حدثني وليته لم يحدثني!!
حدثني وارتقى لدي فن الاصغاء درجات!!
حدثني عن الصدق، الوفاء، احترام مشاعر الآخرين شدد علي ان الغيبة خصلة ذميمة لا يسلم منها غافل!
حدثني وياليته لم يحدثني!!
كانت كلماته المرسومة بدقة متناهية مقدمة لسيناريو مسبق للدخول الى اعماقي ويزيد من قناعاتي بما سيقول!!
حدثني وياليته لم يحدثني!
قال: رغم كل الاشياء التي ذكرت لك ، ورغم قناعاتي بكل ما سأقوله فانني سأجعلك شاهدا على ان ما ذكرته حول الغيبة ينطبق على فلان من الناس!1
واضاف: تصور انه فعل كذا وقال كذا وتصرف مع زيد من الناس بكذا واخطأ في كذا ولم يصب في كذا فهل يرضيك ذلك؟!,, انه انسان يخالف كل المثاليات بل ولاهم من ذلك فانه اثم بذلك!1
حدثني وياليتني لم استمع له، لان من يقول مثل هذه الكلمات وينتقد غيره من الناس بهذا الشكل فانه يشاركه في خصال الغيبة والنميمة.
لقد كنت اكثر صراحة معه، لم اجامله او اسايره توقفت عن الاصغاء وبادرته مقاطعا,:
يا اخي هداك الله وأصلحك ان من يخطىء في حقنا احيانا لا يجب ان نمطره بالنقد والذم كما تفعل بل ندعو الله له الهداية والتخلص من هذه الممارسات الخاطئة، ونقدم له النصيحة عسى الله ان يساعده في اجتنابها، ولا ننقل للغير مساوئه التي نرسمها عنه بعد ان نضيف عليها ونزيد من منطلق حساسيات مفرطة ونقحم الآخرين في مشاركتنا النفور والعداء له!
لا يجب يا اخي ان نجعل كل عقول الدنيا ومشاعر الدنيا مسخرة لاصطياد هفوات الاخرين فلكل منا عيوبه ورحم الله من اهدى لنا عيوبنا، فاهتمامنا باخطاء غيرنا والتركيز عليها فقط يجعلنا نموت قبل ان نتعرف على اخطائنا الكل منا ياصاحبي له انفعالاته ومشاعره وهي تختلف من شخص لآخر وقد تكون أسأت فهم صاحبك عندما تناول موضوعا من الموضوعات بشكل غير مناسب في العرض او الحديث او حتى اتخاذ الموقف!!.
لابد ان نكون على استعداد دائم لتقبل تصرفات الغير كما نراها احيانا منا، فالاخرون ياصاحبي ليسوا ملائكة بل بشر وكل له اخطاؤه، ولا يجب ان نفقد انسانا لمجرد انه اختلف معنا او لم تطابق آراؤه تصوراتنا او حتى سمعنا منه ما يضايقنا فالنصيحة مطلوبة لا القطيعة يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .
كثيرون منا ياصاحبي فقدوا اعز الناس والسبب ابعد الناس! وحتما لن تتساوى ابدا افواه تنطلق بالوقار مع افواه تتفنن في اشعال النار!! فلا تكن من يشعل النار لانها ستطولك بحرارتها ان لم يكن في الدنيا فسيكون في الاخرة.
فافتح قلبك لكل الناس ، ولا تجعل عواطفك تطير كالورقة اليابسة في مهب الريح لتلقي بآهاتك المجروحة في كتاب لا يقرأ ولن يقرأ أبدا!!
هدانا الله واياك وأصلحنا واصلحك ووقانا واياكم شر الغيبة والنميمة انه سميع مجيب.
عمرو بن عبدالعزيز الماضي