ابعث لكم هذه الرسالة وانا حائرة في امري,, وما واجهني من انتقاد من افراد المجتمع وخاصة النساء في امر يخصني وافراد اسرتي.
لقد احببت زوجي وشاركته في السراء والضراء,, وعشت معه أكثر من خمسة وعشرين سنة ولله الحمد في سعادة,, اخذت اعمل وكونّا الاسرة من بنات وبنين والتي فيها الخير ان شاء الله ومنذ عامين اخذ زوجي في التفكير في الزواج من امرأة اخرى رغم قوتي وعندي اطفال صغار,, ولكن ايماني بالتعدد وانه حق من حقوق الزوج اذا اراد ذلك,, وكذلك حبي لزوجي وتقديري له ساعدته في تحقيق رغبته,, بحثت له عن ابنة الحلال وتم الزواج وذلك بحضوري للحفل وفرحت معه احضر زوجي زوجته واسكنها معنا بموافقة تامة لديه,, ولقد استدنت بعض المال لمساعدة زوجي وتحسين اثاث المنزل,, لقد احترمت هذه الزوجة الثانية واعزها واقدرها تقديرا لزوجي واب ابنائي,, مما جعل البعض من السيدات يكثرن من انتقادي,, مما جعلني في حيرة من امري، هل الذي عملته ضعف مني ام حب وتقدير ومشاركة لشريك العمر.
صدقوني ليست هذه القصة من نسج خيالي وقصة لمسلسل تلفزيوني,, ولكن يشهد الله انها حقيقة واقعية وانا مستعدة لتوضيح ذلك لمن عنده شك في ذلك,, وشكرا.
ام عبدالله
***
* اسمحي لي ام عبدالله,, ان احيي فيك منذ البداية تلك المرأة المسلمة,, المتسامحة,, القادرة على العطاء اللانهائي,, والقادرة ايضا,, ان تضحي بسعادتها لاجل من تحب,.
وانت عزيزتي ام عبدالله ,, عندما اخترت ان تقفي بجانب شريك عمرك,, وتختارين له,, زوجة جديدة,, لم تقومي بهذا العمل ابدا من منطق الضعف او الاستكانة,, اذ ان ثقتك في الله سبحانه وتعالى,, ثم ثقتك القوية جدا في ذاتك تلك,, الصامدة,, القادرة على تقديم مثل رائع للزوجة المسلمة,, التي تعي جيدا النهج الاسلامي القويم في العلاقة بين الزوج والزوجة,, بعيدا عن مفاهيم المصالح المادية,, والمظاهر وكما اعتدنا حاليا,, اذ من يتتبع حالات الزواج حولنا الآن يجد ان المظاهر والمصالح المادية,, هما السمات المميزة له,, بصورة بعيدة كل البعد عن جوهر المودة والرحمة,, والتي اوصانا بها الخالق سبحانه كأساس للزواج السعيد,, هذا ولأنك تلك الانسانة (الرائعة) المضحية من اجل سعادة زوجك,, وسعادة واستقرار ابنائك,, ولأنك تلك الانسانة (الذكية جدا),, اذ ما قمت به,, يدل دلالة واضحة على قدرة غير عادية لديك,, وقدر عال من الذكاء الاجتماعي الذي تتمتعين به,.
ولانك تلك الانسانة,, الواقعية القادرة على حل مشاكلها ومختلف مواقفها بواقعية تندر وجودها,.
ولانك اخترت منذ البداية,, ان يكون حل مشكلة زوجك والزواج الجديد,, بيدك انت لا بيد (عمرو) فاياك والتراجع,, واياك والاستماع لرأي الصديقات والاقارب,, ولنكن واقعيين اكثر,, ترى ايهما افضل,, ان يختار زوجك بمفرده شريكته الثانية,, ويسكن معها بعيدا عنك وعن اولاده,, وان تشب بينكما نار العداوة والغيرة والحقد,, ام ان تكونا صديقتين,, وان تدرك الزوجة الثانية ايضا انك تلك الانسانة الرائعة,, النادر وجودها,,, وان لا يتغير على حياتكما شيء,, فالاب موجود بإذن الله,,, والزوج قادر ايضا ان شاء الله,, ان يعدل بينكما,, وتأكدي انك تلك الانسانة المسلمة,, والتي اختارت بإرادتها ان تغلب العقل على مشاعر الغيرة الانسانية,, وان تفكر كما ينبغي ان تفكر كل زوجة مسلمة,, ثقي تماما,, ان بذرة الخير التي قمت بزراعتها لن تطرح الا خيرا بإذن الله,, خير على يد ابنائك,, الذين يدركون جيدا جميل وصدق ما صنعت لأجلهم,, وخير على يد زوجك ان شاء الله,, الحافظ للجميل والمقدر لقوة شخصيتك وحبك له,, ولا تندمين ابدا على قرارك هذا فهو عين الصواب واعانك الله.