"الجزيرة"تطرح القضية مع بداية العام الدراسي وتحمل الطالب السعودي الجزء الأكبر من المسؤولية أسباب خفية وظاهرة لخلو قائمة العشرة الأوائل في الثانوية العامة من السعوديين معلمو المدارس الأهلية يغدقون على الطلاب درجات قد لا يستحقونها من أجل تحسين صورتهم وتجديد عقودهم ثقافة الوالدين ومتابعتهم لأبنائهم وتجاربهم السابقة أثمرت مراكز متقدمة على رأس القائمة,. |
* تحقيق : عبدالرحمن الرشيد
لوحظ في السنوات القليلة الماضية خلو قائمة العشرة الاوائل في نتائج اختبارات الثانوية العامة بالمملكة من اسماء الطلاب السعوديين او ان نصيبهم في هذه القائمة يكون محدودا جدا مما لفت الانظار ودعا عددا من المربين والمفكرين والكتاب لتسليط الاضواء لمناقشة هذه الظاهرة وفلسفة الاسباب والمسببات وتبريرها واقتراح الحلول لها حتى باتت المسألة هما تعليميا اجتماعيا يستقطب انتباه المسؤولين عن التعليم واولياء الامور والطلاب الذين وجدوا انفسهم امام تجربة وظاهرة جديدة تتطلب منهم التصدي لها والعمل على تجاوزها وتحسين صورتهم امام انفسهم والمجتمع لتلاشي هذا الجرح رغم كل المبررات والدواعي سواء كانت مقنعة او غير ذلك,, وعدم الاتكاء على مسوغات ومخرجات وان كانت صائبة احيانا فهي لا تكفي لأن يستكين الطالب ويتخذها حجة يعلق عليها اسباب تخاذله وتقاعسه عن نيل الدرجات والمعدلات المرتفعة بل التنافس على أعلى مكان في قائمة العشرة الاوائل,, هنا سنقرأ آراء وأفكارا حول الظاهرة الا ان كل ما سيقال في الاسطر التالية قد لا يكفي ان يكون رأيا نهائيا ونتيجة لا تقبل الجدل والنقاش فنحن إنما نمهد بهذا لفتح آفاق أرحب لدراسة الظاهرة فالموضوع مطروح الآن أمام الجميع,.
الطلاب أنفسهم
يتحملون جل المسؤولية
هذا هو رأي الاستاذ سعد بن علي الماضي المشرف التربوي بادارة تعليم البنين بالدوادمي، كما كان له آراء ومقترحات حول هذه الظاهرة وافكار للحد منها حيث قال: انا في الواقع من خلال ما عايشته كمعلم ومن خلال ما سمعته من زملاء لي في مناطق مختلفة من المملكة اكاد اجزم بأن الطلبة السعوديين هم المسؤولون عن عدم ظهورهم او اكثرهم في قائمة العشرة الاوائل لاسباب كثيرة لعل من بينها عدم الجدية اما لماذا يتفوق عليهم اولئك الطلاب سواء من المدارس الاهلية او ابناء المتعاقدين فلعل كثيرا من الاخوان يشاطرونني الرأي في ا ن ابناء المتعاقدين لا يحتلون بالضرورة مراكز في هذه القائمة لأن طبيعتهم مثل طبيعة الطلاب السعوديين، فيهم النوابغ وفيه متوسطو المستوى وفيه متدنو المستوى، لكن يغلب عليهم البقاء اطول فترة مع آبائهم وامهاتهم المثقفين الذين يراجعون معهم والذين ينمون فيهم روح المذاكرة والجد والاجتهاد.
اما بالنسبة لطلاب المدارس الاهلية فإننا نجد ان الطلبة المتفوقين فيها يكونون في بلدان كبيرة مثل الرياض التي تزيد فيها اعداد الطلبة عن اجمالي المحافظات التابعة لها، وهنا نرى انه لو كانت نسبة العشرة الاوائل من طلاب المدارس الاهلية اكثر من نسبتهم في التعليم الحكومي فهو امر عادي، الا ان الامر الذي ليس عاديا، هو ان يكون جميع الطلاب هم من المدارس الاهلية وعلى مدى سنوات كثيرة.
كذلك فإنني لا اتوقع من مدارس تشرف عليها هيئة حكومية قوية مثل وزارة المعارف ان تتبع اسلوب المحاباة او كيل الدرجات بشكل اكبر من الواقع.
والتقويم دائما لن يكون صادقا لأن الذين يقومون به مختلفون في اعمارهم وجنسياتهم واتجاهاتهم سواء كان ذلك على مستوى المدارس او على مستوى المعلمين، فلو اخترنا على سبيل المثال معلمي الفيزياء في المملكة فسوف نجدهم على درجات متفاوتة من القدرة على ايصال المعلومات الى طلابهم، وعندما يكون الامتحان من الوزارة فإن غالبية الطلاب سيفاجأون بنوع من الاختبارات لم يستطع معلموهم ان يجعلوهم في موقف المتحكم المطلق فيها.
ولو تم تطبيق اسلوب اختيار الدور الأول على الفصل الدراسي الاول فلن يكون هناك نتائج تختلف كثيرا عما نراه لأن المشكلة الحقيقية تنحصر في جانبين هما قدرة المعلم على إيصال المعلومة، والدرجات المساعدة في الاختبارات الشهرية او اختبار منتصف الفصل الدراسي في اللائحة التي تنقص او تزيد بحسب الظروف وبحسب نوعية المعلم وادارة المدرسة,, الخ.
ولكل ما تقدم فإني لا ارى ابدا ان هناك قدرة للمعلمين في المدارس الاهلية على رفع درجات طلابهم.
اما جو المدارس فإنه غالبا اقل من جو البيت ترغيبا للطالب نظرا للتوسع الكبير في فتح المدارس وغالبا ما تكون المدارس الجديدة معدومة الامكانات.
ولعلاج الظاهرة التي تحدثنا عنها وهي ندوة ظهور السعوديين في مدارس التعليم الحكومي ضمن قائمة العشرة الاوائل فإننا ننتظر هذا الحل فترة قليلة من الزمن في ظل لائحة تقويم الطالب الجديدة وفي ظل وعد الوزارة بسعودة التعليم العام في فترة قياسية.
ليس صحيحا أن السعوديين محرومون من القائمة
* الاستاذ/ محمد بن سعد المهنا رغب ان يجيب على الاسئلة الموجهة اليه بهذا الصدد مفصلا الواحد تلو الآخر فكانت هذه الاجابات الجريئة الصريحة اللطيفة:
* لماذا السعوديون محرومون من قائمة العشرة الاوائل؟
- اما انهم محرومون من هذه القائمة فهذا غير صحيح فكثيرا ما نرى من السعوديين من يحتل مراكز عديدة من العشرة الاوائل ولو كان السؤال عن قلة السعوديين لكان اولى ومن اسباب هذه القلة من وجهة نظري ما يلي:
1- ثقافة الوالدين ومستوى تعليمهما فنسبة كبيرة من المتعاقدين من المتعلمين في حين ان النسبة الكبرى من آباء وامهات الطلبة السعوديين أقل تعليما.
2- وجود ما يشغل الطلبة السعوديين من ارتباطات اجتماعية ومسؤوليات يقوم بها كثير منهم بعكس ابناء التعاقدين.
3- الحالة المريحة لكثير من الاسر تجعل الطالب لا يحس باهمية التفوق، ولهذا السبب لم يتعود الطلبة واهاليهم على هذا التفوق ويكتفي ولي الامر بنجاح ابنه بغض النظر عن كونه متفوقا او متأخراً.
* هل هناك تفسير لكون أغلبية العشرة الاوائل من طلبة المدارس الأهلية؟
- هذا السؤال من الجيد توجيهه الى مسؤولي وزارة المعارف اذ من المفترض ان تكون للوزارة مراصد لمثل هذه الظاهرة ان صح تسميتها بالظاهرة ولعل من اسباب هذه الكثرة من وجهة نظري:
1- تعتبر درجات اعمال السنة الكاملة او شبه الكاملة من الحقوق التي يعتبرها بعض اولياء امور الطلبة حقا لا نقاش فيه في كثير من المدارس الاهلية، ويحصل الطلاب عليها بطريقة آلية في كثير من الاحيان.
2- ضعف المراقبة اثناء سير الاختبار في كثير من المدارس الاهلية، وندرة العنصر الوطني من المعلمين الذين تؤدي كثرتهم الى انضباط في الملاحظة.
3- عدم الدقة في التصحيح في كثير من المدارس الاهلية.
* لو تم تطبيق اسلوب اختبار الفصل الثاني على اختبار الفصل الاول,, هل سنتمكن من ضبط الامور بشكل أكبر؟
- اما اعداد الاسئلة فحسب علمي انه يتم تكليف بعض المدارس الحكومية بوضعها في الفصلين اما المشكلة الحقيقية فهي في التصحيح فلو وجدت مراكز او تم تبادل التصحيح بين المدارس الحكومية والاهلية وهذا بحد ذاته فيه من الصعوبة الشيء الكثير - لكان حلا لجزء كبير من المشكلة.
* هل كون غالبية المدرسين من غير السعوديين له تأثير؟
- أرى ان هذا الامر صحيح الى حد كبير فالمدرس المتعاقد يخشى ان ينهى عقده ان لم يعمل ما يريده المتعاقد معه والذي يحرص ان ينال طلابه اعلى الدرجات مما ينعكس ايجابا على إقبال الطلاب على مدرسته، كما ان المتعاقد يخشى من الطلاب الذين لا يردعهم رادع عن اي تصرف في ضوء امنهم العقوبة، في حين انهم يخشون من اظهار ذلك للمدرس الوطني، بالاضافة الى ان المدرس الوطني ليس للمدير اثر كبير عليه كما هو اثره على المعلم المتعاقد.
* هل الجو الدراسي في البيت او المدرسة له تأثير في ذلك؟
- لا شك ان للجو في المدرسة او البيت اثره فإذا وجد الجو التربوي الذي يأخذ بيد الطالب الى التفوق سواء في البيت او المدرسة فحتما سيحقق طلابنا نتائج جيدة، اما اذا كان العكس وهو الغالب للأسف الشديد فنعرف كيف تكون النتيجة.
* هل سنعاني من هذا سنويا؟
- اذا لم يسع التربويون والمسؤولون في الوزارة والرئاسة الى الحلول الجذرية فلن يتغير شيء من هذا، إن القضية الاساس هي الضمير الحي الذي يراقب الله عز وجل في كل عمل من اعماله واخص بالذكر في هذا الباب مالك المدرسة ومديرها وهيئة التدريس فيها فإذا استطعنا ان نوجد هذه السلسلة المتينة فلن نعاني من هذه الظاهرة وهذا يحتاج الى اعادة نظر في كثير من مناهجنا واساليبنا وطرقنا التربوية ويحتاج الى مضاعفة البذل والله المستعان.
اين المبرر المنطقي
الشرعي لشيوع الظاهرة؟
* الاستاذ احمد بن محمد بن ابراهيم اليحيى/ معلم لغة عربية للمرحلتين المتوسطة والثانوية بالدوادمي أدلى برايه في هذه المسألة مؤكدا ان هذه الظاهرة كانت موجودة منذ سنوات عديدة مضت، ولكن الملاحظ أنه في الآونة الاخيرة بدأت هذه الظاهرة في الاتجاه نحو التكامل غير الوطني، فأصبحنا نفاجأ باعتلاء عرش الصدارة من قبل طلاب من الدول الشقيقة، مطعمين بفذ او فذين على الاكثر من ابناء هذا الوطن، كما حصل في هذا العام وفي العام المنصرم، وان كانت هذه الظاهرة لم تلفت انظار الكثيرين في الاعوام الماضية رغم وجودها، الا ان الغالبية بدؤوا في الحديث عنها بتأثير الاعلام المقروء وذلك من خلال كتابات عدد من الاساتذة عنها وتناولهم للموضوع من جوانب تنبئ عن اتجاهات كاتبيها من امثال الدكتور عبدالواحد الحميد والدكتور عبدالله الفوزان والاخ علي القحطاني والاخ محمد الداود وغيرهم ممن لفتوا انظار القراء نحو هذه الظاهرة حتى اصبحت مادة خصبة للحديث في المجالس والاندية, وقد تطرق لهذا الموضوع الكثير من الاخوة الكتاب في الجرائد المحلية، كما تناول البعض من القراء كتابات اولئك بالتأييد وبالنقض، كل حسبما يراه، واعتقد ان ذلك الموضوع اخذ حقه من المناقشة والبحث، الا ان الشيء الغريب الذي يجب ان يكون موضع النقاش هو ان غالبية هؤلاء الاوائل هم من المدارس الاهلية! لماذا لا نبحث هذا الامر,؟ وما السر وراء ذلك؟ هل هو ارتفاع مستوى التعليم في تلك المدارس؟ ام هو توفير الجو المناسب لتفوق الطالب وذلك من خلال توفر الامكانات، ودروس التقوية وغيرها؟ ام ان هناك,,!!, إننا نرى وبكثرة المدارس الاهلية تنشر وبأحر تهانيها وتبريكاتها نتائج الاوائل من طلابها في الشهادة الثانوية وتفتخر بان فلانا اخذ الترتيب الفلاني على مستوى المملكة، والآخر ترتيبه كذا,, مستهلكة في ذلك صفحة كاملة من الجريدة او نصف صفحة او اكثر او اقل، بل وتهنئ الاعداد الكثيرة التي تصل احيانا الثلاثين الذين حازوا على نسب مئوية تتعدى 97% ! إن المرء ليقف حائرا يحاول ان يجد تفسيرا او تبريرا منطقيا لهذه الظاهرة، واعتقد ان الانسان المدرك سوف يصل الى طريق ربما يكون مغلقا اذا حاول ان يجد مبررا منطقيا شرعيا يسوغ لهذه الظاهرة الانتشار، خصوصا ونحن نرى كثيرا من طلاب الشهادة الثانوية يهاجرون الى المدارس الاهلية بلا زاد في الفصل الدراسي الاول، ثم ينقلبون على اعقابهم الى المدارس الحكومية في بداية الفصل الثاني وذلك بشكل ملفت للنظر، اننا نسمع عن طلاب نالوا درجات عالية في الفصل الاول عندما كانوا في المدارس الاهلية، وعند بداية الفصل الثاني عادوا للمدارس الحكومية لظروفهم المادية فلم يفلحوا في النجاح في الدور الاول,! فمن اين لهم تلك الدرجات العالية التي حصلوا عليها من قبل؟ ولماذا لم تمتد تلك العبقريات الفذة الى نهاية العام؟ إننا يجب ان نأخذ هذا الامر بجد، ولا نتوقع ان عقول الطلاب كالبطاريات لها امد ثم تضعف الى ان تنتهي, يجب ان يكون وراء هذا الامر خلل، اما في نتائج الفصل الاول في تلك المدارس او ان نحمل الوزارة مسئولية ذلك في الفصل الثاني، وحاشا لله ان يكون الاخير, انني في هذا المجال لا اتهم احدا بعينه، ولا اعمم القول، ولكن البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير، لا بد ان السبب في ذلك هو تساهل تلك المدارس - بشكل أو بآخر - في اعطاء الطلاب الدرجات العالية في محاولة لكسب المزيد من الطلاب في السنوات القادمة ولو لفصل دراسي واحد على الاقل، والوزارة بذلت جهودا مشكورة لسد هذا الخلل من خلال ارسال بعض معلمي المدارس الحكومية للمراقبة في المدارس الاهلية وتصحيح اوراق الاجابة فيها خلال الفصل الدراسي الاول، والحق انها من خلال ذلك امسكت الخيط من آخره وإن كانت جهودها في ذلك آتت بعض الثمار، لكن لماذا لا نمسك الخيط من اوله ونضبط الامر بشكل أكبر، وذلك بأن تقوم الوزارة بإعداد اسئلة الفصل الاول لمرحلة الشهادة الثانوية لمدارس المملكة، وكذا ايجاد مراكز للتصحيح في المناطق المختلفة كما هو معمول به في اختبار الفصل الدراسي الثاني واختبار الدور الثاني.
وفي رأيي المتواضع ان ذلك سيحد بشكل كبير من انتشار هذه الظاهرة لئلا يعاني طلابنا المتفوقون في المدارس الحكومية من الظلم وعدم المساواة، ونحن ولله الحمد في بلد العدل والخير.
المعلم أعرف بطلابه
وتحدث الاستاذ علي متعب العضياني فقال: بادئ ذي بدء احب ان اقدم خالص شكري وتقديري للاخوة الاساتذة الصحفيين السعوديين الافاضل الذين دعتهم الوطنية الصادقة والغيرة الحقيقية على ابنائهم ابناء هذا الوطن العزيز والذي يدل على مدى حرصهم واهتمامهم على رفع كفاءة الطالب السعودي والنهوض بمستواه حتى يصل بحول الله وقوته الى مرحلة التفوق النهائي المطلب الاساسي والحقيقي لانسان هذا العصر اعني عصر العلم والتكنولوجيا والبحث والاستكشاف كما هو الحال في كثير من الدول المتقدمة علميا وصناعيا وفي حقيقة الامر فنحن في امس الحاجة الى التفوق والابداع والذي لا شك انه سوف يعطي بإذن الله مملكتنا الحبيبة دفعة قوية الى التقدم والرقي ومنافسة ركب الدول المتحضرة والصناعية,, اما اذا عدنا الى صلب الموضوع وهو قائمة العشرة الاوائل وكون السعوديين محرومين منها فالحقيقة ان هذا الموضوع له ابعاد كثيرة وقد يكون له عدة تفسيرات لعل منها مايلي:
1- المدارس الاهلية حيث لاحظنا ولاحظ الجميع ان اغلبية العشرة الاوائل دائما يكونون من طلاب هذه المدارس ومن غير المواطنين حيث ان هناك من يقول ان المدارس الاهلية هي مدارس لها امكانياتها الخاصة وتجهيزاتها الخاصة حيث يتوفر بها الشيء الكثير والمتنوع ووسائل الاتصال بين المعلم والمتعلم والتي لا تجدها في المدارس الحكومية, والتي تنعكس بدورها على مستوى الطلاب فتساعد على زيادة تحصيلهم وتعلمهم ورفع امكانياتهم وصقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم وبعد قد يكون هذا سببا ولكن اعتقد ان هذا السبب لا يكفي لكون أغلبية العشرة الاوائل من المدارس الاهلية ومن غير السعوديين لذا فهناك اسباب اخرى منها:
1- اختلاف اسلوب اختبار الفصل الدراسي الثاني عن اسلوب اختبار الفصل الاول وهي نقطة على قدر كبير من الاهمية فكما هو معروف ان اختبار الفصل الاول يكون من المدرسة التي يدرس بها الطالب والطالبة فمدرسه هو الذي يعد له الاسئلة واختبارهم ثم يصححها لهم ويضع درجات طلابه هو وبهذه الكيفية اعتقد انه من وجهة نظري سوف يكون هناك تفاوت كبير بين مدرسة واخرى لماذا وللاجابة اقول ان المدرسين ايا كانوا هم بشر يختلفون في مستوياتهم وقدراتهم واهتماماتهم اعني ان المدرسين انفسهم بينهم فروق فردية كطلابهم فكل مدرس له اسلوبه الخاص في اعداد دروسه وتقديمها واختيار اسئلته وتركيزه على جوانب معينة في المنهج ويكون له اهتمامات خاصة في المنهج قد لا تجدها عند مدرس آخر في مدرسة اخرى وبالتالي يكون هناك تفاوت في اسئلة الاختبارات التي يقومون بإعدادها لطلابهم وكما هو معروف تربويا ان اي امتحان تحصيلي ناجح لا بد ان تتوفر فيه عدة شروط لعل من اهمها الصدق والثبات وبالتالي اعتقد ان اسئلة هذه المجموعة الكبيرة من المدرسين لا بد ان يكون فيها تفاوت في درحات الصدق والثبات وهذا يؤثر على الدرجات التي يحصل عليها الطلاب في مدارس متعددة ولن يكون لها مقياس واحد ودرجة واحدة ومستوى واحد هذا من ناحية ومن ناحية اخرى عندما يقوم مدرس المادة بالتصحيح لطلابه فهو يدرك دون شك مستويات طلابه وامكانياتهم وهذا يؤثر على دقة التصحيح وتقديره لدرجات طلابه وهناك جانب آخر وهو ان كان المنهج موحدا في جميع مدارس الدولة لكن عندما يضع اي مدرس في اي مدرسة اسئلة الامتحان فهو يراعي مستوى تلاميده وقدراتهم وجوانب الضعف والقوة لديهم وسوف يركز بطبيعة الحال على الجوانب التي يراها مهمة في المنهج والتركيز عليها عند وضع الاسئلة التي اعتقد انها قد لا تكون مهمة عند مدرس آخر وهذا بلا شك يحدث تفاوتا في نوعية الاسئلة من مدرس لآخر وبالتالي يؤثر على الدرجة التي يحصل عليها الطلاب من مدرس الى آخر كما ان هناك ملاحظة اخرى لا يجب اغفالها وهي خاصة بالمدارس الاهلية فالحقيقة كما نلاحظ ويلاحظ الجميع ان المدارس الاهلية سخية جدا في اهداء الدرجات لطلابها وهذا يؤثر على المجموع النهائي للطالب واجحاف للطلاب الذين لا يدرسون بالمدارس الاهلية وقد يحصل طالب المدرسة الاهلية على اكثر مما يستحق فعلا ويكون فيها نوع من المحاباة والحاتمية الزائدة.
مع كون غالبية المدرسين في المدارس الاهلية من غير السعوديين اظن ان لهذا العنصر تأثيرا في التقديرات الملفتة للنظر خاصة اذا كان هذا المدرس الوافد له نظرة مادية بحتة، كما ان الجو الدراسي بالمدرسة والبيت الذي يعيشه الطالب يوميا له تأثير كبير على راحته النفسية وتوافقه النفسي الدي يؤثر بدوره على تحصيله العلمي كما ان هناك جانبا لا يجب اغفاله وهو ضرورة التعاون والتكاتف بين البيت والمدرسة بحيث يكون كل واحد مكملا للآخر وللقضاء على ظاهرة اهداء الدرجات يجب وضع الحلول المناسبة لها والتي ارى منها ما يلي:
1- تطبيق اسلوب اختبار الفصل الدراسي الثاني على اختبار الفصل الدراسي الاول وهذا سوف يضمن حصول كل طالب وطالبة على حقه الكامل دون محاباة ومجاملة من المدارس التي يدرس بها الطالب وخاصة الاهلية والتي يغلب عليها المدرس الوافد الذي يهدي الدرجات بسخاء حتى لا يتعرض للاقالة من عمله ولا ننسى اعمال السنة التي يضعها المدرس الوافد لهذا البلد حيث عدم الدقة والاكثار من الدرجات حتى لا يتعرض للمساءلة.
أفكار لمعالجة الظاهرة
* الاستاذ صالح بن عثمان المقري بعد ان استعرض الاسباب ابدى جملة من النقاط الهادفة لوضع حل لهذه الظاهرة, وقال:
هناك عدة اسباب تجعل الطالب الوافد يحصل على ترتيب متقدم، منها ما يلي:
- اجتهاد الطالب الوافد في جميع الصفوف الدراسية، واما الطالب السعودي فاجتهاده في الغالب يكون في المرحلة الاخيرة من الدراسة، لذلك يكون هذا الاجتهاد مبنيا على اساس هش لا يمكنه من الادراك الجيد.
- بالنسبة لغير السعودي الاب والام في الغالب من الطبقة المتعلمة، ويكمل بعضهما البعض في متابعة الابن دراسيا، بينما نجد اهتمام الاب اقل ومستوى تعليم الام اقل بالنسبة للطالب السعودي.
- سوء تنظيم وإدارة الوقت وكثرة الملهيات، الاهتمامات، والارتباطات العائلية بالنسبة لابنائنا.
وبالنسبة للمدارس الأهلية فمن وجهة نظري، يوجد تساهل في بعض منها، لما يلحظ من تباين في مستوى من ينتقل منها او اليها، وبالنسبة للمعلمين فأقول ما حك جلدك مثل ظفرك، ونحن لا نغمط الاخوة الاشقاء حقهم فلهم علينا فضل كبير بعد الله، وفي التعليم الاهلي نقطة ينبغي الا نغفلها وهي قلة عدد الطلبة في الفصل مما يساعد المعلم على اعطاء فرص اكبر للمناقشة والتدريب.
سبل معالجة هذه المشكلة بالنسبة للصف الثالث الثانوي في نظري:- وضع مراكز اختبارات يختبر فيها طلاب الثانوية العامة، وإلغاء درجات اعمال السنة، وجعل اسئلة الفصل الاول اسئلة مركزية كما هو الحال في الدور الاول والثاني.
وهذه الآراء تخالف التوجهات الحديثة في التربية، ولكنها تؤدي الى تكافؤ الفرص بين الطلاب وهي اكثر مصداقية، وتقلل من النمطية في وضع الاسئلة.
المعدل العالي حفز البعض
الاستاذ شالح محمد الحمضي ركز في مداخلته على سعي بعض الطلاب للحصول على معدل متفوق ووقوفه وراء هذا النشاط لدى بعض ابناء الجاليات العربية لمعرفتهم بمدى مستويات القبول في جامعات بلادهم، وقال ان رسوخ مفهوم ضرورة الحصول على معدل في الثانوية العامة في أذهان الطلاب غير السعوديين لكسب فرصة الالتحاق بالجامعات منذ سنوات واعوام سابقة لمعرفتهم بأن الجامعات التي يسعون للالتحاق بها لا تقبل إلا بمعدلات عالية وهذا المفهوم لم يعه أبناؤنا الطلاب الا منذ اعوام قريبة جدا عندما ارتفعت معدلات القبول والنسبة للالتحاق بالجامعات اما المدارس الاهلية وان لها دوراً في حصول طلاب العشرة الاوائل على مراكزهم قد لا يكون صحيحا لأن من ضمن طلاب المدارس الاهلية طلابا سعوديين كما انه قبل وجود المدارس الاهلية بكثرة تعودنا ان يكون طلاب العشرة الاوائل من غير السعوديين من مدارس حكومية وما دأبت عليه وزارة المعارف في الاعوام الاخيرة قد يلغي دور المدارس الاهلية والنظرية القائلة ان طلاب المدارس الاهلية غير السعوديين خصوصا من ضمن طلاب العشرة الاوائل حيث ان اسئلة الفصل الاول توضع وتصحح من قبل مدرسين سعوديين او غير سعوديين من مدارس حكومية ولا يكون في يد مدرسي المدارس الاهلية سوى اعمال السنة ومن خلال ذلك يتضح في ان كون الطلاب في مدرسة اهلية ليس مقياسا لادراج اسمهم من ضمن العشرة الاوائل ولكن ذلك يعتمد على الجهد الشخصي للطالب والطالبة والمتابعة المستمرة والحرص الشديد.
الظاهرة لا تقتصر على الثانوية العامة
* الاستاذ محمد بن عبدالله النشار قال: من الملاحظ ارتفاع نسبة خريجي طلاب المدارس الاهلية كون هؤلاء الطلبة اصحاب مراكز متقدمة بالنسبة للعشرة الاوائل او من اتم المرحلة الثانوية، فهذه ظاهرة ملفتة للنظر يجب الوقوف عندها ودراستها دراسة واقعية لمعرفة الاسباب وراء هذه الظاهرة.
فمن وجهة نظري الشخصية لو اخذنا عينة من هؤلاء العشرة الاوائل في عدد من المدارس الاهلية او الحكومية نجد ان نسبة غير السعوديين في الترتيب مرتفعة وهذه الظاهرة لا تقتصر على مرحلة معينة بذاتها فالمتتبع لجميع مراحل التعليم في بلادنا الحبيبة يجد ان ترتيب غير السعوديين في المقدمة غالبا فمن هنا يتضح حجم المشكلة والتعرف على اسبابها.
* هل مستوى تعليم الاسرة له دور في ذلك؟
* هل مستوى معلم المدارس الاهلية افضل من معلم المدارس الحكومية؟
* هل مجانية التعليم في بلادنا تدفع غير السعوديين الاستفادة من ذلك.
* هل الدافع الذاتي لدى الابناء غير السعوديين اقوى منه عند السعوديين؟
* هل مستوى دخل الفرد والمعيشة له دور في ذلك؟
* هل غياب الرقيب وانشغاله عن ابنائه واسرته له دور في ذلك؟
* وهل وهل تجعلنا نتعرف على اسباب تلك الظاهرة ومن ثم يسهل القضاء عليها.
أما بالنسبة للسؤال الثاني فالمتتبع لدرجات الطلاب في الفصل الدراسي الاول والفصل الدراسي الثاني سواء في المدارس الحكومية او الاهلية يجد هناك تباينا بين درجات الفصلين فانا أعلل هذه الظاهرة كون الطالب تعود على اسلوب معلمه واستشف من خلال مناقشته لمعلميه المهم والاهم من المواضيع ومن هنا يظهر لنا التباين بين درجات الفصلين وهذه فرصة متاحة لطلاب المدارس الحكومية والأهلية ويبقى اختبار الفصل الثاني هو الفيصل بين الطلاب,, وارى ان سبل علاج هذه الظاهرة تكمن في التعرف على اسبابها.
* وقال الطالب نادر نهار العتيبي من الدوادمي:
في البداية احب ان اشكر القائمين بطرح هذا الموضوع من الاخوة الافاضل والاساتذة رجال الصحافة والتعليم وهو موضوع العشرة الاوائل وكوننا نحن الطلبة السعوديين محرومين منها اقول وبالله التوفيق ان هذا الموضوع يجب ان نقف عنده بتأن ودراسة جميع العوامل التي قد تكون سببا في ذلك ولعل اهمها طلاب المدارس الاهلية اولئك الطلاب الذين تنهال عليهم الدرجات بصورة منقطعة النظير لا نجدها في مدارسنا الاخرى حيث نجد ان المدارس الاهلية سخية جدا في اهداء الدرجات لطلابها وبهذه الصورة نجد ان طالب المدرسة الاهلية قد يحظى بأكثر مما يستحق من الدرجات الفعلية له، الامر الذي يعطيه الاولية والافضلية في المنافسة على قائمة العشرة الاوائل اكثر من زميله الذي يدرس في المدارس الحكومية، هذا من جانب وهناك جانب آخر وهو لو تم تطبيق اسلوب اختبار الفصل الدراسي الثاني على اختبار الفصل الدراسي الاول لكان اجدى وانفع ويكون فيه ضمان لأن يأخذ الطالب حقه كاملا دون زيادة او نقص او محاباة وبالتالي يكون هناك نوع من تكافؤ الفرص والموضوعية في تقدير درجات الطلاب حيث ان الاختبار الذي يتم تطبيقه على الطلاب بهذه الصفة يكون موحدا وهناك جانب آخر وهو التعاون بين البيت والمدرسة وهذا مطلب ضروري فالبيت والمدرسة جزءان متكاملان لا يمكن ان يستغني أحدهما عن الآخر فمتى ما وجد التعاون والتفاهم بين البيت والمدرسة فإن هذا سوف ينعكس بدوره على الرفع من مستوى الطالب وزيادة تحصيله، والعكس صحيح لكون العملية التربوية والتعليمية عملية مركبة ومكونة من عدة عناصر لا يمكن ان يستغني عنصر عن غيره واي خلل بأحد هذه العناصر سوف ينعكس سلبا على العملية التربوية بأكملها.
أما الطالب/ وليد سلوم النفيعي يتفق مع الرأي الذي يقول:
لو تم تطبيق أسلوب اختبار الفصل الثاني على اختبار الفصل الأول بأن تكون هناك مراكز لإعداد الاسئلة والتصحيح وذلك بالاضافة إلى النظام الجديد لتوزيع درجات اعمال السنة بداية من هذه السنة حيث انه يقلل الدرجات التي يمكن ان تكون تحت يد المدرس وبإذن الله سيتمكن من ضبط الامور بشكل كبير وضمان حصول كل طالب وطالبة على حقه الكامل دون محاباة من هيئات التدريس في الاهلية التي تهدي الدرجات بسخاء على طلابها في امتحان الفصل الاول مما يؤثر على المجموع النهائي وأيضا يجب ان يُرسل موجهون من الادارات التعليمية للرقابة على اختبارات الثانوي وفتراتها.
ومن الملاحظ ان ادارات المدارس الاهلية تجبر بعض معلميها بالضغط عليهم لرفع درجات الطلاب وهذا لا يستطيعون فعله الا مع الاجنبي اما السعودي فلا يستطيعون الضغط عليه ولا الخضوع لقراراتهم الاجبارية مما ادى الى كثرة الاجانب من معلمي المدارس الاهلية.
والبيت والمدرسة لهما تأثير شديد الاثر على نفسية الطالب وتقبله للمعلومة والحرص على مراجعتها وفهمها وبذلك يجب على الاسرة تهيئة الجو الدراسي في البيت والتعاون مع المدرسة لمصلحة الطالب،,, فمن الملاحظ اذا رأيت ممتازا ستجد ان الاب والاسرة هم سبب امتيازه بالاضافة الى المدرسة لحثهم له وتهيئة الجو له.
|
|
|