* أنا فتاة ابلغ من العمر 23 سنة وأعمل معلمة ولله الحمد، أعيش حياة سعيدة مع أسرتي والديّ واخواتي واخواني.
تقدم لخطبتي شاب وبعد السؤال عنه اتضح انه شاب طيب وذو أخلاق ومن أسرة طيبة تمت الخطبة وعقد القران بعد ذلك تقابل مع والدي وكان سعيدا وحددنا موعد الزواج بعد ذلك مرض فجأة ذهب الى عدة مستشفيات فكان التشخيص انه لا يوجد أي مرض وذهب الى شيخ فوجد فيه نفسا فكلموا والدي بخصوص فسخ العقد أو الاستمرار حتى تتم معالجته,, فأردت الاستمرار,, وبعدها طالت المدة حتى استمرت لشهرين,, وبعدها جاءتنا أخبار أنه كره الرياض وكره عمله وذهب مع أهله للعيش في القويعية حيث يعيش أهله,.
مشكلتي الآن هل استمر واصبر حتى يتعالج أم أفك الرباط ويذهب كل انسان لحاله.
أنا أحس بميل قليل نحوه وأود الاستمرار حتى يتعالج، ولكن ماذا لو لم يشف هل سأظل كذلك طوال عمري، وأحس بالألم لأن حياتي باتت فاشلة وحظي سيئا فمثل ما يقول المثل جت الحزينة تفرح مالقت لها مطرح .
ماذا أفعل وقد أصبحت حياتي سيئة وحالتي النفسية شديدة السوء للغاية.
اخواتي يقلن اتركيه فمستقبلك أمامك، أمي لم تقل لي رأيها ولكنها تلمح مثل اخواتي ووالدي لم يقل شيئا فهو يقول الرأي أولا وأخيرا للبنت أي أنا .
أرجو الرد سريعا.
ودمت لنا

***
- اختي الكريمة,, من رسالتك,, واضح تماما,, ان العلاقة بينك وبين زوجك لم تكن تلك العلاقة القوية,, التي من خلالها تستطيعين ان تجيبني على تساؤلك الحائر القائل,, هل اصبر عليه,, حتى يشفى,, أو ان أفك الرباط ويذهب كل انسان لحاله؟.
فهذا السؤال الخطير لايملك أحد سواكِ وسواه الاجابة عنه,, وحتى تنجحي ان شاء الله,, وبعد استخارتك لله سبحانه وتعالى,, حاولي بكل الطرق ان تفتحي قنوات للحوار والنقاش مع زوجك,, لا تتركيه بعيدا,, لحاله,, اذ من الممكن خاصة بعد ان ثبت بالفحوصات الطبية انه انسان سليم ومعافى من الممكن ان ينجحي من خلال الحوار معه والتخاطب معه,,من ان تساعديه,, في أن يكتشف بنفسه معاناته.
هذا وحاولي جاهدة خاصة أنك انسانة متعلمة وهو كذلك ان تطرقا معا باب الطب النفسي فالنفس البشرية ممكن ان تصاب كما يصاب الجسد تماما,, وهناك ومن خلال الطب النفسي ومن خلال اكثر من وسيلة حيث يتنوع العلاج النفسي بين الدواء,, والجلسات,, يمكن ان يجد ان شاء الله الطريق الصحيح للعلاج,, ولعلنا اذا ما كنا ننادي بضرورة عرض زوجك على الطبيب النفسي فإننا لا ننكر بالتأكيد ضرورة التداوي بالقرآن الكريم,, والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالصلاة وقراءة القرآن والرضا بالقدر خيره وشره,, فقط لابد لنا ان نتعامل ايضا مع بوابة الطب النفسي تلك البوابة التي سخرها لنا الله سبحانه وتعالى,, ولا تعارض أبدا بين العلاج بالقرآن والعلاج بالطب النفسي.
ونعود ونكرر مرة أخرى,, انك الوحيدة القادرة على اتخاذ قرار الاستمرار,, والانتظار,, أو فك الارتباط,, فقط حاولي اذا ما اخترت قرار الاستمرار,, والانتظار,, ألا يكون انتظارا سلبيا,, بل حاولي جاهدة ان يكون انتظارا ايجابيا قادرا ان شاء الله على مساعدة زوجك على الشفاء,, والزواج سريعا ان شاء الله وتفاءلي بالحياة.