اكتب اليكم بعد ان عجزت تماماً عن حل مشكلتي,, اذ مشكلتي هي مع اقرب الناس الي,, مع ابنتي فلذة كبدي,, فمنذ ان انفصلت عن والدها,, بالطلاق لم تسأل عني,, بل اجدها متعاطفة جداً,, مع والدها,, وتتعامل معي,, وكأنها حماتي,, حقاً كثيراً,, ما اردت ان اعلمها,, بعيوب أبيها,, ولكنني لا اريد,, ان تتحطم امامها,, صورة الاب,, لذا,, لقد تحملت عذاب نظرتها لي,, ولم اشأ,, ان اصارحها بانها مذنبة في حقي,, وتركت الايام تعالجها,, ولكنها مع الايام تزداد قسوة وظلماً,, لي ارجو توجيه كلمة لها ولكل الابناء مثلها,.
أم حصة- جدة
***
بالطبع محزن للغاية,, ان تمتلك ابنتك,, تلك القدرة الكبيرة على القسوة والجحود,, وهنا,,, لكم يسعدني موقفك من المحافظة على صورة الوالد,, في ذهن الابنة,, وثقي ان الله سبحانه وتعالى لن يخذلك,, وان ابنتك في مستقبل الايام,, سوف تتفهم خطأها,, وفداحه قسوتها عليك,, خاصة,, بعد ا ن تجرب معنى الامومة,, وبصفة عامة,, ليس من المفروض ان ينحاز الابناء والبنات لطرف دون طرف آخر ,, عند حدوث مشاكل الانفصال,, والخلافات الزوجية,, فالحقيقة,, ابداً,, لايمكن ادراكها وبالتالي صعب, الحكم من خلال مواقعها الصغيرة ,, عمن المسئول الاول عن المشكلة,, ومن البعيد,, عنها,, لذا,, لاننصح,, اطلاقاً الابناء,, بالانحياز لطرف دون آخر,, عليهم ان يدركوا دائماً,, مهما كانت الظروف متشابكة انهم سيظلون منتمين لهذا الوالد,, وتلك الوالدة,, بغض النظر عن كل الظروف,, ولتكن اخيراً الخلافات الزوجية في نطاق الزوج,, والزوجة فقط,, ويكفي ألم مثل تلك الخلافات ويجب تجنب مضاعفاتها على الابناء بالانحياز,, لطرف دون الآخر,.