عندما تتحدث عن شخص فأول ما يتبادر إلى ذهنك هو هل هذا الإنسان يستحق أن يكتب عنه وتذكر أعماله ويدون أسمه في سجل التاريخ وقد مرت على الجزيرة العربية أسماء عديدة من ملوك وحكام وأمراء وكان بعضهم يفرض فسه بما يقوم به من أعمال تخلد له ومن أشهر الرجال الذين عرفتهم الجزيرة العربية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين ملك نحت في الصحراء اسمه واختار أكبر صفحة من كتاب التاريخ وبحروف من ذهب سجل سيرته وأعماله وختمها بتوحيد كيان عظيم حكم الجزيرة العربية.
حكم قارة تعج بالقبائل العربية المتناحرة فكان له السبق في توحيد هذه القبائل ونزع فتيل الخلافات بينها فأصبحت هذه القبائل أسرة واحدة يستطيع أفرادها التعايش بسلام هذه الأحداث والعصبية القبلية وظهور بعض القوى في الجزيرة العربية كانت سبباً في أن يجعل الله سبحانه وتعالى انتهاء هذه الأمور على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الذي بدأ مرحلة التوحيد بانتزاع الرياض عاصمة آل سعود.
وتتابعت الفتوحات حتى اكتمل العقد السعودي وأصبحت هناك دولة قائمة هي المملكة العربية السعودية وعاصمتها الرياض وهذه الدولة تولي الحرمين الشريفين عنايةخاصة ويا سبحان الله فبعد أن تم للملك عبدالعزيز حكم البلاد أصبحت أنظاره تتجه نحو تأمين الأمن الغذائي لبلاده المترامية الأطراف، كذلك حارب قطاع الطرق التي يمر بها الحجاج فأصبحت سالكة وأصبح الحج ميسوراً للناس كافة ومن جميع أقطار الأرض.
وأمام هذه الخدمات التي يقوم بها للناس فقد كانت موارد البلاد قليلة ولم تكن تكفي ما يقوم به الملك من إنفاق على الحرمين الشريفين وأمام هذه المحنة فقد أكرمه الله سبحانه وتعالى بظهور النفط الذي كان سبباً بعد الله سبحانه في ازدهار البلاد التي كانت في يوم من الأيام مسرحاً لمعارك كثيرة من القبائل والشعوب.
وعندما يكون الأمر متلعقاً بحكم وإدارة بلد تزيد مساحته على 2 مليون كم2 فإن الانسان يقف تعجباً واحتراماً لهذا الرجل الذي حافظ على حكم أسرته ولم يفرط بها.
رجل مثل الملك عبدالعزيز قام لوحده بتسيير دفة الحكم وحل المسائل المتعلقة بشعبه كذلك تأمين العلاقات الحسنة مع دول الجوار وعقد التحالفات مع الدول الكبرى وغيرها من الأمور التي كانت تعزز من مكانة المملكة عربياً واسلامياً ودولياً حتى أصبح الملك عبدالعزيز زعيم الجزيرة العربية من دون منازع هذا الرجل سجل التاريخ اسمه مع زعماء الجزيرة ، دعاؤنا له بالرحمة والمغفرة على ما عمله راجين من الله العلي القدير أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لما يبذلون من جهود من أجل الوطن والمواطن وما تشهده بلادنا في عهدهم الزاهر من تطور ونماء في جميع المجالات وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار إنه سميع مجيب.
سعد بن محمد اليحيى
مدير مستشفى الدوادمي العام