* أنا أم لطفلتين,, عانيت كثيرا منذ بدايات زواجي من المشاكل الأسرية بيني وبين أهل زوجي فهم يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في حياتي,, بحجة ان زوجي هو اخوهم الأكبر,, ولأنني قد اعتدت على تلك المشاكل فقد لا اهتم كثيرا بها، خاصة انني كنت اعمل معلمة,, واعود منهكة للمنزل لا وقت عندي للتفكير في تلك الأمور.
هذا ومما جعلني في حيرة من أمري حاليا,, هو ان زوجي قد تغير في طريقة تعامله واصبح لا يطيق الحديث معي,,ويفضل السهر لدى أهله لساعات طويلة,, هذا على الرغم من انه وقبل سنوات تعرض لأزمة صحية خطيرة,, واجرى عملية خطيرة في القلب,, ولأجل هذا,, كثيرا ما اتغاضى عن تصرفاته وحديثه غير اللائق معي,.
ولكنني الآن وبعد ان زادت مساحة الخلافات بيننا اشعر ان قسوته قضت على أي نوع من انواع التعاطف مع ظروفه الصحية,, بل اصبحت افكر كثيرا في الطلاق والانفصال طالما هو لا يثق بي,, ولا يثق في أي أحد في هذا العالم إلا والدته وشكرا.
أ-أ- الرياض
***
- في البداية لا بد من التأكيد ان المرأة الذكية هي تلك المرأة القادرة على تحقيق المعادلة الصعبة,, بين حب الزوج لأهله وأسرته الكبيرة,, وبين حبه وانتمائه لزوجته وأسرته الصغيرة,, لذا على الزوجة الذكية ان تتجنب ان تضع نفسها في مجال للتفاوض أو الاختيار,, بينها وبين أهل الزوج خاصة والدته,, لذا حاولي جاهدة ان تعالجي المدائن المهجورة بينك وبين أهل زوجك,, حاولي,, ان تشرحي لوالدته معاناتك,, ومقدار تعلق ابنها بها,,واشرحي لها كيف أنك كزوجة وأم,, حريصة كل الحرص على اسرتك الصغيرة لاتفكري في هدم بيتك,, وحاولي ان تأخذي برأيها في حل المشكلة القائمة بينك وبين ابنها,, وحاولي وهذا هو الأهم,, ان تتعاملي معها كما تتعاملين مع والدتك تماما,, لا تتصيدي لها الاخطاء تقبلي بصدر رحب,, عبارات اللوم,, والعتاب,, إذ كل الأمهات بلا استثناء,, يحق لهن توجيه بعض عبارات الذم أو العتاب,, ويتساوى هنا,, كون تلك الأم أما للزوجة,, أو أما للزوج.
حاولي,, ان تملكي قلبا مليئا بالتسامح والحب اذ من المستحيل,, ان تمتد يدك بزهرة لأي انسان,,ويمتد هو بخنجر لديك,, فالخير,, والحب,, لا نحصد من ورائهما إلا حبا وخيرا أكبر.
هذا واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم,, وابعدي عن تفكيرك فكرة الطلاق أو الانفصال,, إذ ان الطلاق أبدا لن يحل المشكلة,.
بل سيضيف لحياته أنواعا أخرى من المآسي والمشاكل خاصة انك أم لطفلتين في أمس الحاجة للوالد,, هذا,, واعتقد ان بمجرد الهدنة والسلام مع والدته سوف ينصلح حاله ان شاءالله,, وسوف يعود مرة أخرى الى احضان اسرته الصغيرة,, فهذا هو الطبيعي وهذا هو المنطق,, والمهم أخيرا ان يعود اليك ليجد قلبا مليئا بالتسامح والعطاء,, قلب أم,, يريد للاسرة الاستمرار والعبور لبر الأمان وأعانك الله.