Tuesday 21st September, 1999 G No. 9854جريدة الجزيرة الثلاثاء 11 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9854


ترانيم صحفية
محلات الألعاب بين العرض والطلب!!

تنتشر محلات الالعاب ومعارضها الخاصة بالاطفال في اماكن متعددة كنوع من احد الجوانب التجارية التي يقصدها المستهلك دائماً رغبة في شراء مايمتع اطفاله ويلهيهم ويدخل في نفوسهم الفرح وباختلاف اسعار هذه الالعاب وباختلاف احجامها وأشكالها الا ان لكل منها خاصية معينة يتعامل الطفل من خلالها ليبحث عن جوانب المتعة فيها، ولكن للاسف فإن النوعيات الاكثر التي تنتشر والتي يركز عليها تجار الالعاب هي نوعيات من الالعاب انما تعتمد على ان تجعل الطفل فقط متلقياً متفرجاً ليس له فعالية التجاوب او التوارد الفكري مع اللعبة، وهنا لانستطيع فقط ان نلقي اللوم على تجار الالعاب وحدهم فحسب ولكننا نحتاج الى ان نوجه اصبع اتهام آخر الى الاسر نفسها في تعليم اطفالها طبيعة اختيار الالعاب,, فنحن لونظرنا الى اطفالنا فإننا سنجد ان اغلبيتهم يميلون الى الالعاب التي تقفز او تلك التي تغني,, ان تلك السيارات التي لها اصوات مرتفعة لتتحرك امامهم وهم ليس عليهم الا ان يشاهدوها فقط بل والبنات ايضاً قد لايملن الا الى العصافير او العرائيس التي تصدر اصواتاً او ما شابه ذلك من الالعاب التي اعتقد انها تظل جامدة لانها لاتحرك ذهن هذاا لطفل,, صحيح انه في عمر معين مثل مرحلة الاشهر الأولى قد يبهر الطفل بمثل هذه الالعاب، الا اننا يجب ان ندرك انه بمجرد دخول الطفل في السنة الاولى بانه لابد وان يتعود على كيفية العاب (الفك والتركيب) واعني بها تلك التي تضع ذهنه امام مشكلة فتحيره نفسياً وتدفعه الى التفكير ومتعة اللعب بحيث يصبح يرى هذه المتعة في تشغيل ذهنه وهذا طبعاً قد لاينطبق على عدد كبير من اطفالنا الذين يبتعدون عن هذه النوعية من الالعاب بل هم يعتبرونها عبئاً نفسياً وثقلاً ذهنياً يرفضون التعامل معها لانها تشكل مللاً بالنسبة لهم، ولانهم قد تعودوا ان يبحثوا فقط ان يشاهدوا اللعبة ويصفقوا ويتبسموا ليس اكثر، وبمجرد ان تنتهي حركات تلك اللعبة يأتي الملل ليداهمهم من جديد وذلك كي يبحثوا عن لعبة اخرى بميزات حركية اكبر، وقد يكون سعرها اغلى ليشبعوا لديهم عنصر التلقي والمشاهدة فقط,, اما عن التفكير فقد اندثر خلف هذه الالعاب الجامدة التي لاتوجد في الطفل اي لذة للعمل او الاداء او الانجاز.
قد يتعجب البعض عندما ركزت على السنة الاولى كبداية باعتبار انها مرحلة صغيرة في عمر الطفل ولكن هذا لايعني ان نحرمه من الالعاب الاخرى ولكننا نركز ونلفت نظرة الى العاب تثير لديه الفضول والعبث وتحركه من الناحية الذهنية ولانستطيع اطلاقاً ان نغفل اهمية ادوارنا في تنمية قدرات اطفالنا، اما الاب او الام اللذان يقولان حاولنا ولم ننجح فهذا مستحيل لانهما في هذه الحالة قد يكونا حاولا ولكنهما قد لايكوناوصلا الى المفتاح الذي منه يستطيعان تحريك طفلهما نحو هدف ما جيد يريدانه فيه او بالاصح يريدان ان يزرعانه فيه, وقد يكون الحاسب الآلي بألعابه حرك لنا فئة من الناس دفعت اطفالها اليه ولكن هذا لايعني ان نقف ونجعل اطفالنا خلف الشاشة ونصمت ولكننا يجب ان نحاول ان نثريهم بالمزيد مما تتطلبه الحركة الذهنية العقلية التي بها يشعر الفرد بإنجازه حينما يركب لعبة معينة او يفك لعبة معينة ليصنع منها شيئاً، عندها فقط سيشعر انه انجز شيئاً مهما، وطبعاً بعد هذا الانجاز فإنه سرعان ما يشعر انه شخص استطاع ان يفعل امراً ما إذاً فهو مهم كشخصية في محيطه الاجتماعي,, فالشخصية لاتأتي من فراغ وانما تأتي بمعطيات يطرحها الواقع ولابد ان نأخذ ماينفعنا منها لنضع لاطفالنا شخصيات نحن نحبهم ان يكونوا عليها ويحبونها هم في انفسهم قبل هذا.
نجلاء أحمد السويل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved