزيل كابوس الفرقة وان يلم الشتات وأن يرفع عن الكاهل عبودية البشر للبشر وعبادة ما سوى الله وقد تعرض هذا الكيان لكثير من العوائق والصعاب قبل التوحيد وبعده وفي عهده وعهد أولاده الكرام من بعده فمن ظلاميين ومن أرباب فكر منحرف ومن أصحاب المصالح الدنيوية.
ولكن هذا الكيان استمر شامخاً بعزة وكبرياء لأنه امتلك بقيادته وأمته صفاء العقيدة ونقاء الفكر في ارادة للتغيير وقدرة عليه.