Monday 20th September, 1999 G No. 9853جريدة الجزيرة الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9853


من الاثنين الى الاثنين
علي المفضي

بطيبة قلبها المعهودة وكرمها الذي رافقها منذ طفولتها وبدافع الحب الحقيقي الذي تكنه لزوجها الوسيم جدا لم تفكر وهي توافق على طلبه بأن تعطيه راتبها في نهاية كل شهر لماذا وافقت لأن الحب في نظرها لا يحتاج الى مبررات وما عداه من عطاء فهو عطاء يسير,.
هي تعلم انها لاتتمتع بجمال صارخ ولكنها جميلة تمتلك ابتسامة هادئة تحفز على المحبة والقرب,, سعيدة بشكل لا يصدق بزوجها وحياتها الهادئة معه,, ولأنها طيبة القلب فهي لا تمل من الحديث عن سعادتها مع زوجها وقد وصلت بها الطيبة او لنقل السذاجة ان اخذت احدى صوره الى مقر عملها ربما كان في داخلها شيء من التباهي بوسامته كتدعيم لحسن تعامله وحبه لها.
قالت لها احدى الزميلات مرة: لا تتحدثي بهذا الشكل عن حياتك صحيح انني لا اطالبك ان تفعلي ما تفعله بعض الزميلات ممن يدعين السعادة لافتقارهن إليها او ممن يمارسن العكس من خلال ادعائهن ان حياتهن لا تطاق مع ازواجهن حتى لا يحسدن من الاخريات انما اطالبك بالتزام الصمت او الحديث بشكل مقتضب اذا اقتضى الامر الحديث عن حياتك الزوجية لكنها لم تسمع لحديث الزميلة المخلصة بل وصل بها الامر الى نقل الاحاديث التي تدور في مقر عملها الى زوجها الذي كان يستغل سذاجتها ويسأل عن كل ما يدور اثناء العمل ولم تتأخر يوما عن اجابته عن اي سؤال وفي احدى جلساتها مع زوجها سألها عن اجمل الزميلات فراحت تصف كل واحدة منهن بدقة وفي معرض حديثها عنهن لاحظ ان احداهن كانت تلفت الانتباه كثيرا بجمالها وخفة روحها واناقتها وانواع العطور التي تستعملها والكتب التي تقرؤها.
تكررت اسئلته عن تلك الزميلة والزوجة بكل غباء كانت تجيب على كل اسئلته بدون تحفظ,, وشيئا فشيئا كان يلتف بخبث وعن بعد عن طريق زوجته حول تلك الانيقة حتى بدأت الزوجة وبدون وعي منها تتحول من زوجة الى رسول غرام اذ تنقل بينهما الاعجاب المتبادل وتقارب الافكار والميول وبعض الكتب احيانا وطلب منها دعوة تلك الزميلة الى البيت مع عدد من الزميلات المتزوجات وبالفعل حصل له ما اراد وكم كانت تلك الدعوة مميزة من خلال ما قدم فيها من كرم الضيافة اذ اعفاها من عمل اي شيء داخل البيت سوى الشاي والقهوة اما ما يتعلق بالاكل والشرب والمقبلات والحلويات فكانت من ارقى ما يقدم على الموائد الباذخة.
وفي اليوم التالي كان حديث جميع الزميلات عن تلك الحفلة وما قدم بها وكان للزوج نصيب كبير من الحديث خاصة عند تلك الزميلة الرائعة والتي قالتها بصراحة لو قدر لي ان احظى بزوج كزوج فلانة لما ترددت لحظة واحدة وكعادة الزوجة نقلت تلك الكلمة التي لم تكن سوى اشارة واضحة لموافقتها على الزواج منه والتي معها لم يتردد في الذهاب الى بيت اهلها خاطبا ولم تمض عدة اشهر الا وهي تقيم في نصف بيت زميلتها الساذجة والتي كان راتبها هو المهر الذي دفعه الزوج بكل راحة ضمير.
لا عاد تلطم على وجهك وخدينك
حتى لو انه مع اللي تفقده خانك
لا حسرتك توصلك يمه ولا عينك
تقدر ترجح بعين الغير ميزانك
لكن ,, تقدر بهم ترجح موازينك
مع من يقدر صفا روحك وتحنانك
تقدر بطيب الوفا تملك محبينك
وبالصدق تصبح عليهم فارض شانك
من يرفضك لاجل شينك ما حفظ زينك
لو كنت له يوسفي الوجه ما صانك
خل المظاهر لاهلها واغنم سنينك
مع واحد ما يباهي فيك جيرانك
عنوانهم يوم والدنيا عناوينك
انت المدى والجميع اميال باحضانك
* الابيات من شعر خالد فيصل السبيعي.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved